13-مايو-2021

صورة آرشيفية من أحد أسواق بيروت (Getty)

يحلّ عيد الفطر على لبنان هذا العام، في الوقت الذي يعيش اللّبنانيون ظروفًا استثنائية وغير مسبوقة على كافة المستويات والأصعدة، وبالتالي، لا يشبه عيد الفطر هذا العام الأعياد السابقة التي كانت تتسم بمظاهر وتقاليد يحيي من خلالها المواطنون العيد، من اجتماعات عائلية وتبادل زيارات، وتوزيع الحلوى وارتياد المقاهي والمطاعم والحدائق، في ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية، وانقطاع أصناف كثيرة من الأطعمة والمواد الغذائية، وإقفال معظم محطات الوقود وخلو خزانات وقود السيارات، ما يمنع عدد كبير من سكان بيروت والمدن الأخرى من الذهاب إلى قراهم للاحتفال بالعيد. 

غابت الحركة التي تشهدها الأسواق اللبنانية عادة قبيل العيد، أو ما يعرف بـ "وقفة العيد"، ومظاهر العيد الاحتفالية والاستهلاكية المتعارف عليها شبه غائبة أيضًا

مشاهد طوابير السيارات التي تصطف طويلًا أمام محطات الوقود، علّ أصحابها يحصلون على ليترات قليلة من مادة البنزين، والتي يطلق عليها اللبنانيون تسمية "طوابير الذل"، عادت إلى الواجهة مرة أخرى ليلة العيد، فاضطر المواطنون للانتظار ساعات طويلة للحصول على هذه المادة. وبالرغم من التأكيدات المتكررة من المسؤولين بأنه لا توجد أزمة بنزين في لبنان، وأن شح المادة يعود فقط إلى الإجراءات الروتينية، فإن اللبنانيين يتخوفون أن يكون هذا الشح هو مقدمة لرفع الدعم عن المحروقات، ما يعني أن أسعارها سترتفع بشكل جنوني يفوق قدرة المواطن الشرائية. 

اقرأ/ي أيضًا: تحقيق جديد عن جيش حسابات الصين الوهمية في تويتر

ومن المظاهر الأخرى المتأثرة خلال العيد الحالي هي حفلات الشواء التي تقيمها العائلات اللبنانية في العادة في عيدي الفطر والأضحى، فأسعار اللحوم في لبنان بلغت مستويات قياسية، حيث أن سعر الكيلو غرام الواحد من لحم البقر يساوي تقريبًا خمس الحد الأدنى للأجور. وليس الارتفاع الجنوني في أسعار اللحوم الحمراء، مع ارتباطها بسعر تصريف الدولار في السوق السوداء في ظل تراجع قدرة مصرف لبنان على دعم المواد الغذائية إلى حدّ كبير، هو المشكلة الوحيدة في هذا المجال، بل تظهر مشكلة شح كميات اللحوم المعروضة للبيع، في ظل إقفال عدد كبير من الملاحم، لتصبح عملية ابتياع اللحم عسيرة حتى بالنسبة للميسورين القادرين على تحمل أسعارها الجديدة. والحال نفسه ينطبق على الدجاج، حيث تضاعفت أسعاره خمس أو ست مرات بالنسبة لسعره قبل الأزمة، فيما دفعت فضيحة السمك الملوث الذي ظهر في بحيرة القرعون، اللبنانيين إلى الإحجام عن تناول السمك، بسبب عدم ثقتهم بالمصادر، مع العلم أن أسعار الأسماك ارتفعت هي الأخرى في الأشهر الأخيرة. 

وضمن الإطار نفسه، غابت الحركة التي تشهدها الأسواق اللبنانية عادة قبيل العيد أو ما يعرف بـ "وقفة العيد"، فالمواطن لا يمتلك المال الكافي لشراء ثياب العيد وأحذيته ومستلزماته لأطفاله، وليس لديه بنزين في خزان وقود سيارته لكي يقصد الأسواق ويقوم بالتبضّع، في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار حلوى العيد التقليدية، مع الارتفاع الجنوني في أسعار الزيت، السكر، والحليب.

وبالرغم من أن أخبار ما يجري في فلسطين تستحوذ على اهتمام الناشطين اللبنانيين في هذه الفترة، حيث أعلن معظمهم انحيازه التام للقضية الفلسطينية، لتغيب الأخبار والتغطيات المحلية، فإن حلول عيد الفطر في ظل هذه الظروف، دفع  بعضهم للتعبير عن الأسى والحزن بسبب الحال التي وصل لبنان إليها اليوم. صفحة 17 تشرين على تويتر قالت إن الوزراء والمسؤولين ينامون ملء جفونهم، فيما لا يجد المواطن ما يطعمه لأولاده عشية العيد، مع وصول سعر اللحم إلى 150 ألف ليرة للكيلو غرام الواحد. وقالت حوراء إن سعر اللحم تضاعف في الفترة الأخيرة، بالرغم من أن الدعم رُفع عنه قبل فترة طويلة، في اتهام مبطن إلى تجار السوق السوداء الذين يتحكّمون بسعره، واستخدمت وسم " لبنان ينهار ". 

وفيما يخص أزمة البنزين الحادة، سألت هنادي زيدان إذا كان هناك مسؤول لبناني واحد لديه النخوة الكافية لمصارحة اللبنانيين في موضوع البنزين، وتبرير انتظارهم ساعات طويلة في الطوابير كـ "الخراف" بحسب وصفها. فيما أشارت راوية القاسم إلى أن اللبناني لم يعش يومًا ذلًا كالذي يعيشه اليوم، مع انتشار طوابير السيارات أمام المحطات عشية عيد الفطر. 

 

اقرأ/ي أيضًا: 

فلسطين في "معركة" السوشيال ميديا.. تضامن متعدد اللغات والوسوم

"غزة تحت القصف".. حديث السوشيال ميديا عربيًا