02-أكتوبر-2015

لم تكن المدارس في غزة بمأمن من القذائف خلال الحرب(محمد عابد/أ.ف.ب)

تقف ملاك العجلة (طالبة في الصف الخامس) لتغسل وجهها وهي تتكئ على شقيقها محمد، الذي يصغرها بعامين، تزحف بعدها داخل الخيمة التي لجؤوا إليها بعد أن فقدت منزلها وقدمها اليسرى، خلال الحرب التي شنتها إسرائيل الصيف الماضي.

ترتدي ملاك زي المدرسة، تصفف شعرها الأسود المجعد، وتحمل حقيبتها، تمهيدًا لركوب كرسيها المتحرك، الذي باتت تعتمد عليه للوصول إلى مدرسة "الشجاعية للبنات"، والتي قصفت جزئيًا وتبعد نحو كيلو متر عن مكان سكن ملاك.

اقرأ/ي أيضًا: تلاميذ غزّة.."نحن كالأرانب بالفصول"

تقول ملاك لـ"ألترا صوت": " حزينة لحال مدرستي ففيها أحلى ذكرياتي، مرت سنة ونصف ولم يتغير شيء، الحرارة لا تطاق صيفًا والأمطار تغرق الفصول شتاءً وكل هذا يشتت تركيزنا". إلى جوار ملاك، تجلس رهف الدردساوي التي استشهد والدها خلال الحرب، وهي لا تزال تحافظ على تفوقها الدراسي، حسب زملائها، لكنها رفضت أن تتكلم واكتفت بالدموع.

لم تكن المدارس في غزة بمأمن من القذائف والصواريخ خلال الحرب، فنحو مائتي مدرسة دمرت بشكل كلي أو جزئي. عملت وزارة التربية والتعليم على إزالة الركام، وتنظيف المدارس من الزجاج المهشم والأجسام المشبوهة، بالتعاون مع أجهزة الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة UNDP.

لم تكن المدارس في غزة بمأمن من القذائف والصواريخ خلال الحرب، فنحو مائتي مدرسة دمرت بشكل كلي أو جزئي

كما أدى هدم نحو 22 ألف منزل في غزة، وتشرد آلاف الطلبة والتلاميذ، وانتقال كثير منهم للعيش في أماكن غير تلك التي كانوا يسكنوها، إلى الاكتظاظ الكبير داخل الفصول الدراسية إضافة إلى المشاكل النفسية التي واجهت الكثيرين جراء ما تعرضوا له.

وتقدر الخسائر التي لحقت بقطاع التعليم في غزة جراء الحرب بـ14 مليون دولار. واستشهد 20موظفاً يعملون في وزارة التعليم و320 طالبًا وما يزيد عن 2000 جريح، حسب تصريحات معتصم الميناوي، مدير العلاقات العامة بالوزارة.

وتواجه العملية التعليمية في غزة عقبات مختلفة وهي متواصلة وتهدد العام الدراسي الجديد ومنها عدم تقدم مشاريع الإعمار. تتحدث رغدة حلس، معلمة العلوم في إحدى المدارس بغزة، لـ:ألترا صوت" عن مخاوفها: "الشتاء قادم وأخشى أن تغرق المدارس بالمياه، إضافة إلى البرد الذي يتسلل لأجساد التلاميذ من النوافذ المهشمة، الوضع مقلق جدًأ".

وتابعت رغدة: "كثيرة هي التعقيدات التي تواجه عملنا، تركيز التلاميذ منعدم، المدارس لا تزال في حال سيئة، ولا يتقاضى المعلمون أجرًا منذ عام تقريبًا. ما يحدث يشبه الكارثة ففي أي لحظة قد تتوقف العملية التعليمية، وحينها لن يجد هؤلاء التلاميذ ملاذًا غير أرصفة الشوارع وعربات البيع المتجولة".

من الممكن أن تتوقف العملية التعليمية في غزة في أي لحظة

ومن أبرز مشاكل العملية التعليمية الانقسام السياسي، الذي يهددها منذ قرابة ثمانية أعوام، ففي الوقت الذي عينت فيه حركة حماس، عقب توليها زمام الحكم في غزة، عددًا من المعلمين فإن حكومة التوافق الوطني لا تزال ترفض الاعتراف بهم كموظفين رسميين، إلا بعد توليها إدارة المعابر.

اقرأ/ي أيضًا: غزة.. حين تصبح الجامعة حلمًا