22-أكتوبر-2021

أيام معدودة تفصل العالم عن بدء انعقاد قمة المناخ المرتقبة للأمم المتحدة، COP26، في مدينة غلاسكو بالمملكة المتحدة، والتي تستمر 12 يومًا. الهدف المعلن من هذه القمة هو تأمين التزامات أكبر من الدول الكبرى للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري والحفاظ على معدل الانبعاثات الكربونية ما دون درجتين مئويتين، بغية إبقاء الانبعاثات عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بالمستويات التي كانت مسجلة في فترة ما قبل الثورة الصناعية.

تسعى القمة المزمع عقدها بين 31 تشرين أول /أكتوبر لغاية 12 تشرين الثاني /نوفمبر إلى الوصول إلى حالة "الحياد الكربوني" بحلول عام 2050

كما تسعى القمة المزمع عقدها بين 31 تشرين أول /أكتوبر لغاية 12 تشرين الثاني /نوفمبر إلى الوصول إلى حالة "الحياد الكربوني" بحلول عام 2050، وذلك عبر تسريع التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري، والحد من إزالة الغابات، وتسريع عمليات التحول الكهربائي، وتشجيع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، بحسب ما جاء في صفحة القمة الرسمية.

إلا أن التعويل الأهم لنجاح القمة مرهون بجديّة التزامات دول مجموعة العشرين الكبرى، التي تمثل الاقتصادات الكبرى في العالم، ويمثل أعضاؤها أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وزهاء 75% من التجارة العالمية، كما تضمّ دولها أكثر من 60% من سكان العالم. 

قائمة كبار الحاضرين في القمّة

وسيحضر القمة حوالي 25 ألف شخص على مدار أسبوعين طيلة مدة انعقاد القمة، وتتضمن اللائحة منظمات دولية بيئية واقتصادية وشركات كبيرة. وينظر إلى القمة بكونها الفرصة الاخيرة للتوصل إلى تعهدات عالمية من قبل الدول لإيجاد حلول ناجعة لأزمة المناخ والتلوث البيئي وتداعياته الخطرة على الحياة البشرية في كافة المجالات. وأما من زعماء العالم ورؤساء الدول فمن المتوقع حضور حوالي 100 شخصية منها الرئيس الأمريكي جو بايدن والملكة إليزابيث- التي تعاني من وعكة صحية مفاجئة قد تحول دون حضورها- ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونيكولا ستيرغون رئيسة وزراء اسكتلندا، ورئيس الوزراء الأسترالي. وتضم لائحة الحضور أيضًا 27 ممثل من دول الاتحاد الأوروبي ورئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لين"، بالإضافة إلى حضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش.

كما وسيحضر القمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وذلك بعد أن وقع البرلمان التركي مؤخرًا على اتفاق باريس للمناخ.

وقد أعادت الهند النظر في حضور رئيس وزرائها، ناريندرا مودي، إلى القمة. وتتمثل أهمية تواجد الهند في القمة بأعلى تمثيل لها بسبب دورها الحيوي الذي يمكن أن تلعبه في إيجاد حلول لأزمة المناخ وإنجاح القمة. وتشير معلومات إلى أنه "ربما يصرح مودي بشأن مسائل تتعلق بالانبعاثات الخاصة ببلده والتزامه ببعض المسائل الحيوية الأخرى، مثل التزامها بصفر انبعاثات في عام 2060، على الرغم من عدم تبلور صورة واضحة وخطط محددة بالنسبة للهند حتى الأن"، بحسب ما جاء في حديث تلفزيوني لرئيس معهد غرانثام للأبحاث، بوب وارد.

وفي ذات السياق، قالت الخبيرة الاقتصادية، براين برايس، إلى أن "الهند والدول الكبرى ستتكلف فاتورة باهظة في حال أرادت الالتزام بالوصول إلى صفر انبعاثات"، وأشارت إلى أن الهند "ستطلب المال من أجل التمكن من الالتزام بمقررات القمة والانتقال إلى تفعيل الطاقة البديلة والمتجددة والاستثمار في هذا القطاع الذي تعتبره الهند ذات مخاطرة عالية"، ولذا ستقول الهند للدول الغنية "الرجاء ساعدونا على التمكن من تحقيق أهداف القمة".

اعتذارات من بكين وموسكو وغياب للبرازيل

وأما عن الرؤساء الذين سيتخفلون عن الحضور، فقد أعلن رئيس الوزراء الياباني الجديد فوميو كيشيدا إلى أنه يفكر بالطريق التي سيشارك فيها في القمة وربما سيتابع مجرياتها عن بعد عبر الإنترنت. وعلى نفس المنوال أعلن الفاتيكان بعدم إمكانية حضور البابا فرنسيس للقمة شخصيًا لكنه سيتابع انعقادها عبر الإنترنت. أما الصين والتي تعتبر من أكبر الدول المسؤولة عن الانبعاثات الكربونية في العالم، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية والهند، فقد أعلنت عن عدم اعتزام الرئيس الصيني جين بينغ الحضور إلى القمة، رغم أن القرار بحسب مسؤولين صينيين لا يعدّ نهائيًا، وقد تطرأ تغييرات في خطة جينبينغ لاحقًا. فيما أعلن الكرملين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يحضر القمة وجاهيًا أيضًا، وذلك بسبب ظروف جائحة كوفيد-19 في بلاده.

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا (FP)

سيتغيب عن القمّة أيضًا الرئيس البرازيلي، جايير بولسانارو، وذلك على الرغم من أهمية البرازيل كدولة تحتضن أجزاء كبيرة من غابات الأمازون. كما سيتخلف عن الحضور الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز بسبب القيود المفروضة على السفر بفعل وباء كورونا. كذلك رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، والذي لن يحضر القمة للانشغال بالانتخابات في بلاده، بحسب ما أوردت شبكة يو أس نيوز الأمريكية. 

وبحسب الخبيرة في مجال التغير المناخي، هانا بيترس توماس، فإن "الأفعال تبقى أهم من الأقوال في هذا المجال، والحضور الشخصي لرؤساء العالم له تأثير كبير لأنهم يملكون القدرة على اتخاذ القرارت الصعبة والالتزام بها أثناء المفاوضات الجارية".

يشكّك مراقبون بفرص اتفاق عالمي على خطوات جذرية لإنقاذ المناخ ولاسيما في ظل التوتّر السياسي الذي يخيّم على العلاقات بين الدول الكبرى

يذكر أن الأمم المتحدة قد أكدت مرارًا بأن على الدول الصناعية تخفيض نسبة انبعاثاتها الناجمة عن الأنشطة الصناعية والتنموية لأكثر من النصف مع ضرورة التوافق على الخطة المناخية العالمية طويلة الأمد للعام 2060، وهو مطلب طموح يشكّ مراقبون بفرص تحققه، ولاسيما في ظل التوتّر السياسي الذي يخيّم على العلاقات بين الدول الكبرى، ولاسيما الصين والولايات المتحدة وروسيا، على الرغم من أن مسألة التغير المناخي تهدد البشريّة جمعاء، بحسب وصف الأمم المتحدة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

حرائق الغابات حول العالم.. القصّة الكاملة لكوارث تخنق المعمورة

5 تحذيرات كبرى أطلقها التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية للتغيّر المناخي