20-أبريل-2018

دفعت الرغبة بالظهور ميلينا إلى إعلان تجارة المخدرات عبر انسغرام (The Washington Post)

في مقالة مترجمة عن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حول قصة الفتاة الكندية ميلينا روبرج التي وثقت من خلال حسابها على انستغرام رحلتها في تهريب المخدرات، على متن سفينة للرحلات البحرية، قبل أن يقبض عليها في أحد الموانئ الأسترالية. 


رحلة بحرية شديدة الغرابة تلك التي قامت بها "فتاة الإنستغرام الكندية"، حاولت خلالها تهريب كمية من الكوكايين تقدر بملايين الدولارات، وخصصتها للنشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وأدينت في نهايتها بثماني سنوات من السجن. ميلينا روبرج، البالغة من العمر أربعة وعشرون عامًا، ثبتت إدانتها، يوم الأربعاء، بتهريب 95 كغم من المخدرات إلى أستراليا عام 2016. وذلك في نهاية رحلة بحرية استمرت لأسابيع، ووثقتها مع شريكة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

أغوا "فتاة الكوكايين" نمط الحياة والفرصة التي تجعلها تنشر صورًا رائعة حول العالم على انستغرام فوقعت ضحية الهوس بالمعجبين الافتراضيين

في صيف عام 2016، حولت كل من روبرج وإيزابيلا ليجاس حسابيهما على انستغرام إلى مذكرات يومية لأسفارهما، واستمرا بنشر صور بديعة حول مغامراتهما عبر القارات على متن سفينة "MS Sea Princess"، وهي سفينة رحلات بحرية تتوقف في سبعة عشر ميناء في إحدى عشرة دولة، قبل أن ترسو نهائيًا في ميناء سيدني.

التقط الثنائي صورتهما الأولى في ميدان التايمز بنيويورك، وقاما باحتساء قهوتهما الإيرلندية الأولى في ميناء كوبة الإيرلندي، وبالاستلقاء على شاطئ برمودا لتسمير بشرتيهما، بينما كتبت إحداهما: "اذهب إلى مكان شديد الهدوء واترك رسالتك".

اقرأ/ي أيضًا: أهلاً بكم في.. متحف المخدرات!

لقد استمتعا بقيادة مركبات الرمال في الصحراء، وبوشم جسديهما بوسوم القبائل، ومصادقة أناس جدد، ثم قُبض عليهما بعد ذلك. روبرج، التي عرفت بلقب "فتاة الكوكايين" في الأخبار، ستقضي أربعة أعوام وتسعة أشهر على الأقل من حكم السنوات الثمانية الذي صدر ضدها، بلا أي إمكانية لإفراج مشروط، ثم سيتم ترحيلها إلى بلدها حسب ما نشرت وكالة أسوشيتد برس.

أخبرت روبرج المحكمة أنها أدركت أنها خاطرت بكل شيء مقابل بعض صور السيلفي لنشرها على انستغرام، وجمع المزيد من الإعجابات 

وقالت القاضية كيت تريل، في محكمة نيو سوث ويلز: "لقد أغواها نمط الحياة والفرصة التي تجعلها تنشر صورًا رائعة حول العالم على انستغرام". وأضافت، حسب ما نشرته أسوشتد برس، أنها "أرادت أن تكون محط أنظار الآخرين. وأشك أنها فعلت الآن".

اختفى حساب انستجرام الخاص بروبرج بعد القبض عليها. وقبل مداهمتها متلبسة بالمخدرات، كتبت: "السفر شيء واحد، لكن السفر بذهن مفتوح، مستعدًا لتجربة كل شيء، ورؤية كل شيء، وتعلم كل شيء، والابتعاد عن مساحة راحتك، هو ربما العلاج الأفضل والدرس الأفضل على الإطلاق". وأضافت "لطالما كنت أخاف الخروج من مدينتي الصغيرة، والآن أشعر أنني لا أود رؤية هذه المدينة مرة أخرى لأن العالم خارجها جميل ويستحق الرحيل إليه".

بعد رسو السفينة في أستراليا، فتش حرس السواحل متنها، ووجدوا 35 كيلوغرام في كابينة المرأة و 60 كيلوغرام في كابينة تخص أندري تامين، ثري كندي في منتصف الستينات من عمره، وصفته روبرج بأنه عشيق عجوز. كانت حقيبتها ممتلئة عن آخرها بالكوكايين وفقًا لحرس الحدود الأسترالي، فلم يتبق بها حيز لقطعة ملابس تحتية نظيفة أو فرشاة أسنان أخرى حتى.

صرحت السلطات في حينها أن تامين والسيدتين متهمون بتهريب كمية كوكايين بغرض الإتجار ما يعرضهما لعقوبة المؤبد في السجن. وأوردت أسوشيتد برس في تقريرها أنه حكم على ليجاس بالسجن سبع سنوات ونصف في نهاية العام الماضي، ومدة الإفراج غير المشروط لها تقدر بأربع سنوات ونصف. وحددت محاكمة تامين في تشرين الأول/أكتوبر.

وقالت روبرج في المحكمة إنها كانت مجرد مرافقة وقابلت تامين في العمل عام 2015، وإنه وظفها للذهاب في رحلة تهريب إلى المغرب العام القادم. وأنه دعاها لهذه الرحلة في حزيران/يونيو 2016. وتابعت أنه وعدها بربح 100.00 دولار كما ذكرت جريدة نيوز كورب الأسترالية.

اقرأ/ي أيضًا: المخدرات.. سم قاتل يهدد المدارس الجزائرية

وأوضحت القاضية تريل، لجريدة نيوز دوت كوم أن عشيق روبرج العجوز قد فتنها وأفسدها وتورط معها بشكل حميم. وقد أخبرت روبرج المحكمة أنها أدركت أنها خاطرت بكل شيء مقابل بعض صور السيلفي لنشرها على انستجرام، وجمع المزيد من الإعجابات والاهتمام.

لم يعجب تريل ذلك، وعلقت أنه من المحزن أن جيلها في المجتمع يشعرون بقيمتهم من خلال نشر صور على انستجرام. وتابعت أنه من "المحزن أن يسعوا للحصول على إثبات وجودهم بعدد علامات الإعجاب على صورهم، حتى أصبحت عملتهم الرائجة. لقد أغواها أن تحوز الفرصة لتنشر صورًا مبهرة من حول العالم على انستجرام". وتابعت: "يبرز هذا التأثيرات السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على المراهقات"، وقبل النطق بالحكم اعتذرت روبرج "للشعب الأسترالي".

وأشار موقع الأخبار الأسترالي أنها أخبرت المحكمة أنها خلال الوقت الذي قضته في الحبس الاحتياطي، التقت بأشخاص يعانون من الإدمان وأنها لا تود أن تكون جزءًا من ذلك.

اقرأ/ي أيضًا:

قصص مؤلمة من عالم المخدرات

عرابة الكوكايين التي سبقت بابلو إسكوبار