24-يونيو-2023
gettyimages

مع "تمرد" فاغنر، يزداد القلق في روسيا من اندلاع "حرب أهلية" (Getty)

بعد ساعات من إعلان مالك مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين تمرده على القيادة العسكرية الروسية، تمكنت قواته من السيطرة على مدينة روستوف الجنوبية، مع إشارة إلى تساهل أو تواطؤ من قبل قوات الأمن في المدينة الاستراتيجية مع فاغنر، نظرًا لسقوطها السريع بيدها.

كتب أستاذ التاريخ بجامعة ييل وخبير أوروبا الشرقية والحرب العالمية الثانية تيموثي سنايدر، على موقع تويتر: "كل ما يمكنني قوله عن روسيا هو ما كنت أقوله منذ عام: الحروب تنتهي عندما يكون النظام السياسي المحلي تحت الضغط"

وتنقل فاغنر تمردها إلى مدينة فورونيج الجنوبية، حيث قصفتها القوات الروسية في تلك المدينة، مع عزم فاغنر التقدم نحو موسكو، كما تشير التقديرات، بالإضافة إلى تهديدات بريغوجين، الذي طالب وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بالوصول إليه في روستوف، أو أن قواته ستصل إليه في موسكو.

وبحسب التقديرات الأولية، فإن فاغنر ومالكها يفغيني بريغوجين، تمكنا من كسب الجولة الأولى في التمرد الذي أعلن عنه بريغوجين، معلنا عن مسيرته نحو "العدالة" في روسيا، مع شكوك في إمكانية استمراره في تمرده حتى النهاية.

زكي وزكية الصناعي

وفي هذا السياق، قال مدير برنامج روسيا وأوراسيا في تشاتام هاوس جيمس نيكسي: "قد يجد بريغوجين بعض الدعم في الجيش الروسي [بالنظر إلى السهولة التي تولى بها روستوف]، لكن ليس لديه أي دعم في موسكو، من بين النخبة. إنه ليس رئيس روسيا القادم"، وفق ما جاء في صحيفة "الغارديان".

وأضاف نيكسي: "لقد أظهر خطاب بوتين بوضوح أنه كان منزعجًا. لم يبد واثقا ولم يطمئن. بعد 24 عامًا، كان هذا هو التحدي الأول المباشر لسلطته - حتى لو كان كلا الطرفين لا يناديان بعضهما البعض بالاسم"، وعن خطاب بوتين صباح السبت، قال: "ربما كان محقًا بشأن شيء واحد: مستقبل روسيا على المحك".

من جانبها، قالت الباحثة زميلة في برنامج تشاتام هاوس روسيا وأوراسيا سامانثا دي بينديرن: إن "روستوف هي أهم مركز لوجستي عسكري للقوات المسلحة الروسية التي تقاتل في أوكرانيا . ومع ذلك، لم يكن هناك ما يكفي من الجيش الروسي القادر أو الراغب في منع بريغوجين من السيطرة على القيادة العسكرية المحلية".

وأضافت "أي تحليل عميق صعب في هذه المرحلة ولكن يبدو أن الجولة الأولى ذهبت إلى بريغوجين"، بحسب ما جاء في صحيفة الغارديان.

من جانبه، كتب أستاذ التاريخ بجامعة ييل وخبير أوروبا الشرقية والحرب العالمية الثانية تيموثي سنايدر، على موقع تويتر: "كل ما يمكنني قوله عن روسيا هو ما كنت أقوله منذ عام: الحروب تنتهي عندما يكون النظام السياسي المحلي تحت الضغط".

وفي سياق متصل، قال معهد دراسة الحرب، إن تمرد يفغيني بريغوجين لفرض تغيير في قيادة وزارة الدفاع الروسية "من غير المرجح أن ينجح"، مضيفًا: "كانت نية بريغوجين على الأرجح هي كسب ولاء كبار الضباط والأفراد العسكريين الروس، لكن من غير المرجح أن يحصل على دعم عسكري كافٍ بالنظر إلى أن الجنرال سيرجي سوروفكين، حليف فاغنر شجب دعوة بريغوجين للتمرد المسلح"، قائلةً إنه "من غير المرجح خضوع بوتين لتهديدات فاغنر وإرجاء تعديلات في وزارة الدفاع".

ومع "تمرد" فاغنر، يزداد القلق في روسيا من اندلاع "حرب أهلية"، حيث حذر مذيع التلفزيون الحكومي البارز المؤيد للحرب فلاديمير سولوفيوف، من اندلاع "حرب أهلية"، مضيفًا: "ألسنا شعب روسي؟ ألا نحب وطننا الأم؟ هل سنترك أنفسنا حقًا نخسر البلد من خلال الصراع الداخلي؟".

بدوره، قال مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية: "من الواضح أن محاولة  هز المجتمع وإشعال النار في حرب أهلية قد باءت بالفشل"، مضيفًا: "محاولة التمرد العسكري هي أفظع جريمة ولا تبررها أي ميزات سابقة".

وفي السياق نفسه، قالت مجموعة قومية روسية إنها ستقوم بوضع خطة للرد على تمرد فاغنر، وأعلنت مجموعة "نادي الوطنيين الغاضبين" أن الحرب الأهلية قد تؤدي إلى "هزيمة عسكرية مذلة للجيش الروسي في أوكرانيا وحذرت من أن روسيا على شفا كارثة".

وتحدث ناقد بارز للكرملين وبطل الشطرنج والناشط غاري كاسباروف، عن تصاعد الاقتتال في روسيا، قائلًا: "كل ما يحدث الآن يشير إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين لم يعد قادرًا على إبقاء الاقتتال الداخلي بين الفصائل هادئًا أو على الأقل غير عنيف بالطريقة التي كان يفعلها في الغالب من قبل".

مع "تمرد" فاغنر، يزداد القلق في روسيا من اندلاع "حرب أهلية"

وفي سياق متصل، وضمن مخاوف انتشار التوترات، وكجزء من تنفيذ "نظام عمليات مكافحة الإرهاب"، قال رئيس بلدية موسكو إنه تم إلغاء جميع الأحداث الجماهيرية التي كانت مقررة سابقًا في العاصمة الروسية.