31-أكتوبر-2015

من الفيلم

"دليل الإتيكيت للخليلات".. عنوان فيلم فلبيني درامي كوميدي، دخل ساحة المنافسة في الكثير من صالات العرض العربية والعالمية.. والمثير في الموضوع أنّ رسالة الفيلم جعلت الفئة الأكثر إقبالًا على مشاهدة الفيلم هنّ الزوجات. فقط ليعرفن ما يمكن أن يقدّم للعشيقات كـ"روشتات" جيدة وناجحة في التطبيق مع ذاك اللغز الغامض بالنسبة لهنّ: الرجل. طبعًا لم يغب الرجال عن حضور الفيلم تطفلًا وإرضاء لبعض غرور. 

 يحكي "دليل الإتيكيت للخليلات" عن خمس سيدات، يشتركن في كونهن صاحبات سر خاص أنهن خليلات لرجال متزوجين مختلفين

الفيلم يحكي حيوات خمس سيدات ناجحات في أعمالهن، يشتركن في كونهن صاحبات سر خاص: هن خليلات لرجال متزوجين مختلفين. "أنت لست الزوجة.. اعرفي مكانك". هذه أولى نصائح الفيلم التي تتوالى تباعًا حسب المواقف وأحداث الفيلم المتداخلة. ندخل الجو العام للعشيقات في المدينة مع مجيء عشيقة جديدة لرجل شاب متزوج بسيناتور سياسية معروفة تخوض حملة انتخابية، ويطلب من عشيقة أحد أصدقائها تعليمها أصول الإتكيت لتكون عشيقة مثالية. إذ تتخبط العشيقة الشابة في جو جديد عليها وتسيء التصرف. فتقدّم لها مدربتها وصديقتها من العشيقات ذوات الخبرة نصيحة لا يجدر بها أن تنساها أبدًا: "لا للنكد.. النكد وظيفة الزوجة فقط"!

مع بعض الخيبات والوقت الضائع لتلك الخليلات يأتي دور نصيحة قيّمة أخرى: "يجب أن تكوني على استعداد للتخلي عن الاحتفال بعيد الحب، عطلة عيد الميلاد، وعيد ميلاده". لهذا عادة ما يطلق على الخليلات مسمى "يتيمات العطل".. وهناك دومًا تتمة لتلك النصائح حتى يكتمل المعنى بالنسبة لهن جميعا: "أن تكوني عشيقة هو أمر لا يحدث أبدًا عن طريق الصدفة، إنه اختيارك دائمًا".

بعيدًا عن جدية الموضوع وواقعيته في المجتمع الفلبيني، وغيره من المجتمعات.. كثيرًا ما كانت هناك في الفيلم مساحات واسعة من الطرافة والابتسامات.. مواقف مضحكة تخلقها لقاءات مشتركة بين الخليلة والزوجة الرسمية، ويأتي لاحقًا ذلك الحب الحقيقي في حالة إحداهن، فيتخلى الرجل عن زوجته ويختار البقاء مع خليلته التي أكّدت له ظروف الحياة أنها كانت أصدق معه من زوجته. وهو ما لا يحدث دائمًا حسب مخرج الفيلم. 

في الفيلم جانب قوي من الإمتاع خاصة مع تتالي النصائح التي تكون كفاصل عام من حكاية لأخرى.. إلاّ أن بعض الإسهاب الممل كان ينقص من خاصية الإثارة التي صارت مرتبطة أكثر بحرفية الأفلام الهوليودية. 

"دليل إتكيت الخليلات".. فيلم مقتبس من أحد الكتب الأكثر مبيعًا والذي يحمل عنوان "دليل الإتيكيت للخليلات وما يمكن للزوجات أن يتعلمنه منهن" والذي ألّفته الصحفية المخضرمة جولي ياب دازا، بعد أن لاقت مقالتها في إحدى الصحف رواجًا كبيرًا. فوسّعت فكرتها لاحقا إلى كتاب بعد لقائها بأكثر من خمسين عشيقة. ونبّهت إيرادات الفيلم الكثيرة خلال هذا الشهر، وهو أول فيلم فلبيني يجري عرضه على المستويين المحلي والعالمي في وقت واحد، إلى النجاح الذي تسجّله السينما الفلبينية مؤخرًا، حيث صارت الإنتاجات المحلية مرغوبة على نحو متزايد، خاصة مع الدعم الذي تقدمه الدولة في مجال الإعفاءات الجمركية ودعم المواهب، كما تمكّنت بعض الأفلام من احتلال صدارة شبّاك التذاكر، متفوقة بذلك على الأفلام الأمريكية والهندية.

في ذروة تأمل العشيقات في حياتهن ومغزاها، تتعلم العشيقة الشابة أن ما تحلم به الخليلة في النهاية هو أن تكون زوجة

في خضم جو الكوميديا الطاغ على الفيلم، وضع مقتبس السيناريو مقاطع مفصلية درامية حيث تحلل العشيقات وضعهن وتنقدنه، حياة فيها الكثير من المال الذي يغدقه الرجال عليهن مع ضرورة أن تنتبه الخليلة إلى استثمار بعضه ليدر عليها دخلًا قارًا يحررها من التبعية المطلقة ماديًا؛ وللانتظار والصبر مساحة كبيرة في هذه الحياة أيضًا، كما أن للحب مساحته التي قد تضيق وتتسع. وليس ببعيد أن تجد الخليلة نفسها متروكة لصالح خليلة جديدة أقل سنا. وهي الحالة التي اختارها مخرج الفيلم لتقديم واحدة من أقوى لحظاته، لحظة لقاء المصارحة الهادئة بين الخليلة المتروكة والزوجة التي تركت بسببها. فتشرب الخليلة من ذات كأس الزوجة، وتشعر بما تشعر به، وتسألها هل كنت تعرفين؟ والجواب: نعم. 

- إذن لماذا لم تهجريه؟ - لأنني أعرف أنه يعود دومًا، ولأجل الأطفال أيضًا.

في ذروة تأمل العشيقات في حياتهن ومغزاها، تتعلم العشيقة الشابة أن ما تحلم به الخليلة في النهاية هو أن تكون زوجة. وتصغي بإنصات لآخر القواعد: "أنت لم تمتلكني.. وأنا لست مجرد لعبة من ألعابك الكثيرة.. ولا تتخيل أني لست قادرة على المغادرة مع رجل آخر". بهذه النصيحة ينتهي الفيلم.. وبها تظهر لنا العشيقة الشابة مع رجل آخر.. هو زوجها هذه المرة.. أكيد ستكون بحظوة الزوجة الرسمية، ولو مؤقتًا، مع خبرة الخليلة ودليل إتيكيتهن الخاص.

اقرأ/ي أيضًا:

"فاطمة".. فيلم لا يتجاوز قوة بوستره

المطلوبون الـ18.. أبقار في شرفة الوطن