30-ديسمبر-2021

الشاعر البولندي آدم زاغاييفسكي (1945 – 2021)

ألترا صوت – فريق التحرير

للعام الثاني على التوالي، تبدو كلمة "الفقد" قادرة على اختزال معظم ما جرى خلال هذا العام الذي يشارف على نهايته، وتلخيص حصيلة اثني عشر شهرًا فقد فيها العالم مئات آلاف الضحايا الذين سقطوا إما بسبب تفشي وباء كوفيد-19 ومتحوراته الجديدة، أو بفعل الكوارث الطبيعية، والحروب، وغيرها.

في المقابل، لم يكن هذا العام جيدًا بالنسبة إلى المشهد الأدبي في ظل الأزمة التي ضربت قطاع النشر، وتأجيل معارض الكتاب، بالإضافة إلى فقد شخصيات أدبية وفكرية لها حضورها وتأثيرها في هذا المشهد. نستعرض معكم في هذه المقالة أبرز 5 كتّاب عالميين رحلوا في 2021.


1. فيليب جاكوتيه

يتّفق قراء الشاعر السويسري فيليب جاكوتيه (1925 – 2021)، ونقاد أعماله، على أنه أحد أبرز شعراء القرن العشرين، وهو ما أكدته أيضًا دار "غاليمار" التي أدخلت جاكوتيه في سلسلة "la Pléiade" الشهيرة قبل وفاته، وهي سلسلة مخصصة لنشر أعمال كبار المبدعين العالميين بعد رحيلهم، حيث نشرت مؤلفات ألكسندر بوشكين، وأندريه جيد، وموليير، وشكسبير، وفيديريكو غارثيا لوركا، وبلزاك، وغيره.

يوصف جاكوتيه الذي رحل عن عالمنا في 24 شباط/ فبراير الفائت، بأنه صاحب صوت شعري متفرد يميزه عن غيره من أبناء جيله ومعاصريه أيضًا. أما تميّزه، فيكمن في محاولاته المستمرة والدؤوبة، والممتدة على أكثر من 50 مجموعة شعرية، للوصول إلى جوهر المواضيع التي يتناولها في قصائده التي حرص على أن تكون تلقائية، دون أي تصنّع أو زخرفة، وقادرة على رصد شكل ومضمون العلاقة التي تجمعه وتجمع الفرد البشري، عمومًا، بالطبيعة.


2. آدم زاغاييفسكي

ينتمي الشاعر البولندي آدم زاغاييفسكي (1945 – 2021) إلى جيل 1968 الذي حمل اسم "الموجة الجديدة"، وضم عددًا من أبرز الشعراء البولنديين الذين اشتغلوا على ابتكار لغة شعرية جديدة تواءم بين التفاصيل اليومية الصغيرة، والأحداث السياسية الكبرى التي تمخضت عن واقع سياسي واجتماعي شاذ فرضه النظام الشيوعي، الذي أجبر زاغاييفسكي وغيره من أعضاء الجماعة على مغادرة بولندا بسبب التضييقات الأمنية ومنعهم من النشر.

أخذ الشاعر البولندي الذي غادر عالمنا في 21 آذار/ مارس الفائت، بعد هجرته إلى فرنسا ومنها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مسافة من اهتماماته الشعرية السابقة، حيث نحى في شعره باتجاه الغنائية والاشتغال على هموم الذات وعلاقتها بالزمان والمكان، مما جعل من شعره، وبحسب وصف مواطنه تشيسلاف ميووش، أقرب إلى: "تأملاتٍ في الزمن المتدفق، حيث يلتقي ما هو تاريخي بما هو ميتافيزيقي".


3. برنار نويل

وزّع برنار نويل (1930 – 2021) نشاطه في مجالي الأدب والتفكير، على النثر الشعر والرواية والتاريخ، إلى جانب علم الاجتماع والنقد الأدبي والفني. واستطاع، عبر الجمع بين هذه الحقول والتنقل فيما بينها بصورة مستمرة، بالإضافة إلى نبرته المتفردة، أن يحفر لنفسه مكانة متميزة في تاريخ الأدب الفرنسي والعالمي، الذي كرّس حضوره فيه عبر أكثر من 40 عملًا موزعًا على الشعر، والنثر، والسرد، والفلسفة.

وإلى جانب منجزه الإبداعي المتنوع والغزير، يُعرف نويل الذي رحل عن عالمنا في 13 نيسان/ أبريل الفائت، بوصفه مثقفًا ملتزمًا وصاحب مواقف سياسية وأخلاقية أساسها مناهضة الاستعمار والاستبداد، والدفاع عن قضايا الشعوب المقهورة، إذ يُعتبر من أهم الأصوات الثقافية الفرنسية التي دعمت ثورة التحرير الجزائرية، وساندت الشعب الفلسطيني في نضاله ضد ممارسات الاحتلال الصهيوني وجرائمه.


4. خوسيه مانويل كاباييرو بونالد

يُعد خوسيه مانويل كاباييرو بونالد (1926 – 2021) أحد أبرز الشعراء الإسبان المعاصرين. ويقدَّم، داخل المشهد الشعري الإسباني، بوصفه أحد أعمدة "الجماعة الشعرية الخمسينية" التي نشطت خلال سنوات حكم الجنرال فرانثيسكو فرانكو، وضمت عددًا من الشعراء الإسبان الذين اجتمعوا على النضال ضد ديكتاتورية فرانكو، والعمل على توثيق ما خبروه في الحرب الأهلية الإسبانية من خلال قصائدهم التي مزجت بين التأريخ، والإدانة، والالتزام بقضايا المجتمع، والدفاع عن حقوقه.

قدّم بونالد الذي توفي في 9 أيار/ مايو الفائت، أكثر من 40 عملًا موزعًا على الشعر والرواية. ولكنه، رغم إصداراته الروائية، يُعرف كشاعر أكثر منه روائي. يقول في وصف علاقته بالشعر: "الشعر، بالنسبة إلي، ممارسة ذات صلات خفية بالتجربة الصوفية". ويضيف: "أؤمن بكل عفة بالدور المخلّص للشعر، بقدرته على الإشفاء أمام الاختلالات التي يمكن أن يمدنا بها التاريخ في عالم مثل العالم الذي نتقاسمه اليوم".


5. جاك هيرشمان

أمضى الشاعر الأمريكي جاك هيرشمان (1933 – 2021) معظم سنوات حياته في تأليف الشعر وترجمته. فبالإضافة إلى نشره نحو مئة مجموعة شعرية، ساهم الراحل أيضًا في ترجمة الشعر إلى اللغة الإنجليزية عن تسع لغاتٍ عالمية، وذلك انطلاقًا من قناعته بأنه سلاح روحي قادر على تغيير العالم.

اشتهر جاك هيرشمان الذي غادر عالمنا في 22 آب/ أغسطس الفائت، بمواقفه السياسية اليسارية، ودفاعه الشرس عن حقوق الإنسان والحريات في الولايات المتحدة وخارجها، وذلك إلى جانب تأييده لقضايا التحرر الوطني، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ونتيجة مواقفه هذه، لا سيما تلك المتعلقة بأحوال بلاده، سعى هيرشمان إلى تقديم قصائد غايتها نشر الوعي بين الأمريكيين، وإدانة النظام السياسي الأمريكي الذي يرى أنه مكّن الشركات الرأسمالية الكبيرة من التحكم بمصائر البشر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أبرز 10 كتّاب ومفكرين عرب رحلوا عن عالمنا في 2021

جوائز 2021 الأدبية في حصادها.. هيمنة أفريقية