16-سبتمبر-2019

بغداد بونجاح يسجّل هدف التأهّل في مرمى النصر (Getty)

حجز السد أولى بطاقات نصف نهائي دوري أبطال آسيا، بعد فوزه على النصر السعودي في ربع النهائي بثلاثة أهداف لهدف، ليقلب الفريق القطري تخلّفه ذهابًا بهدفين لواحد ويحجز مكانه في مربّع الكبار للسنة الثانية على التوالي.

تألّق السد في البطولة الآسيوية منذ بدايتها، فتصدّر المجموعة الرابعة عن جدارة أمام فرق قوية، هي الأهلي السعودي وبيرسبوليس الإيراني وباختاكور الأوزبكي، وتغيّر الكثير بالنسبة للفريق في دور الستة عشر عن دور المجموعات، فعندما تصدّر السد مجموعته كان قائده في أرض الملعب هو النجم الإسباني تشافي هيرنانديز، لكنّ نجم برشلونة التاريخي اعتزل اللعب مع ختام الموسم الماضي، وارتدى عباءة التدريب، والوجهة هنا هي السدّ نفسه، فكُتب عليه أن يقود الفريق لاعبًا في دور المجموعات، ومدرّبًا في الأدوار التالية.

قلب السد تخلّفه ذاهبًا بهدفين إلى فوز بالثلاثة، فأقصى النصر السعودي من البطولة بانتظار مواجهة الفائز من الهلال والاتحاد السعوديين في نصف النهائي

كانت مهمّة تشافي الأولى هي تخطّي الدحيل الغريم المحلّي الأوّل للسد في الآونة الأخيرة، والمناسبة هنا أكثر تنافسيّة لأن الفائز بها سيكون الممثّل الوحيد لقطر في المنافسات الآسيوية بدور الثمانية، وشاءت الأقدار أن يتواجه الفريقان ثلاث مرّات بأحد عشر يومًا فقط في أوّل 3 لقاءات رسمية لتشافي كمدرّب للسد. انتهت مواجهة ذهاب دور الستة عشر بينهما بالتعادل 1-1، واستطاع السد بعد ذلك بأسبوع أن يقصي الدحيل إيابًا بعد الفوز 3-1. أربعة أيام بعد ذلك وتسنح الفرصة للدحيل كي يثأر من كتيبة تشافي هيرنانديز، وذلك في نهائي كأس الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني، وهو يجمع بين بطل الدوري وبطل كأس أمير قطر، لكنّ السد تفوّق على الدحيل بهدف وحيد، فهزمه للمرة الثالثة في أيام معدودة.

اقرأ/ي أيضًا: العنابي يتربع على العرش الآسيوي.. قطر تهدي فوزها إلى العرب

توجّب على السد ملاقاة النصر بطل الدوري السعودي في دور الثمانية، هذا الأخير ودّ لو يضمن للسعودية مكانًا في المباراة النهائيّة، كون المنتصر من مواجهتي السد مع النصر سيلاقي في نصف النهائي الفائز من مواجهتي الهلال والاتحاد السعوديين، وسبق للنصر أن حقق وصافة المجموعة الأولى خلف ذوب آهن الإيراني، وتفوّق في دور الستة عشر على الوحدة الإماراتي، تعادل في الرياض 1-1، وتفوّق في الإمارات إيابًا خارج ملعبه 3-2، وضرب موعدًا مع السد في ربع النهائي.

  وفي ذهاب دور الثمانية، قلب النصر تخلّفه في الرياض أمام السد بهدف لحسن الهيدوس، إلى فوز بهدفين عن طريق عبد الرحمن الدوسري والمحترف البرازيلي جوليانو، في لقاء غاب عنه نجم الفريق الأوّل الهداف المغربي عبد الرزاق حمد الله، وكان على السد قلب هذه النتيجة في الإياب الذي سيشارك به النصر مكتمل الصفوف بوجود حمد الله الذي سيؤازر نجومًا آخرين كجوليانو والمغربي نور الدين أمرابط.

