16-يناير-2018

تيسير بركات/ فلسطين

خُلِقت ظهورنا لنُطعَن بها 

وأي وظيفة أخرى

عرفناها

لم تكن إلا

من فرط الإنهاك.

*

 

كأي شيء آخر أيتها السعادة

عرفتك

بالقليل الذي يبعث على اليأس

بأجرة الحافلة الى جبال الخليل

بالماء المعبأ في زجاجة صغيرة

بالدفء الذي تخبئه كنزتي

والقوة التي يعطنيها حذائي

بالضحكة التي تبعثها رؤية الكروم الملونة

وبطريقة واحدة للاعتذار؛

حللت بها كل مشكلاتي.

*

"من مأمنه يؤتى الحذِر"

مرحى

الأعداء في كل مكان

يحيطون بي

لا مأمن هناك

يثير الريبة

والقلق!

*

 

لا أعرف الموت

وأظن هذا مقلقًا

فالتجارب الأولى تأخذ مكانها

عميقًا

من أثر المفاجأة

لكنني

أعرفهم

كنا نأكل سويًا

ونلقي على بعضنا البعض

تحية الصباح

إنهم الآن غائبون

بما يكفي

لئلا يشعرني موتهم

بالفقدان.

*

 

رأيت آثارك على الطريق

التفاتاتك

وخطاك

لسنوات وسنوات

وجدتك في ذهابك المستمر

في رجوعك الدائم

تثير الحيرة والقلق

لا أعرف الآن

أي لوم يحمله غيابك!

أنت الذي انتعلت الطريق

والعثرات

في محاولتك مرارًا

أن تصل.

*

 

نافذة واحدة تكفي

لئلا نشعر بالملل

في الليل،

الليل الطويل

تصير الشجرة

لصوصًا

وراقصين

بالضوء الخافت والظلمة الحالكة

سيبدو أي شيء

في هذا الكون

مسرحيًا.

 

*

 

أبحث عنك

ولا أجدك

إنك في أعماقي

مستحيل

وبعيد.

*

 

كانت الغابات بحارًا

أعرف هذا الجنون جيدًا

والأعشاش أحضانًا

أعرف هذا الحنو جيدًا

والصحاري سهولًا

أعرف هذه التضحية جيدًا

غير أنها كانت موجودة

في كل مكان

قلوبنا المشتعلة

منذ الأزل

قبل أن تخرج من الأعماق

متفجرة

مرة واحدة

وللأبد

فتكون الحجارة.

*

أخلط التربة بالسماد

وأقصد بذلك الوردة

فتنمو الأعشاب الضارة أيضًا

أنا التربة

والوردة بي

تثير البهجة

والصعاب.

*

 

أعرف حيلًا سهلة للهرب

أغمض عيني

وأتظاهر بالنوم

العتمة واسعة هناك

وكل خطوة فيها مخبأ

وأنا أعرف الظلام جيدًا

كيف لا

وقد أمضيت ثلث حياتي نائمة

ها أنذا

أعرف فكرة آخاذة للحلم

وأحمل عزاءً واحدًا

للمتعبين

أن أغمضوا أعينكم

وستتكفل العتمة بالأمر.

*

 

ليس باليد حيلة

لأرد تضحياتك الكبيرة

لكنني لطالما أحببتك

وأحببت حياتك التي لا تشبهني

ذلك أنني عشتها

كما لو أنها تخصني.

*

 

نبقى في أجساد أمهاتنا للأبد

لكن أحدًا ما

ربما امرأة

طبيبًا أو

قطة

أوهمهن

أن الولادة فكرة جيدة

للتخلص من كل هذا الثقل.

*

 

كان العالم صغيرًا

وكنا نصدق كل شيء

المعجزات

والمذيعة

وبرامج الأطفال

كلهم يقولون الحقيقة

كانت النجوم تتهاوى

من سماء رحبة في قصص الأطفال

ويوم الجمعة قصير

ومقلق

حيث الفرصة ضيقة

لكنها خلابة

للنوم

واللعب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مبعث الدفء حريق ما

تمائم الغضب