10-أكتوبر-2023
الدفاع المدني السوري

سببت الهجمات الأخيرة نزوح آلاف العائلات "الخوذ البيضاء"

تواصل قوات النظام السوري وروسيا تصعيدها في المناطق الشمالية الغربية من سورية، حملة القصف المنهجي والمكثف على الشمال السوري التي بدأت قبل قرابة أسبوع من الآن، أسفرت حتى الآن عن عشرات الضحايا من المدنيين، منهم نساء وأطفال، وإصابة ما يزيد عن 200 شخصًا بجروح.

هذه الحملة الشرسة فاقمت الأمور سوءًا على الشمال السوري، والذي يعانيه سكّانه ما يعانونه من أهوال قصف وتهجير ونزوح، حيث نشر الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" مساء الثلاثاء بيانًا حول تصعيد القوات الروسية وقوّات النظام السوري بالهجمات الممنهجة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية في الشمال السوري حسب البيان.

تصعيد دمويّ باستخدام أسلحة محظورة دوليًا

بدأت حملة القصف الممنهج من النظام السوري والطيران الروسي في الرابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، حيث استهدفت الحملة الشرسة هذه العديد من الأماكن الحيوية ودور العبادة، وحسب البيان الصادر من الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، فإن الشمال السوري شهد تصعيداً في الهجمات الجوية والمدفعية والصاروخية الممنهجة من قبل النظام السوري وروسيا، ما أسفر عن مقتل 46 مدنياً، من بينهم 9 نساء و13 طفلاً، وإصابة 213 مدنياً.

وأكمل البيان الرسمي: "استهدفت الهجمات الممنهجة السكان المدنيين والأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك 10 مدارس ومرافق تعليمية،و5 مساجد، و5 مرافق طبية منها مستشفيان، و3 مخيمات للمهجرين ومتضرري الزلزال، و4 أسواق".

الدفاع المدني السوري

وأكّدت "الخوذ البيضاء" استخدام النظام السوري أسلحة محظورة دوليًا في قصفها مناطق المدنيين، كالأسلحة العنقودية والذخائر الحارقة، حيث سيبقى أثر هذه الأسلحة فاعلًا إلى وقت طويل: "استخدم نظام الأسد الأسلحة المحظورة عالمياً، إذ استخدم الذخائر العنقودية في هجوم على بلدة ترمانين واستخدم الذخائر الحارقة أربع مرات منذ 4 تشرين الأول إلى 8 تشرين الأول، هذه الأسلحة محظورة عالمياً لأنها تسبب أضراراً مدنية مباشرة وطويلة الأمد، مخلفة وراءها مخلفات غير منفجرة تعمل كألغام أرضية لسنوات".

الجميع مستهدف

هذا التصعيد الخطير في الشمال السوري يأتي بعد شهر شنّت فيه روسيا والنظام عشرات الهجمات، حيث استهدفت بشكل واضح إلحاق الضرر بالبنية التحتية والمرافق الحيوية في المنطقة، ولم يسلم عاملوا الإغاثة من هذه الهجمات.

الدفاع المدني السوري

الدفاع المدني السوري قال في بيانه إن هذا التصعيد الحاصل في الأيام الأخيرة يأتي " بعد شهر دموي وتزايد عدد الهجمات على شمال غرب سوريا، في شهر أيلول وحده، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لأكثر من 223 هجوماً عسكرياً، واستهدفت هذه الهجمات الممنهجة الأحياء المدنية والمرافق الحيوية والبنية التحتية والمناطق المزدحمة، فضلاً عن استهدافها لفرق الدفاع المدني السوري والعاملين في المجال الإنساني".

وأكملت "الخوذ البيضاء" في البيان: "يشير نمط الاستهداف هذا إلى نية التسبب في أكبر قدر ممكن من الضرر في صفوف المدنيين، وهذا الاستخفاف الصارخ بالحياة والاستهداف المتعمد للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني والبنية التحتية المدنية يشكلان جرائم حرب بموجب القانون الإنساني الدولي".

كارثة إنسانية ستتفاقم شتاءً

هذه الحملة الشرسة من قوات النظام وروسيا سبّبت نزوح الآلاف من مناطقهم، بحثًا عن ملاذٍ آمن يكاد يستحيل توافره في الشمال السوري، ما يفاقم أزمة يعيشها النازحون منذ سنوات، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء، فثمّة آلافٌ من النساء والأطفال ستحول بينهم وبين الشتاء القارس خيمٌ مهترئة.

الدفاع المدني السوري نوّه في بيانه إلى حجم المأساة الحاصلة: "شمال غربي سوريا في خضم كارثة إنسانية وإن اقتراب فصل الشتاء وبدء موجة جديدة من النزوح والتهجير سيزيد من تفاقم المعاناة الإنسانية، بالإضافة إلى الاحتياجات الإنسانية الموجودة مسبقا منذ 12 عاماً على بدء النزاع والزلزال الأخير"

الدفاع المدني السوري

وواصلت الخوذ البيضاء شرحها لمعاناة سكان شمالي سوريا: "سببت الهجمات الأخيرة نزوح آلاف العائلات ومن المتوقع أن يرتفع العدد، ويجري إجلاء الأسر النازحة إلى ملاجئ مؤقتة، وتدعم فرق الدفاع المدني السوري عمليات الإجلاء، وستكون عواقب هذا النزوح كارثية وستؤثر في جميع أنحاء المنطقة، العائلات النازحة في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الصحية والتعليم.

وناشد الدفاع المدني السوري في بيانه المجتمع الدولي، ليكون شاهدًا على ممارسات النظام السوري وروسيا، والعمل على حماية المدنيين بحلول مستدامة: "عرض هذا التصعيد الجديد للهجمات حياة 4.5 مليون سوري للخطر ويهدد بتفاقم الظروف القاسية الموجودة، نشعر بالفزع إزاء غياب الاهتمام الدولي بهذا التصعيد المستمر واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية والعاملين في المجال الإنساني، ونطالب المجتمع الدولي بالعمل بشكل حاسم نحو حل سياسي فهو الحل الوحيد لحماية المدنيين بشكل مستدام، واستخدام جميع القنوات القانونية والدبلوماسية المتاحة لإنهاء الإفلات من العقاب وضمان حق المساءلة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة ضد الشعب السوري."