06-أبريل-2021

أسرة مصرية بجانب مقطع من النيل في القاهرة (Getty)

بعد انتهاء عملية نقل 22 مومياء تعود لملوك وملكات من  أسر فرعونية متعاقبة، من المتحف المصري في ميدان التحرير في وسط القاهرة، إلى المتحف القومي للحضارة، بالترافق مع حملة إعلامية ضخمة عمل النظام المصري من خلالها على الترويج لسردية "إنجازاته"، عاد الحديث مجدّدًا حول قضية سد النهضة، في ظل اقتناع قسم كبير من المصريين بأن النظام المصري تخلّى عن كميات كبيرة من المياه لصالح إثيوبيا، بسبب سوء  إدارته للمفاوضات حول مياه نهر النيل، من خلال توقيع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاتفاقية المبادئ في العام 2015،  الأمر الذي سيكون له نتائج كارثية في المستقبل على الزراعة المصرية وتأمين المياه  بالمجمل.

رغم الدعاية الموسعة التي حظي بها موكب نقل المومياوات الملكية، إلا أن قضية سد النهضة حضرت بقوة في نقاشات رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الأخيرة

وفي آخر التطورات حول قضية سد النهضة، انتهت يوم الأحد الرابع من نيسان/أبريل 2021، جولة المفاوضات التي  رعاها الاتحاد الإفريقي في كينشاسا، بدون التوصّل إلى أية نتيجة، في الوقت الذي أعلن فيه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، عن نية بلاده بيع الكميات الفائضة من مياه النيل بعد امتلاء سد النهضة، ليعود بعدها ويتراجع عن حديثه على اعتبار أن إثيوبيا لن تمتلك فائضًا من المياه، بحسب ما نقلته شبكة رصد.

وفي السياق نفسه، شهدت البورصة المصرية صباح الإثنين تراجعًا حادًّا، وقد عزا المحللون أسباب هذا التراجع إلى أسباب عديدة، أبرزها قضية سد النهضة، وإعلان إثيوبيا عن مضيها قدمًا في مشروعها، خاصة بعد إعلان رئيسة إثيوبيا سهلورق زوردي، في الثالث من نيسان/أبريل الجاري، أن بلادها تستعد للملء الثاني لسدّ النهضة، وووصفته بالمشروع المهم للتغلّب على الفقر في بلادها، بالرغم من أن الاتفاق لم يتم مع الدول التي يصب فيها النهر وهي مصر والسودان. 

ونشر الصحفي أحمد البقري صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس جمهورية جنوب السودان، من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وكتب فوقها تصريحًا لرئيس جنوب السودان يؤكد فيه انحياز بلاده لموقف إثيوبيا، وتأييده لاستكمال مشروع سد النهضة، ما يشير برأي البقري إلى التخبط الذي يعيشه النظام المصري في هذا الملف. فيما قال الخبير العسكري والأمني محمد جمال، إن عددًا من الأجهزة نصحت السيسي في العام 2015، بعدم التوقيع على وثيقة المبادئ لأنها ليست في صالح مصر، ومع ذلك قام بالتوقيع عليها، ليعود اليوم ويعتبر أن الماء هو أمن قومي، ويهدد بزعزعة الأمن في المنطقة في حال تم الاعتداء على المياه. 

وفي الوقت الذي كانت فيه طبول الحرب تُقرع، وفيما كان مؤيدو نظام السيسي يبثون الأجواء الحماسية، ويتوعّدون إثيوبيا في حال مضت قدمًا في مشروعها، كان عدد كبير من الناشطين والمغردين يحمّلون السيسي مسؤولية ما جرى وما يجري. أحد الحسابات رأى في إصرار إثيوبيا على الشروع بالملء الثاني، تحدّيًا واضحًا لنظام العسكر في مصر، واستغرب كيف أنهم في مصر يعيشون تحت ظل حكم عسكري، ومع ذلك فهو يعجز حتى عن تأمين المياه لهم. ونشر "bob" صورة سخر من خلالها من إصرار السيسي في كل إطلالاته على قوله بإنه لن يسمح لأحد بتجاوز حدود المصريين، فيما هو في الحقيقة يُغرق البلاد بالديون، ويقدّم جزيرتين إلى السعودية (تيران وصنافير)، فيما "تعلّم" عليه إثيوبيا من خلال سدّ النهضة. 

من جهته، شارك عمرو عبد الهادي الصورة التذكارية التي تلت مفاوضات كينشاسا، والتي تظهر فيها السعادة على ممثل إثيوبيا، وقال إن إثيوبيا  يمكنها أن تبني سدًّا آخرًا إذا أرادت ولن يقف أحد في طريقها، فيما ينشغل النظام المصري بنقل المومياوات الملكية.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

اليونيسف: ثمن الدول تنفق على الديون أكثر من التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية

تعويض بقيمة 1.1 مليون دولار أمريكي من شركة أوبر لامرأة مكفوفة