19-أكتوبر-2016

أصحاب القبعات البيضاء في حلب

قبّعاتٌ من الغيمِ بيضاءُ 
أعلى من الشمسِ حينَ تسلمُّ للقاتلينَ جوائزها الذهبيةْ
قبّعاتٌ لها من أكــفٍّ تُمدُّ خلالَ الركامِ شريط ُالهديّةْ
قبّعاتٌ من الفجرِ تبزغُ
لا تمنحوها ظلامَ التحيّةْ
فلها من بقايا الحياةِ تحيّةْ
قبعّاتٌ من الثلجِ تطفئ جمرَ القذائفِ
تسقفُ بيتَ اليتامى 
تخبئ جمجمةً للمتاحفِ حينَ يزورُ غدٌ أثرَ الهمجيةْ
قبّـعاتٌ طفوليةٌ تتقعّرُ عشًّا لرفّ حمامٍ يفرّ من البشريّةْ
قبّعاتٌ صحونٌ لحلمِ الجياعِ فلا تضعوها بمائدةِ المتخمينَ
أيمنحها الموتُ جائزةٌ للتحدي ونحتاجُ منهمْ وصيّةْ؟
قبعاتٌ تدلُّ على اسمِ البلادِ وقد سلبوها الهويّةْ
قبّعاتٌ مظلاتُ أحزاننا الممطرةْ
طريقُ الحياةِ من المجزرةْ
شراعٌ لأرواحنا المبحرةْ
تصدّ القذائفَ من طائراتِ مباراةِ لعبتكمْ في الدماءِ
فلا تمنحوها كؤوس الكرةْ
قليلٌ من الظلمِ يكفي لتستشهدَ القبّرةْ
ألا تبصرونَ بياضَ الحمامةِ تهرعُ 
للعشّ والعشّ والعشّ بعدَ العواصفِ
تنقذُ فرخًا وطيرًا عجوزًا
ألا تسمعونَ أنينَ الزهورِ ترامتْ على الأرضِ 
بعدَ انكسارِ الظلالِ مع المزهريةْ
فلا تمنحونا الهديةْ
نريدُ المكانَ، الزمانَ، الأزقةَ، بابَ الحديدِ 
شبابيكنا الخشبيةَ، سطحَ الحمامِ ، فناجينَ قهوتنا
لونَ شايِ المساءِ، هدوءَ القبورِ، عصاةَ الضريرِ
غبارَ الجدارِ 
نريدُ الهوية ْ
نريدُ بألّا تقولوا لنا كيفَ نحيا
ولا تخبرونا عن الزهرِ فينا
فقدْ تمنحونا هدايا السلامِ
إذا ما اخترتمْ دماءَ الضحيةْ.

اقرأ/ي أيضًا:

دليل عمل لرجل إطفاء عراقي

باسكار شاكرابورتي: أوقات عصيبة