05-ديسمبر-2015

احتجاجات الأساتذة المتدربون في المغرب(فيسبوك)

سارة محبوب، أستاذة متدربة، حصلت هذه السنة على شهادة الماجستير في مادة الفيزياء. تخرجت سارة من المدرسة العليا لتكوين الأساتذة في المغرب، لتجد نفسها بعد مشوار دراسي شاق، أمام موجة إضرابات واحتجاجات تخوضها رفقة زملائها بسبب المرسوم الذي أصدرته وزارة التربية الوطنية، والذي يهم فصل التوظيف عن التكوين وضرورة إجراء مناظرات وطنية للأساتذة المتدربين، مباشرة بعد فترة التكوين، لولوج سلك الوظيفة العمومية.

يخوض الأساتذة المتدربون احتجاجات ضد قرار فصل التوظيف عن التكوين وإلغاء إلزامية توظيفهم مباشرة بعد حصولهم على الشهادة

وما تعيشه سارة هذه الأيام، مثال لتجربة الكثير من الأساتذة المتدربين في المغرب. فالاحتجاجات لا تزال مستمرة بعدما وجد أساتذة المستقبل أنفسهم في رحلة شد وجذب مع وزير التعليم والتربية الوطنية، رشيد بلمختار، الذي قضى بضرورة تطبيق مرسومين يتعلق الأول بتخفيض قدر منحة الطلبة الأساتذة بأكثر من النصف والثاني يهم فصل التكوين عن التوظيف، وضرورة إجراء المباراة/المناظرة قبل الحصول على الوظيفة.

واعتبر الأساتذة المتدربون أن الوزير الوصي على القطاع، أجهز على منحتهم، وذلك حسب ما جاء في المرسوم الثاني، حيث تم تخفيضها إلى أقل من النصف من مائتين وخمسين دولارًا إلى مائة وعشرين دولارًا في الشهر، فقرروا الخروج إلى الشارع للمطالبة بحقهم في التوظيف المباشر. وفي هذا الصدد أصدرت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين لمهن التربية والتكوين، بداية الشهر الماضي، بيانًا توضح فيه قرار الدخول في مقاطعة شاملة ومفتوحة للدروس، حتى إلغاء المرسومين المنظمين للولوج إلى سلك الوظيفة العمومية بقطاع التربية الوطنية.

أنس حيرتا، أستاذ متدرب، خرج رفقة زملائه احتجاجًا في مسيرة "الوزر البيضاء"، في العاصمة المغربية الرباط. يقول أنس لـ"الترا صوت": "بعد قضائنا سنة كاملة في مراكز التكوين نجد أنفسنا مضطرين لإجراء اختبارات جديدة (مباراة وطنية) للتوظيف، وذلك دون الاحتكام إلى معيار التفوق كمعيار للتوظيف بل لعدد محدد يتم اختياره كل سنة". وقد أعلنت وزارة التربية الوطنية، أن عدد الأساتذة الذين سيدخلون التدريب هذا العام هو عشرة آلاف، في حين أن قانون المالية لسنة 2015 حدد عدد مناصب وزارة التربية الوطنية فقط بـسبعة آلاف، مما سيؤدي إلى إقصاء ثلاثة آلاف أستاذ متدرب.

وشملت الاحتجاجات التي شنها الأساتذة المتدربون، مسيرات وتنظيم اجتماعات في مراكز جهوية لوزارة التربية والتعليم في عدد من المدن المغربية، وحمل الشارات الحمراء وإصدار بيانات في أكثر من عشرين مركزًا عبر التراب الوطني.

من جهته برر وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، إصدار المرسومين بـ"الضرورة الملحة لتقليص عدد المناصب وتخفيض قدر المنحة المقدمة لأن ذلك يشكل عبئًا على ميزانية الدولة"، لكن نفس الوزير صرح منذ فترة قصيرة أن "وزارته في حاجة إلى أكثر من عشرين ألف إطار تربوي، كما أن سنة 2015 ستعرف إحالة أكثر من ثلاثة عشر ألف إطار تربوي على التقاعد".

وعقد ممثلون عن مراكز التكوين لقاءً وطنيًا في العاصمة الرباط وتم الاتفاق من خلال هذا التنسيق الوطني على مجموعة من الخطوات التصعيدية على المستويين المحلي والوطني، إذا لم تستجب الوزارة إلى قرار إلغاء المرسومين.

اقرأ/ي أيضًا:

المغرب.. طلبة الطب ينتفضون ضد "الخدمة الإجبارية"

طلبة الطب في المغرب يهزمون الوزير!