10-أبريل-2016

نجا المهداوي/ تونس

نستحضر هنا مجموعة الشعراء المنتحرين، أو أولئك الذين ماتوا بطرقٍ غامضة، كونهم كانوا من رواد القصيدة النثرية، التي أثرت بشكل كبير في المشهد الشعري العربي. نسترجع مقتطفات قصيرة جدًا من سيرتهم، في تحية لهم، تاركين للقارئ مهمة البحث وانتقاء ما شاء من أسفارهم التي تركوها خلفهم.

1- أحمد العاصي 1903-1930

يعتبر الشاعر المصري أحمد العاصي، من أوائل الشعراء العرب الذين انتحروا في القرن العشرين. ولد في مدينة فارسكور في محافظة دمياط. كان يدرس الطب قبل أن يعكف عنه، ويتجه لدراسة الفلسفة في كلية الآداب، بعد أن أصابه مرض صدري، كانت له محاولة انتحار فاشلة، قبل أن يجدوه في غرفته منتحرًا 1930 بعد أن سكب مادة حارقة على جسده.

2- فخري أبو السعود 1910-1940

الشاعر المصري فخري أبو السعود، هو نتاجٌ لهزائم الحرب العالمية الثانية المتتالية لدى الجميع، إذ إن الحرب أبعدته عن زوجته الإنجليزية وطفله الوحيد، الذي غرق أثناء إبحار إحدى السفن، ليجد نفسه محاصرًا باليأس، بعد أن فقد كل شيء، فأطلق النار على نفسه في حديقة منزله.

3- منير رمزي 1925-1945

يعتبر الشاعر المصري منير رمزي من أقصر الشعراء المنتحرين عمرًا، حيثُ ولد في مدينة الإسكندرية عام 1925، وعاش خلال دراسته للغة الإنجليزية في قسم كلية الآداب في جامعة الإسكندرية قصة حبٍ فاشلة، دفعته إلى إطلاق النار على نفسه عام 1945، بعد أن صدر له ديوان يتيم بعنوان "بريق الرماد".

4- عبد الباسط الصوفي 1931-1960

ولد الشاعر السوري عبد الباسط بن محمد أبي الخير الصوفي عام 1930 في مدينة حمص، وأصيب بانهيارٍ عصبي في العاصمة الغينية كوناكري، بعد أن أوفدته وزارة التربية السورية إلى غينيا لتدريس اللغة العربية، نقل على إثرها إلى إحدى المستشفيات، ليجدوه منتحرًا شنقًا في غرفته في 20 تموز/يونيو 1960، بعد أكثر من محاولة انتحار فاشلة.

5- إبراهيم زاير 1944-1972

"لقد قررت الانتحار... آسف لإزعاجكم"، بهذه الكلمات عبر عن اختيار موته الشاعر العراقي إبراهيم زاير المولود في 1944، والذي وجد في منزله في العاصمة اللبنانية بيروت عام 1972 بعد أن أطلق النار على نفسه، ليتأرجح خبر انتحاره بين الهزائم السياسية، والحياة العاطفية غير المستقرة.

6- تيسير سبول 1939-1973

ولد الشاعر الأردني تيسير سبول في مدينة الطفيلة الأردنية عام 1930، الإحباط الذي رافق نكسة الـ67 من حزيران عند المثقفين العرب، ومباحثات المصريين والإسرائيليين فيما يعرف بـ "خيمة الكيلو 101"، التي أعقبت حرب تشرين عام 1973، أرخى بثقله على الوضع النفسي لصاحب "أحزان صحراوية"، ما دفعه لإطلاق النار على نفسه في تشرين الثاني من ذات العام.

تيسير سبول
تيسير سبول

7- أنطوان مشحور 1936-1975

ولد الشاعر اللبناني أنطوان مشحور في بيروت 1936، وفي أحد صباحات تشرين الثاني من عام 1975، وجد على سريره منتحرًا بإطلاق النار على نفسه، وإلى جانبه صور لزوجته اليونانية التي هجرته.

8- خليل حاوي 1919-1982

ولد خليل حاوي في الشوير في لبنان عام 1919، عندما بدأت الدبابات الإسرائيلية اجتياح بيروت في عام 1982، أطلق النار على نفسه من بندقية احتجاجًا على اجتياح الجيش الإسرائيلي لبيروت.

9- قاسم جبارة 1955-1987

تبدو سيرة الشاعر العراقي قاسم جبارة من أكثر سير الشعراء المنتحرين ضجيجًا، الرجل اشترى مسدسًا من إحدى مخازن الخردوات، عاد إلى منزله وكتب "كل أعضائي هادئة باستثناء العراق"، وأطلق النار على نفسه، لكن الطلقة غافلته وأردته مشلولًا في إحدى مشافي العراق، ليموت بعدها بفترة متأثرًا بطلقة انتحاره.