بدأ السد المباراة بضغط كثيف على مرمى ضيفه السعودي، وأكرم وفادته بالعديد من الفرص التي أهدرها نجومه أمام يقظة الحارس الأسترالي براد جونز، هذا الأخير أنقذ مرماه من كرة للنجم الجزائري بغداد بونجاح، وتصدّى لانفراد من حسن الهيدوس، وتسديدة أخرى للنجم القطري، وحاول النصر الاستفاقة من البداية الخجولة له بإحداث عدد من الفرص التي وصل بعضها لدرجة الخطورة، لكنّ ذلك لم يمنع "عيال الذيب" من الهيمنة على وسط الملعب بقيادة المخضرم كابي، إلى أن حلّ الفرج وافتتح السدّ النتيجة بواسطة أكرم عفيف، والذي استغلّ كرة مرفوعة بإتقان من الكوري نام تاي هي، وأودعها برأسه في شباك براد جونز، كان ذلك في الدقيقة 27.

اقرأ/ي أيضًا: قطر تزلزل الإمارات برباعيّة في عقر دارها.. وتبلغ نهائي كأس آسيا

ازداد حماس لاعبي السد، وواصلوا شنّ هجماتهم تجاه مرمى "العالمي"، لكنّ الضيوف حصلوا على ركلة حرّة مباشرة نفّذها المغربي حمد الله بنجاح، عندما لامست الإسباني غابي واتّجهت إلى داخل شباك السدّاوية. عندها ودّ الفريق القطري أن ينهي الشوط الأوّل بالتقدّم مقابل أي ثمن، لكنّ تحرّكات الهيدوس وعفيف وبونجاح الخطرة لم تؤت ثمارها، فانتهى الشوط الأوّل بالتعادل الإيجابي، وهي نتيجة تمنح الفريق السعودي بطاقة نصف النهائي.

بدا وضع السد غاية في التعقيد مع بداية الشوط الثاني، هو بحاجة لهدف ثاني كي يعدّل نتيجة الذهاب، وإن حصل وسجّل النصر هدفًا سيضطر الفريق القطري لتسجيل ثلاثة أهداف، لذلك نظّم الفريق  خطوطه الخلفية بغية عدم دخول أي هدف، فالمرمى القطري إن تلقّى هدفًا سيكون قاتلًا بدرجة كبيرة، وتعويضه لا يتمّ إلا بثلاثة، بينما لو هزّ شباك النصر هدف بإمكان الفريق السعودي التعويض، ومع سيطرة السد على وسط الميدان فشل النصر في إرباك الدفاعات القطرية، بالمقابل سدّد حسن الهيدوس كرة رائعة من خارج منطقة الجزاء، معلنًا تقدّم أصحاب الأرض بهدف ثان، وكان ذلك قبل نهاية المباراة بنصف ساعة.

هذه النتيجة إن استمرّت سيضطر الفريقان لتمديد المباراة حتى وقتين إضافيين، وأي هدف لأحدهما سيصعب تعويضه خصوصًا لو كان من الجانب السعودي، لأن على كتيبة تشافي تسجيل 2 بدل أي هدف يدخل مرماهم، وكاد البرازيلي جوليانو أن يسجّل ذاك الهدف القاتل، لكنّ كرته علت عارضة سعد الشيب بطريقة غريبة، وقبل نهاية المباراة بعشر دقائق استحقّ السد ركلة جزاء من عرقلة لعفيف داخل المنطقة المحرّمة، ترجمها بنجاح الجزائري بغداد بونجاح، معلنًا تأهّل السد لنصف نهائي دوري أبطال آسيا، بفوزه إيابًا 3-1، وسيواجه في المرحلة القادمة الفريق الفائز من مواجهتي الهلال والاتحاد السعوديين.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

قطر تتفوّق على السعودية في القمّة الآسيوية ولبنان يودّع البطولة

 بشباك نظيفة.. العنّابي يكمل عقد المتأهّلين إلى ربع نهائي كأس آسيا