07-أبريل-2017

ياسر الغربي/ سوريا

صوت وإشراقة تخبو

لو كان صوتي جميلاً لغنيت لكِ الآن 
لغنيتُ نشيدًا عن الكبّاد 
نشيدًا للخوابي التي يدور حولها الأطفال 
في أرض الدار 
عن الماء الذي انداح منها 
في أول فصول هذا الخراب 
عندما سقط الصاروخ الأول.

القط يختنق 
وضعتُ حسونًا في قفص 
الحسون الملون الذي يختال في قفصه كطاووس 
الحسون اختنق.. 
وأنا أتلوى 
الماء ينداح من الخابية 
وأطفالي حولها 
موزعون 
كأوان الزهر عندما تلفحه الريح
أرض الدار، الخابية المكسورة 
والماء ينداح
وهم موزعون 
كأوان الزهر 
عندما تلفحه الريح 
حول الخابية المكسورة. 

نشيجٌ 
نشيج ْ 

نشيج يملأ هذا المدى الواسع 
المدى الذي ضاق علينا حتى بالأوكسجين.

 

رهينةُ الاحتمالات.. رهينةُ هذا الزمان المفاجئ

سأروي لكِ قصِصًا قديمة 
كأن يكون هذا المكان 
هذي التلال والجبال والأشجار المزهرة 
كأن يكون هذا الوادي مرتعًا للرعيان 
للمزامير وأغنيات الحنين للبوادي البعيدة..
كأن تكون أغصان تلك الأشجار المزهرة 
مشدودة عليها أمراسُ الأراجيح للأطفال 
كأن هذا الجبل كان مسرحًا كبيرًا لعاشقين يرقصان
على ضوء القمر.. 
كأن تكون التلال تتقاطر عليها البيوت العامرة
وتحوطها الأسوار والأسرار،
ويعرش عليها زهر العسل مرويًا بماء القلب.

 

سارين

في زمن ما مضى كانت الطبيعة بكرًا 
كان عصيًا على الفهم أن يخرج منها كل هذا البؤس 
الطبيعة كانت أمًا 
ونحن كنا أول أبنائها العاقين وآخرهم. 

من كان سيخطر على باله أن يقطر من كل هذا الجمال سُم كهذا!

نحن فقط.

 

الطفل القتيلُ غيلة

رافعًا يديه إلى الأعلى، إلى غيبٍ لا نراه 
يسألُ
ولا يجدُ إجابةً واضحة 
الآن هو ميت 
هل وجد إجابة!؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

تفاصيل عالقة

لا صابئة في محلة الصابئة