29-أغسطس-2015

تصنف غدامس القديمة كمدينة تاريخية ومحمية من اليونسكو (ألترا صوت)

تقع بلدة غدامس على بعد 650 كلم من العاصمة الليبية طرابلس، جنوب غرب، وهي مدينة حدودية مع تونس والجزائر. واشتهرت باسم "لؤلؤة الصحراء" أو "الجوهرة الصحراوية". وفي قلب غدامس، بنيت المدينة القديمة قبل 12 ألف سنة. وقامت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو" بتصنيفها مدينة تاريخية ومحمية من قبلها.

صارت غدامس نقطة عبور لرواد أسفار الهجرة القسرية

غدامس واحة من النخيل وقد كانت قديمًا واحدة من أشهر المدن الأفريقية التي لعبت دورًا تجاريًا مهمًا بين شمال وجنوب الصحراء الكبرى وكانت تعتبر جزءًا من حضارة "الجرمنت" التي تتخذ من جرمة، جنوبي ليبيا، عاصمة لها.

لكن كل ذلك صار من الماضي البعيد. فالمدينة التي عرفت تعايش قبائل وعرقيات مختلفة من عرب وأمازيغ، وكانت مقصد السياح لسنوات تحولت، بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام القذافي، إلى مقصد ونقطة عبور للكثير من المهاجرين السريين.

يقول نورالدين الثني، المتحدث باسم المجلس البلدي بغدامس، لـ"الترا صوت"، أن "المدينة لا تزال تعاني جراء استقبال أعداد مهولة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يسعون للالتحاق بأوروبا". ويصعب تقدير عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يلتحقون بالمدينة لاعتمادهم أسلوب التخفي لكنه يقدرهم بالآلاف.

ويوضح الثني "يدخلون يوميًا بطريقة غير شرعية ولم يحصلوا على المراقبة الصحية والبدنية. كما يتعرض الكثير منهم للاستغلال ويسكنون منازل لا تتوفر فيها شروط الحياة الكريمة مما يؤدي إلى إصابتهم بأوبئة وأمراض مختلفة".

ويؤكد المسؤولون بالمدينة أن عددًا كبيرًا من المهاجرين مصابون بأمراض معدية وبقاؤهم لفترة طويلة في البلدة وتعاطيهم مع السكان يتسبب في نقل الأمراض المعدية. كما أدى الوضع الجديد للمدينة إلى انتشار السحر والشعوذة وأثر على توفر السلع التموينية للأهالي خاصة المواد الغذائية.

وفي سياق متصل، يتحدث محمد الغدامسي، أحد ساكني المدينة لـ"الترا صوت"، "بعض هؤلاء المهاجرين ينتشرون في المدينة بشكل مثير ومخيف وصار يعرف بعضهم بممارسة الرذيلة وانتشرت المخدرات وعديد الظواهر السلبية الأخرى التي من شأنها أن تخلق بيئة مناسبة للتنظيمات الإرهابية والعنيفة".

يشدد أهالي المدينة على أهمية أن يتخذ المسؤولون الإجراءات الكفيلة بوضع حد لتدفق المهاجرين غير الشرعيين. في هذا الإطار يوضح محمد الغدامسي "يقطن المهاجرون عادة داخل البلدة العتيقة. إنهم يختفون في منازل تاريخية ولا يهتمون بالمحافظة عليها من حيث الشكل والنظافة وهذا يمس بموروثنا".

بصفة عامة، تعاني ليبيا من مشاكل عديدة على مستوى الحدود إذ تعرف مرور عشرات الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين خاصة من الأفارقة والسوريين الذين يعتبرونها معبرًا إلى إيطاليا ثم إلى مختلف الدول الأوروبية.