10- عبد الله بو خالفة 1964-1988

ولد الشاعر عبد الله بو خالفة في مدينة بسكرة الجزائرية عام 1964، وكان أحد أعضاء الأحزاب اليسارية التي تعمل سرًا في مدينة قسنطينة، انتحر تحت عجلات القطار عام 1988، وهو ما زال طالبًا في قسم الفلسفة في جامعة قسنطينة.

11-صفية كتو 1944-1989

ولدت الشاعرة الجزائرية زاهرة رابحي في مدينة العين الصفراء عام 1944، انتحرت في شتاء 1989 بعد أن خرجت من منزلها، ورمت نفسها من جسر تيليملي الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية طوابق تقريبًا، في العاصمة الجزائر.

اقرأ/ي أيضًا: خرافة الحرية: أكثر من سياسية!

12- عبد الرحيم أبو ذكرى 1943-1989

ولد الشاعر السوداني عبد الرحيم أحمد عبد الرحيم في قرية تنقاسي السوق – منطقة دنقلا عام 1943، والمعروف في أروقة الشعر العربي باسم عبد الرحيم أبو ذكرى، تأثر خلال دراسته في الاتحاد السوفيتي بانهيار الدول الشيوعية، ما أثر على حالته النفسية، وجعله يحرق جميع قصائده، ومن ثم يرمي بنفسه من نافذة غرفته في الطابق الثالث عشر من مبنى أكاديمية العلوم السوفيتية عام 1989.

عبد الرحيم أبو ذكرى
عبد الرحيم أبو ذكرى

13- فاروق سميرة 1966-1994

هو من مواليد قرية الحامة بوزيان في قسنطينة الجزائرية عام 1966، وهي ذات المدينة التي انتحر فيها في عام 1994، أثناء إعداده لرسالة الماجستير في الآداب واللغة العربية، بعد إصابته بأزمة نفسية على خلفية انتحار صديقه الشاعر عبد الله بو خالفة، برمي نفسه من منتصف جسر سيدي مسيد، بعد أن جعل أوراقه تسبقه محلقًة في الهواء الطلق.

14- كريم حوماري 1972-1997

وجد الشاعر المغربي أحد مساءات آذار/مارس من عام 1997، منتحرًا بشنق نفسه على أحد الصواري في ميناء مدينة أصيلة المغربية، بعد أن أسر لأصدقائه بأنه "إما أن يكون شاعرًا كبيرًا، أو يغادر الوجود".

شعراء ماتوا بطرقٍ غامضة

1- جاك سيناك 1926-1973 

"يا للجنون! أقول إنني جزائري، فيضحكون عليَّ"، بهذه الكلمات عبر الشاعر الجزائري جاك سيناك المولود عام 1926 عن هويته الضبابية، فهو مولود لأم جزائرية وأب تتأرجح هويته بين الفرنسية والإسبانية، رفض مغادرة الجزائر، وبقي فيها إلى أن وجد مقتولًا في منزله في أحد أيام آب/أغسطس الصيفية من عام 1973، وكان السبب أنه شاذ جنسيًا.

2- راشد حسين 1944-1977

ولد الشاعر الفلسطيني راشد حسين في قرية مصمص في أم الفحم، وكان الممثل الثقافي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وجد محروقًا مع منزله في ولاية نيويورك عام 1977

3- رياض الصالح الحسين 1954-1982

يعتبر الشاعر السوري رياض الصالح الحسين من أهم شعراء القصيدة اليومية، ومحدثيها في العالم العربي، وكان لديه صعوبة في النطق، وخلل في السمع، نتيجة مرض أصابه وهو طفل، الكثير من الأقاويل قيلت حول طريقة وفاته، لكن ما يجمع عليه أصدقاؤه، أنه كان يعاني من مرض القصور الكلوي، بعد إفراطه في الحبوب المهدئة، ومات في مستشفى المواساة نتيجة خطأ طبي.

رياض الصالح الحسين
رياض الصالح الحسين 

4- عبد اللطيف خطاب 1959-2006

ولد الشاعر السوري عبد اللطيف خطاب في قرية تل السمن في مدينة الرقة عام 1959، ويُعرف عنه أنه أصيب بمرضٍ تم تجاهله خلال فترة طفولته، أو ولد والمرض مرافقًا له، لكن خطأ طبيًا ساذجًا أثناء التخدير أنهى حياته عن عمر 47 عامًا.

5- أسامة الدناصوري 1960-2007

ولد الشاعر المصري أسامة الدناصوري عام 1960، لكن مرض الفشل الكلوي لم يترك له فسحًة مع الحياة لإتمام مسيرته الشعرية، فرحل بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض، تاركًا خلفه أربعة دواوين شعرية.