05-أكتوبر-2015

عودة تلاميذ ليبيا إلى المدارس(عبد الله دوما/أ.ف.ب)

الأسبوع الماضي، عاد التلاميذ إلى مدارسهم والطلبة إلى جامعاتهم في كل مدن وقرى ليبيا تقريبًا. لكن المؤسسات التعليمية وعلى اختلافها، كعادتها خلال السنوات الأخيرة، لم تشهد إقبالًا واسعًا. ويفسر ذلك بأسباب مختلفة، منها تكاسل التلاميذ والطلبة وأوليائهم أيضًا، والوضع الأمني المتدهور، وغياب هيئات التدريس.

وساهم غياب المعلمين والأساتذة عن الحصص الأولى في إثارة قلق الأولياء، ويحبذ بعضهم أن يتغيب ابنه أو ابنته على حضور الدروس وتعريضهم للخطر. كما تزامنت العودة المدرسية هذه السنة مع مناسبة عيد الأضحى، التي أثقلت مصاريف العائلات الليبية خاصة مع تأخر صرف المرتبات، المتواصل منذ أشهر.

لم تشهد الجامعات والمدارس الليبية إقبالًا كبيرًا مع انطلاق العام الدراسي الجديد

انعكس ذلك بأن لم تستطع بعض العائلات توفير المتطلبات الضرورية لدراسة أبنائها من ملابس وأدوات مدرسية والتي تضاعف ثمنها هذه السنة. كما لم يتمكن بعض التلاميذ والطلبة من الالتحاق بمقاعد الدراسة بسبب الأمطار وسوء البنية التحتية وعدم توفر البنزين/النفط في بعض المناطق الليبية. واستقر في بعض المدارس نازحون أو متضررون من الحرب ولم يستطع تلاميذها الالتحاق بها للدراسة إلى حد الآن.

اقرأ/ي أيضًا: الحريق الجامعي في ليبيا

ولم يلمس الليبيون تحركًا من قبل الحكومتين القائمتين، من أجل إقرار إجراءات تسهل بداية العام الدراسي الجديد للطالب الليبي، وتوفير الظروف المناسبة للالتحاق بالمؤسسات التعليمية بمختلف أصنافها. ويعول الليبيون على الأجيال القادمة للنهوض بليبيا وتطويرها بعد عجز أجيال سابقة بسبب تعليم فاشل ما يقارب عن نصف قرن أو أكثر.

لم يلمس الليبيون تحركًا من قبل الحكومتين القائمتين لإقرار إجراءات تسهل بداية العام الدراسي الجديد

فعليًا، لا يمكن إذًا الحديث عن بدء الدراسة في ليبيا ولا عن موعد واضح لانطلاق العام الدراسي وقد يتأخر إلى شهر آخر. ويرهق تأخر بداية العام الدراسي الطلبة والتلاميذ فيما بعد من أجل إتمام المنهج. وهو ما قد يصنع أجيالًا تكره العلم والتعليم، بدلاً من جيل يُعتمد عليه في المستقبل في بناء مؤسسات الدولة وتطويرها.

اقرأ/ي أيضًا: اللغة الأمازيغية تدخل الجامعات الليبية