31-مارس-2018

فريدا بينتو (WWE)

من تجارب الأداء المحلية والمنغلقة في الهند إلى أكبر مهرجانات السينما في العالم وأشهر الصالات انتقل أداء فريدا بينتو مع فيلم Slumdog Millionaire. لتنطلق على إثره في رحلة كتابة وإنتاج وتمثيل وتعبير عن رفض ما يغضبها ومحاولات لتأسيس مستقبل أجمل، تفاصيل أخرى عن رحلة فريدا بينتو في السينما والحياة تقدمها هذه المقابلة المترجمة عن موقع The Talks.


  • سيدة فريدا بينتو، اندفعت إلى الساحة العالمية في 2008 بعد فيلم Slumdog Millionaire وعملت بعدها بسرعة مع مخرجين من أمثال وودي آلن وجوليان شنابل ومايكل وينتيربوتوم. لكنك لم تظهري إلا في فيلم طويل واحد منذ 2011. أين كنتِ؟

لقد كنت ألاحق شغفي برواية القصص كمنتجة. وعليّ القول إن الأمر صعب جدًا لأن إنجاح فيلم مستقل في أيامنا هذه أصعب كثيرًا مما قد يظن المرء. قد تظن أن الكثير من الأموال تصل إلى كل مكان، لكنها لا تصل إلى المشاريع التي تريد أن تفعلها. تتجه هذه الأموال إلى سلسلة أفلام The Hunger Games وإلى Transformers. كنت مشغولة جدًا منذ 2012 بإنتاج فيلمين سينمائيين وفيلم وثائقي سينطلق من تلقاء نفسه ضمن حملة لحقوق الفتيات تدعى "الفتيات ينهضن".

فريدا بينتو: أحب حقًا أن تكون الأفلام، أو أي شيء آخر، شيئًا يستطيع العالم بأكمله الاستمتاع به

  • ما الذي دفعك إلى فعل ذلك بدلًا من الاستمرار في مهنتك؟

إذا استطعت تأمين مستقبل للمستقبل، فسيكون مستقبلي أفضل أيضًا. لقد سألت نفسي "لماذا أنتج فيلمًا وثائقيًا لن أتقاضى مقابله أي مال أو شهرة أو ظهور؟" لكني فكرت بالأمر وانطلقت "هذه ليست غاية الحياة". إذا ما تقبّل العالم فكرة أن كل فتاة يجب أن تتعلم، فسوف تقلّ الأشياء التي يجب أن نحارب النظام لأجلها. نحن نصنع الآن القوى التي ستخرج وتجعل الأمر أسهل بالنسبة لأبنائي، وأحفادي، وأبناء أحفادي. لذا فأنا أعتبر هذا بالنسبة لي مصلحة راسخة! بالتأكيد لن يكون الأمر ممتعًا حاليًا، لكن لا بأس، فهو ليس اختيارًا للمهنة التي أريد بقدر ما هو اختيار إنساني.

  • وُجد مؤخرًا نوع من الهجوم العنيف على فكرة الجمعيات الخيرية التي يموّلها المشاهير، مثل جمعية "باند إيد". كيف تتجنبين ذلك؟

أحيانًا تكون هذه الأعمال شيئًا سيّئًا لأن الناس يفعلونها لاكتساب الشهرة أو لتغيير سمعة سيئة، شيء مثل "دعوني أنقذ طفلًا في أفريقيا وسأكتسب صورة مختلفة". أجل، تكون مشكلةٌ حقيقيةٌ قائمةً عندما يحدث ذلك، ولا يصدق الناس أنك تدعم قضية تتعاطف معها حقًا. أما بالنسبة لي، فأنا غير مهتمة بأي نوع من الشهرة أيًا كان. بإمكاني التحدث عن تعليم الفتيات وحقوقهن لساعات طوال. لكني لن أفعل ذلك إلا إذا كان الجالس أمامي يفهم لماذا أقوم بذلك.

  • كونك مدافعة عن حقوق المرأة، هل ترددت في التمثيل عارية في فيديو أغنية "غوريلا" لـ "برونو مارس"؟

لا، فهذا ما أفعله، أنا ممثلة. لقد تدربت لسنة كاملة على الرقص، ثم عرض علي برونو مارس هذا الفيديو، وكانت شخصية لم يُعرض عليّ مثلها من قبل. لم أهتم بالهجوم الذي سأتعرض له لأن كل من أعرفهم أحبوا الفيديو. حتى أنني شاركته مع أمي وأبي، وقد تفهّما أن هذا جزء من شخصيتي. ليسوا منزعجين منه كثيرًا. وإذا كنت منزعجًا، غيّر القناة.

فريدا بينتو: فقط عندما تكون مرتاحًا مع ما تكونه، تستطيع أن تقدم شخصيتك على أنّها ذاتك الحقيقية

  • هل تشعرين أنك تحاربين ضد أعراف المجتمع المتحفظة، كونك ولدت في الهند بالأخص؟

لا، وجدت نفسي أحارب ضد أشياء مشتركة بين النسوة من جميع الأعراق، مثل الكفاح من أجل الأدوار المهمة في الأفلام. لماذا لا تقول هذه الشخصية سوى سطرين طوال الفيلم وهما "أنقذني" أو "ساعدني"؟ لماذا نحن شديدات العجز في الأفلام؟ نحن لسنا عاجزات أو مغلوبات على أمرنا في الحياة الحقيقية، فلِم نكون عاجزات في الأفلام؟ هذه هي الأشياء الوحيدة التي وجدت نفسي أقاتل ضدها، وليس الأعراف المجتمعية التي يشعر الآخرون أن بإمكانهم فرضها. كانت جميع الأفلام التي شاهدتها باختيار أبي عندما كنت طفلة أفلامًا متمحورةً حول النساء.

