11-ديسمبر-2020

عمل فني لـ تشارلز نصار/ لبنان

مانيكان سرفانتس

 

ماذا لو تنحنحتُ قليلًا

فسقطَتْ حنجرتي في يدي

وكان عليها جملةٌ أخيرةٌ على أُهبة القول

وقفزتِ الحنجرةُ في فمِ المانيكان

ولحقتها عيناي إلى محجري المانيكان

ولبِسَ جلدي جسدَ المانيكان

وخرجَتْ إلى العالم المفتوح

وصرخَتْ بالعالم المفتوح

ثمّ امتطَتْ حصانًا خشبيًا

ورحَلَتْ في العالم المفتوحِ بين هزّتين منهُ

وحاربتِ المانيكان الطواحين

ورَكَلَتْ كلّ الواجهات

وتمكّنتِ المانيكان

ماذا لو؟

 

النسور تطيعُ الرياح

 

ماذا لو بنى نسرانِ وِكرهُما في شَعري

ثمّ تصارعا لِمنْ هذا الوكرُ؟

واستيقظتُ

عيني أكبرَ من عيني

وانقضّ الحاجبُ على الحاجبِ

مُدافعًا عن العينِ التي تحتهُ

وصارَ وجهيَ نصفين

نصفٌ بعينين وحاجبين

والآخرُ ممسوحٌ احتلّهُ النسرُ الآخرُ

واعتلتِ الشجرةُ كتفي طاردةً الملاك

ونخرَ النملُ قدمايَ

واستيقظَ الملاكُ الآخرُ طالبًا الثأرَ

ثمّ حملَتْني الرياحُ في هبوبها

وما زلتُ في الرّياح

ماذا لو؟

 

المشهد العاطفي

 

الرأفةُ التي تُدحرجينَها

كفتاةٍ اسكندنافية تلعبُ في الحديقة

يتطايرُ شعرُها ويلمعُ تحتَ الشمس

فيما ضحكتُها تملأ الفضاء البطيء

أنتِ كما هذه الرأفة

لا يمكنكما إلا أن تكونا إعلانًا سخيفًا.

 

  • قصائد من مجموعة "كتاب السخرية والضجر" الصادرة حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب

 

اقرأ/ي أيضًا:

قصائد الغيوم

ما بقيَ لنا أكثر مما مضى