18-فبراير-2022

فيسوافا شيمبورسكا و"البداية والنهاية وقصائد أخرى"

ألترا صوت - فريق التحرير

تعد الشاعرة البولندية فيسوافا شيمبورسكا (1923 - 2012) من أهم الشاعرات الأوروبيات في العصر الحديث. في سنوات الأربعينات بدأت بكتابة روايات قصيرة، كانت تكتبها لنفسها، وبمرور الوقت باتت أطوال هذه الروايات تصل إلى عدة سطور. 

من الرغبة في التكثيف والاختصار ولدت علاقتها مع اللغة والشعر. في عام 1945 نشرت لها أولى قصائدها تحت عنوان "أبحث عن كلمة". حصيلة ما كتبته هو تسعة دواوين فقط: "لماذا نحيا" (6952)، "أسئلة نسألها" (1954)، "نداء يبتي" (6957)، "الملح" (1962)، "مائة سلوى" (1967)، "كل حال" (1972)، "العدد الكبير" (1976)، "ناس على الجسر" (1986)، "النهاية والبداية" (1993).

قال المترجم هاتف الجنابي: "شيمبورسكا شاعرة التفاصيل والتناقضات بامتياز. شاعرة الجزالة الشعرية والسهل الممتنع بامتياز. كل قصيدة من قصائدها، مهما كان مستواها، هي قصيدة جديدة، تشكل حضورًا وتفردًا بامتياز. تكاد تكون شيمبورسكا قد كتبت عن مختلف شؤون الحياة بطريقتها الخاصة، بحيث أصبحت كل قصيدة لها بمثابة لوحة".

قصيدة "السماء" المنشورة هنا اختيرت من كتاب "البداية والنهاية وقصائد أخرى"، الذي ترجمه الجنابي وصدر عن دار المدى عام 1998.


من هنا كان ينبغي البدء: من السماء

نافذة بلا عتبة، بلا إطار، بلا زجاج.

فتحة ولا شيء سواها،

غير أنها مشرعة على اتساعها.

 

لستُ مضطرةً لأنْ أنتظر ليلة رائقة،

ولا أنْ أمدّ رأسي إلى أعلى

كي أُبصِرَ السماء.

السماء خلف ظهري، تحت يديّ وفوق الجفون.

السماء تلفّني بإحكام

وترفعني من الأسفل.

 

حتى أعلى الجبال

هي ليست أقرب إلى السماء

من الوديان السحيقة.

ليست هي في مكان أكثر

منها في آخر.

الغيمةُ على حد سواء بلا رحمة

مطوحّة كقبر في السماء.

الخُلد على حدّ سواء مرفوع

مثل بومة متمايلة بجناحيها.

الشيء الذي يسقط في الهاوية،

يسقط من السماء إلى السماء.

مذرورة، سيّالة، صخرية،

مضطرمة ومتطايرة

رُقَعُ السماء، دقائقُ السماء،

نفثاتُ السماء، وكِدَسُها.

السماءُ كليةُ الحضور

حتى في العتمة تحت الجلد.

 

آكلُ سماءً، أُفْرغُ سماء.

أنا شرَكٌ في شرك،

ساكنٌ مسكون،

احتضانٌ محضون،

سؤالٌ في جواب على سؤال.

 

القسمةُ على أرض وسماء

ليست طريقة مناسبة

للتفكير بهذا الكل.

هي تسمح لي أنْ أعيشَ وحسب

بعنوان أكثر دقة،

أسرعَ على العثور عليه،

فيما لو كنتُ مطلوبة.

علاماتي الفارقة

الجذلُ واليأس.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آلن غينسبرغ: رأيتُ أفضلَ العقولِ في جيلي وقد دمرها الجنونُ

يانيس ريتسوس: تحت كلِّ كلمةٍ ثمة شخصٌ ميّت