  • هل فعل هذا عن قصد؟

لا أعرف إذا كان هذا قرارًا عن وعي منه. ولا أعتقد ذلك، لأنه ليس من الأشخاص الذين يتعمدون فعل الأشياء. لكن فيلم Mirch Masala كان قطعًا واحدًا من أفلامي المفضلة وأنا صغيرة، لكني بدأت باكتشاف عالم السينما بشكل حقيقي وأنا في الجامعة، وأحببت بشدة فيلم Wong Kar-Wai حينها أدركت أنني لا أريد أن تكون الأفلام التي أصنعها مخصصة للهند أو لأمريكا فقط. أنا أحب حقًا أن تكون الأفلام، أو أي شيء آخر، شيئًا يستطيع العالم بأكمله الاستمتاع به. لطالما أردت شيئًا على المستوى العالمي. لكني أتذكر أنني كنت أخبر أخواتي دائمًا أنه من المستحيل أن يصل اسمي إلى إنجلترا أو أمريكا أو أي مكان آخر في العالم، فقط لأن دول العالم ليست منفتحة على الهند.

فريدا بينتو:  النساء لسن عاجزات أو مغلوبات على أمرهن في الحياة الحقيقية، فلِم نكون عاجزات في الأفلام؟

  • هل صحيح أن النجاح العالمي لفيلم Slumdog Millionaire لم يسبق له مثيل بالنسبة لفيلم طاقم تمثيله هندي بالكامل؟ هل كان الأمر صعبًا عندما وجدتِ نفسك فجأة أمام الجمهور العالمي، حتى وإن كان هذا هو حلمك؟

لا أعتقد أن الأمر كان صعبًا على الإطلاق في الواقع. استمتعت بالأمر كليًا. كنت أشعر أغلب الوقت أني مخدرة، أحلى تخدير في العالم. كانت هذه هي نسختي عن مخدر "إل إس دي" أو عن النشوة. كنت أتمشّى وأقول "هذه الشجرة هي أحلى شجرة رأيتها في حياتي"! حينها، يكون كل ما تفعله هو ركوب الموجة والاستمتاع بالواقع دون أن تعرف أين ستهبط، لكن بينما تكون على متنها، فكل ما تقوم به هو إطلاق أفضل نسخة من نفسك والاستمتاع بها. يجب عليك أن تهبط في مكان ما، ويجب عليك أن تنتقل من هناك. استمتعت بالنشوة رغم ذلك.

  • وهو ما لم تشعري به مرة أخرى منذ تلك المرة الأولى

تمامًا، لهذا لم أكن أريد أن أهدر أي وقت في مقاومته. المخاطرات مهمة جدًا بالنسبة لي. إنها الشيء الوحيد الذي يحدد الخطوة التالية في مهنتي، لولاها كنت سأبقى في حالة ركود. وهذا الأمر ليس متعلقًا بمهنتي فقط. يجب أن تخاطر في الموسيقى والكتابة والإنتاج. تصبح المعادلة قديمة بعد فترة، ويبدأ الناس في النظر إليك من خلالها. أحببت ما فعله Slumdog Millionaire لي ولمهنتي، لكنه أعطى الناس صورة مثل "الآن يأتي ضوء الشمس"! وهو ما أرد عليه بـ "مممم لا".

  • أعتقد أن النظرة للممثلين الهنود في العالم الغربي في العموم تشبه هذا لسبب ما.

أجل، أعتقد ذلك. القيم العائلية والاحتشام والتوزان و… أُفٌ، يا إلهي. عندما أحضر اجتماعًا أو أتقدم لتجربة أداء، أظن أنه من المهم جدًا بالنسبة لي أن أحرص على كسر هذا المفهوم عند الشخص الذي يراني، إذا كان يمتلك مسبقًا فكرة عن أن هذه الفتاة خجولة ومحتشمة. أكسره من أول سطر يخرج من فمي لأنني إذا لم أفعل فسيشاهدون تجربة الأداء بأكملها أو يجلسون طوال الاجتماع وهم يفكرون "أوه، يا لها من فتاة لطيفة، لكني لا أظن ذلك حقًا".

  • إذن هل تتحدثين معهم مثل راي وينستون؟

أنا معتادة على عدم استخدام الشتائم في الاجتماعات، لكني أشتم في حياتي اليومية. لا يحب والداي هذا الأمر، لكني أدركت أن هذه هي أنا، لذلك أشتم الآن، عدا في حالة وجود أطفال بالجوار أو شيء من هذا القبيل. وأيضًا لا أريد أن أكون دائمًا هكذا "تبًا لهذا، تبًا لذاك، ولذلك الشيء اللعين أيضًا…" أنا أكون نفسي فقط. أريد أن يعرف الذي أمامي بأني مجرد إنسانة. وصدق أو لا تصدق، أنا أفعل ذلك بثقة. وأتساءل "من أنا؟ هل أنا مرتاحة مع ما أكونه؟" فقط عندما تكون مرتاحًا مع ما تكونه، تستطيع أن تقدم شخصيتك على أنّها ذاتك الحقيقية. استهلكني الأمر وقتًا، لكن الآن وأنا هنا، أشعر بالارتياح حقًا.

 

اقرا/ي أيضًا: 

آل باتشينو: يسهُل خداع العين أما التحايل على القلب فهو الأصعب

غييرمو ديل تورو: الوحوش هم القدّيسون الشافعون للغرباء