قبل عشر سنوات شهدت مصر واحدة من أبشع الأحداث التي وقعت فيها في تاريخها الحديث، إذ داهمت قوات الأمن المصرية مظاهرات شعبية واسعة كانت قد خرجت لتأييد الرئيس السابق، محمد مرسي، بعد أن انقلب عليه الجيش، فتحولت ساحة ميدان رابعة العدوية التي اجتمع فيها المعتصمون إلى ساحة حرب وسقط مئات الضحايا من المعتصمين في ساعات قليلة.
التقديرات الرسمية آنذاك أشارت إلى مقتل أكثر من 600 من المعتصمين و8 من رجال الأمن، في حين أن منظمي الاعتصامات قالوا إن الأعداد تزيد عن 1000 قتيل في صفوف المعتصمين، كما قدرت منظمة هيومان رايتس ووتش أعداد الضحايا بما بين 800 إلى 1000، في واحدة من أكبر المجازر ضد المتظاهرين في التاريخ الحديث.
"طمس الحقائق"
من جهتها، أصدرت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهي منظمة حقوقية مستقلة، تقريرًا بمناسبة حلول الذكرى العاشرة للمجزرة، تحت عنوان "طمس الحقائق".
تقرير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أكد أنه كان بالإمكان إنهاء الاعتصام في ميدان رابعة العدوية من دون أن تسال كل هذه الدماء، وأضاف أنه رغم مرور عشر سنوات على المذبحة فإنه لم يحاسب أي مسؤول عنها.
التقرير أكد أنه كان بالإمكان إنهاء الاعتصام في ميدان رابعة العدوية من دون أن تسال كل هذه الدماء. وأضاف أنه رغم مرور عشر سنوات على المذبحة فإنه لم يحاسب أي مسؤول عنها، كما لم تنشر إلى الآن نتائج التحقيق الكاملة الذي أجرته اللجنة القومية المستقلة لجمع المعلومات والأدلة وتقصي الحقائق التي شكلها قادة الانقلاب والرئيس المؤقت حينها، عدلي منصور.
ويضيف التقرير أن اللجنة اكتفت بنشر ملخص للتحقيق مكون من 57 صفحة فقط، 7 منها فقط عن مذبحة رابعة.
كما يؤكد أن المسؤولين عن قرار فض الاعتصام كانوا على علم مسبق بالأعداد المتوقعة للقتلى بين المعتصمين، إذ كان القرار يقضي بإنهاء الاعتصام في يوم واحد، وأن وزارة الداخلية حينها استبعدت كل الخيارات الأخرى البديلة لاستخدام العنف، من قبيل قطع المياه والكهرباء عن المعتصمين أو فتح مياه الصرف الصحي عليهم لإجبارهم على الإخلاء.
كما أصدرت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرًا أكدت فيه أن السلطات المصرية لم تحاسب أي مسؤول عن المذبحة التي وصفتها بأنها أكبر عملية قتل جماعي في تاريخ مصر الحديث، وأنها قد ترقى لتعتبر جريمة ضد الإنسانية.
المنظمة قالت إنه "رغم الأدلة الدامغة التي جمعتها هيومن رايتس ووتش ودعوات "الأمم المتحدة" ومنظمات حقوقية دولية لإجراء تحقيق، تقاعست السلطات عن التحقيق مع أي شخص أو مقاضاته على قتل مئات المتظاهرين ذلك اليوم."
نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل، قال إنه "تلت مذبحة رابعة حملة عاتية من الاعتقالات والمحاكمات الصورية والتعذيب والنفي، مما قضى على أي مساحة للحوار النقدي ودفع الكثير من الإصلاحيين إلى خارج البلاد."
تفاعل على منصات التواصل الاجتماعي
على منصات التواصل الاجتماعي تفاعل المصريون مع الذكرى تفاعلًا واسعًا، فتصدرت وسوم عدة من بينها "رابعة" و "مذبحة رابعة" و"ذكرى مجزرة رابعة".
المشاركون تداولوا مقاطع تثبت مواقف لمسؤولين وشخصيات كبيرة كانت قد حرضت على المعتصمين وأيدت قتلهم، ومواقف أخرى لشخصيات عارضت ما جرى.
