12-مايو-2021

تصميم تعبيري (Getty)

أفادت وكالة الأسوشيتيد برس أن الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يطمح لتغيير الرأي العام العالمي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر دبلوماسييه النشطين على هذه المواقع في الدول الخارجية كالسفراء والمتحدثين الرسميين باسم الحكومة والوزارات وغيرهم من موظفي الدولة خارج البلاد. وبالرغم من حظر فيسبوك وتويتر في الصين إلا أن حسابات الموظفين تنشط من أجل تشكيل رأي عام مؤيد للمواقف الصينية، وخاصة في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، حتى صار يطلق على أصحاب هذه الحسابات المحاربين الذئاب "wolf warriors" بوصفهم مدافعين شرسين بحسب ما جاء في تقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية. وتجدر الإشارة إلى أن العديد من  هذه الحسابات لديه متابعين بالآلاف.

كشف تحقيق استقصائي مشترك بين وكالة الأسوشيتد برس ومعهد أكسفورد للإنترنت عن لجوء الصين إلى "جيش" من الحسابات الوهمية في تويتر لدعم حسابات سفراءها والتغريدات المؤيدة لمواقفها

واحد من هذه الوجوه هو الممثل الخاص للصين لشؤون شبه الجزيرة الكورية، ليو شياو مينغ، والذي عمل سفيرًا لبلاده في المملكة المتحدة لمدة 11 سنة، غرد على تويتر بالقول "وصفتني بعض وسائل الإعلام الغربية بأحد الدبلوماسيين الصينيين المحاربين الذئاب الأصليين"، وأضاف "أنا لا أتفق مع مثل هذا الكاريكاتير سيئ النية". وفي تغريدة أخرى يصف نفسه بأنه "جندي لخدمة بلاده، والجنود لا يموتون، فقط يتلاشون"، ما يشير إلى مدى قساوة المعركة الدبلوماسية التي تخوضها الصين عالميًا عبر موظفيها في الخارج.

اقرأ/ي أيضًا: فلسطين في "معركة" السوشيال ميديا.. تضامن متعدد اللغات والوسوم

وبحسب ما تشير صفحته على تويتر فإن ليو لديه ما يقارب 119 ألف متابع، وكانت الصفحة قد أنشأت عام 2019، لكن يبدو أن الكثير من الدعم "الشعبي" الذي يتمتع به ليو والعديد من زملائه الدبلوماسيين على تويتر قد تم فبركته وتزييفه حسب ما يشير تحقيق بعنوان "العمل الدبلوماسي الصيني العام: فهم عمليات التضخيم غير الأصيل عبر تويتر وفيسبوك" أجرته وكالة الأسوشيتيد برس ومعهد أكسفورد للإنترنت التابع لجامعة أكسفورد، واستمر التحقيق لمدة 7 أشهر، وجاء في 41 صفحة نشر بتاريخ 11 أيار/مايو 2021.

بخصوص ذات التحقيق نقل موقع Yahoo بعض النتائج  التي أشارت إلى أن "صعود الصين على تويتر كان مدعومًا من قبل جيش من الحسابات المزيفة التي أعادت تغريد تغريدات الدبلوماسيين الصينيين ووسائل الإعلام الحكومية لعشرات الآلاف من المرات، وقامت بتضخيم الدعاية التي يمكن أن تصل إلى مئات الملايين من الناس، وغالبًا دون الكشف عن حقيقة أن هذا المحتوى تموله وترعاه الحكومة".

كما جاء أكثر من نصف التغريدات التي حصل عليها السفير ليو خلال فترة 7 أشهر من حسابات تم توقيفها من قبل تويتر لانتهاكها معايير المنصة التي تحظر التلاعب بالحسابات. كما جاء أكثر من واحد من كل عشرة حسابات أعادت تغريد تغريدات الدبلوماسيين الصينيين البالغ عددهم 189 دبلوماسيًا في ذلك الإطار الزمني من حسابات أيضًا قام تويتر بإيقافها. إلا أن توقيف تويتر لهذه الحسابات لم يوقف آلة التضخيم والدعاية المؤيدة للصين حيث استمرت مجموعات إضافية من الحسابات المزيفة تعمل وتتفاعل من أجل دفع محتوى الحكومة الصينية حيث حصدت أكثر من 16 ألف إعادة تغريد وردود على ما ينشره الدبلوماسيون، والعديد منها ينتحل شخصية مواطنين بريطانيين بحسب تحقيق الأسوشيتيد برس.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات إزالة المحتوى المزيف لا تتم بالسرعة المطلوبة بل تتطلب عدة أشهر في بعض الأحيان للتحقق منها، مما يعني أن أهدافها الآنية وتأثيراتها تصل إلى الجمهور وتحدث ما تحدثه في الرأي العام، بالرغم من التحقيقات الجارية من قبل تويتر لمعرفة إذا ما كان هناك رابط ما بين هذه الحسابات والحكومة الصينية بشكل مباشر. وكان تويتر قد عمل على رصد الحسابات المزيفة الموجهة من قبل الصين خاصة من أجل التأثير في قضايا استراتيجية مثل فيروس كورونا وقضية المعتقلين في شينجيانغ وتايوان وغيرها من القضايا. لكن بحسب موقع سياتل بي فإن تحقيق معهد أكسفورد للإنترنت كشف النقاب عن العمليات السرية التي تأخذ مدى أوسع لتوجيه الرأي العام العالمي خارج حدود الصين وبطرق سرية إذا لزم الأمر مما يصعب من مهمة المنصات الاجتماعية.

وقال متحدث باسم تويتر "سنواصل التحقيق واتخاذ الإجراءات المناسبة ضد كل من يخرق معاييرنا ويتلاعب بالمنصة بما في ذلك الحسابات المزيفة". أما وزارة الخارجية الصينية فقالت أنها "لا تستخدم الخداع على وسائل التواصل الاجتماعي، وأشارت بالقول لوكالة الأسوشيتيد برس "لا يوجد ما يسمى بالدعاية المضللة، ولا تصدير نموذج لتوجيهات الرأي العام عبر الإنترنت" وأضافت "نأمل أن تتخلى الأطراف المعنية عن موقفها التمييزي، وتخلع نظاراتها الملونة، وتتخذ نهجًا سلميًا وموضوعيًا وعقلانيًا بروح الانفتاح والشمول". وهذه ليست المرة الأولى التي تتهم الصين بفبركة الحسابات الوهمية على منصات التواصل الاجتماعي. ففي عام 2020  أيضًا اتهم تويتر الصين باستخدام 200 ألف حساب وهمي لدعم توجهات الحزب الشيوعي الصيني.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"غزة تحت القصف".. حديث السوشيال ميديا عربيًا

مشاهير عرب وأجانب يتضامنون مع القدس