26-أكتوبر-2017

تركيب في لندن

عطف

لم نكن أحرارًا يومًا

ولا زلنا نفتقد هذا الخيار

انحدرنا من بلادٍ لم تعرف في أيّامنا.. آبائنا.. حقَّ تقريرِ المصير

مخصيّون بالقبول والإذعان،

ولهذا لم نقاوم

مهاتراتنا دمّرت سطح البلاد

وأخطأت صوب الحقيقة

كلُّ من فينا ظنَّ التّحرُّرَ يبدأ بالحجارة

كلُّ من فينا ظنَّ اللهَ ينامُ في عباءة السُّلطان.

 

عندما لا تملك وطنًا حرًّا

لا تملك صوتًا حرًّا

ولا قلبًا ينسر الأحلام

ولهذا نُهزم أحيانًا في فهم الحبُّ

وحفظ الحبّ

عن غيمٍ.. عن غيب

 

لأحبَّكِ..

كان عليَّ بأن أتذكّركِ أنثى

في ذاكرتي لا تفنى

حرفًا لا تدنو منهُ العلّة

يبقى منتصبًا في فاتحة أناشيد العالم

وبكاء الأغنية النّدب

سطرًا بدأ بأوَّلِ نقشٍ للإنسان

فمضى الإنسان بموته

كي يبقى السّطرُ صراطًا للتّاريخ

جرسًا، شجرًا، شمعًا..

أمنية تُنسج.. تُدعى.. تُهدى للمكظومينَ بفرح الأعياد

 

لأحبّكِ..

أدركتُ بأنّكِ أكثر من أنثى تُختزل بوجهٍ أبيض في ذاكرتي

أو عينينِ حور التّكوين

أعظمُ من سُحنةِ وجهٍ يتلألأ في أنهار دمشق

ونجومٍ ماكرةٍ في نجوى الأشواق

أقدسُ بالشِّعر.. وأطهرُ في فحوى الكلمات..

يكتبكِ إلهٌ..

تشدوكِ في الحربِ يماماتٌ للسلم

ولا تُنسين.. لأنّكِ أصدقُ من جرحٍ تهجوه الأنّات

 

لأحبّكِ كان عليَّ بأن أنساكِ

يتذكَّركِ الأمل.. الحُلمُ.. الجزعُ.. الخوفُ.. الفرحُ.. اللّينُ.. البأس

أنثى لا تنضبُ بالشَّوق

لا تبلغُ في ذاكرتي سِنًّا لليأس

أموتُ..

فتبقى لسواي الذَّكرِ.. الطّفلِ.. العُشّاق

في أزمانٍ لم أشهدها بعد

كعقيدةِ وردٍ..

وديانةِ عِطرٍ..

وسلامٍ في مجدٍ يتجدَّلُ بالغار.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مشهد السهوب

هناك سُلّم دومًا