ان الازهر الشريف ليؤكد دائما علي حرمة الدماء، وعلى عظم مسؤوليتها أمام الله وأمام الوطن والتاريخ، ويعلن الأزهر اسفه وحزنه لوقوع عدد من الضحايا صباح اليوم، ويترحم عليهم ويعزي أسرهم، ويكرر الأزهر تحذيره من استخدام العنف واراقة الدماء، ويذكر بقول النبي صلي الله عليه وسلم لزوال الدنيا… pic.twitter.com/4Rcj8HcC60
— Ibrahim Ezz El-din (@ibrahim3ezz) August 14, 2023
#حتي_لا_ننسي
ومش كل له برنامج علي الشرق ومكملين مناضل! علي العموم الاسماء دي منها ناس شاركت في جلسات للبرلمان الاوروبي عشان يدعموا السيسي ويدعمون فض رابعه. pic.twitter.com/cEkddv0JhY— HalemHenish (@HenishHalem) August 14, 2023
قبل ما يخلص اليوم: من ١٠ سنين شاهدت بنفسي مداخلات "حقوقيين" عالهوا قالوا ان الداخلية عزمتهم يراقبوا فض #رابعة والقوات التزمت بالمعايير الدولية والمعتصمين قتلوا القوات والخدمة كانت ممتازة. فاكرهم كلهم:
حافظ ابو سعدة
احمد سميح
داليا زيادة
نجيب جبرائيل
صلاح سليمان
نهاد ابو القمصان— hossam bahgat حسام بهجت (@hossambahgat) August 14, 2023
في حين انتقد آخرون ما آلت إليه الأوضاع بعد وصول العسكر إلى الحكم.
اللي ماتوا ف رابعه ماتوا وشبعوا موت
طمني عليك, يا ترى أنت عامل ايه 🤔#الخيانه_العظمي#حق_رابعة#شيخ_الأزهر#الشعب_يريد_إسقاط_النظام #مريم_سمير_فايز pic.twitter.com/XgqClzkg2m— Ahmed Samir - أحمد سمير (@A_SAMIR_1) August 14, 2023
ياتري الستات دي اللي زعرطت ومشيت علي الدم، احوالهم ايه دلوقتي؟!
انا بنشر الفيديو بتاعهم لعلهم يكونوا اتعظوا #رابعة pic.twitter.com/Q7GBBjQoAG— Eman Farid (@Emy4freedom) August 14, 2023
وذكر آخرون شهاداتهم عما حدث خلال المجزرة وما تلاها.
زي إنهردة كنت موجود في فض إعتصام رابعة بتفويض من مؤسسة حقوق إنسان
لمراقبة الفض وتوثيقه
ورأيت وحوشاً تقتل مواطنين عُزل
كانت الجيش الجرار يقتل الأبرياء
رابعة مجزرة pic.twitter.com/khkV326tsf— abdelrahman moka (@abdelrahmanmoka) August 14, 2023
سلامٌ على من فارقونا..
في الذكرى الـ 10 لفاجعة رابعة اعود للتحدث عن الذكرى السابعة..14 أغسطس من كل عام، يبوح البعض منا عما يدور في خلده، وما تحمله ذاكرته من مشاهد أليمة، يحملها بين ضلوعه أينما حل..
هناك أيضًا من التقوا وراء أبواب موصدة، أحيطوا بروح طيبة متسامحة، وجهات نظر… pic.twitter.com/cN0yJD1TrI— Solafa Magdy (@solafasallam) August 14, 2023
قبل فض رابعة بيوم واحد، كان راسخا في مصر أن "المذبحة غير ممكنة".. آخر قلعة يتشبث بها العوام في مواجهة السياسيين، ويجد فيها "العاديون" قيمة لأصواتهم بعيدا عن صناديق الاقتراع التي لا يحترمهم عندها أحد!
ْ
كانت معارك السياسية في مصر تنتهي عند من ينجح في حشد الشارع، وكان صوت الناس…— Ammar Metawa (@AmmarMetawa) August 14, 2023