25-أبريل-2017

كوب الشاي محل نقاش المصريين هذه الأيام (محمد الشاهد/أ.ف.ب)

تحول منشور لإحدى ناشطات التواصل الاجتماعي على فيسبوك إلى تريند بعدما لقي صدى واسعًا، دعت فيه المرأة إلى رفض إعداد كوب الشاي لزوجها إذا كان قادرًا على إعداده، معتبرة أنها ليست ملزمة شرعًا بطاعة الزوج في هذه المطالب: "لو جوزك قالك اعمليلي شاي وهو بصحته متعمليش، شرع ودين انتي مش مطلوب منك في الإسلام خدمة زوجك، تاني وتالت وهكررها".

تحول منشور على فيسبوك إلى تريند مصريًا دعت فيه صاحبته إلى رفض إعداد كوب الشاي للزوج وفتح بذلك جدلًا عن "الإسلاميك فيمنست"

جهاد تليمة

ويكمن سر تفاعل أوساط فيسبوك وتويتر مع البوست، أنه خرج من ناشطة محسوبة على الإسلاميين والمحافظين، وهي جهاد تليمة، وكان مفاجئًا أن تستند إلى نصوص دينية لإثبات أن المرأة ليست مكلَّفة ولا يفترض أن تخدم زوجها إذا كان قادرًا.

اقرأ/ي أيضًا: دفاعًا عن الكاتبات المتزوجات والعاملات

يخالف ذلك التوجّه الآراء الإسلامية، التي تفرض على المرأة خدمة زوجها حسب الكثيرين، وإلَّا نقضت إسلامها، وهي آراء تصدر عن مشايخ سلفيين، وعلى قنوات سلفيّة عدة، وفي الوقت نفسه، تختلف آراء جهاد تليمة مع آراء النسويات، اللائي لا يلقين بالاً إلى الخلفية الدينية أو الإسلامية لدى إطلاقهنّ أفكارهن تجاه التعامل مع الرجل.

علَّقت بعض النسويات على ما قالته جهاد تليمة، فقالت الناشطة غدير أحمد، إن "النسوية مدارس متعددة لدرجة إن هناك مدرسة إسلامية، كما أن هناك مسيحية، ومدارس ليبرالية وماركسية وراديكالية"، تفاعلت السيناريست غادة عبد العال، أيضًا، فتساءلت: "اللي يقول لمراته (قومي اعمليلي كوباية شاي) ميعملش هو ليه؟.. اتشلّ؟ عموده الفقري انكسر؟".

غدير أحمد

وفصَّلت غادة عبد العال: "مافيش حاجة اسمها (قومي اعمليلي كوباية شاي).. فيه حاجة اسمها (ممكن تعمليلنا كوبايتين شاي)؟!.. أو (لو سمحتي يا حبيبتي ممكن لو كده كده إنتي في المطبخ تعمليلي كوباية شاي)؟ .. الفرق في الأسلوب والطريقة واللي انت قدمته أصلاً إسهام في العيشة المشتركة دي من الرحمة وتحمل المسؤولية عشان تقدر بعين مليانة كده تقولها (ممكن تعمليلي). الفرق في إنك أصلاً تكون عامل اللي عليك وما تستنهاش هي بس تعمل أكثر من اللي عليها!".

غادة عبد العال

وفي خطوة سريعة لاستثمار الجدل، الذي استدعى انتباه عدّة قنوات دولية، أجرت "بي بي سي" لقاءً تليفزيونيًا مع جهاد تميلة، أطلقت حملة ساعد مراتك، التي تهدف إلى التعاون الزوجي بين الرجل والمرأة في شؤون البيت، وعدم إلقاء كل شيء على كاهل ربة المنزل، خاصة أنه، وفق آخر دراسة حول نسبة المرأة المعيلة في مصر، تنامت الظاهرة إلى حد كشف أن 37% من السيدات يعلن أسرهنّ، بحسب المجلس القومي.

اقرأ/ي أيضًا:  ريهام سعيد.. أو المرأة التي تكره نفسها

ومن المتوقع أن يتضاعف عدد معتنقي النسوية الإسلامية في الفترة المقبلة كـ"موضة" جاذبة للسيدات، ومريحة لهنّ، وتقوم في الوقت ذاته على أسس إسلامية؛ فالنسوية الإسلامية، وفق تعريفات لعلماء دين وأكاديميين، هي تحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في الأمور الشخصية والعامة، استنادًا على القرآن، والحديث في مسألة حقوق المرأة في الإسلام.

وانتشر هذا المفهوم بشكل محدود في مصر لدى الجماعات الدينية، التي تميل إلى إشراك نسائها في العمل الميداني، مثل الصوفيين. ومن أهداف حركات "إسلاميك فيمينست" التأكيد على أن ما يسيء لحقوق المرأة ليس الإسلام بقدر الجهل الذي سيطر على المجتمع، على أساس أن الإسلام منح المرأة الكثير من الحقوق التي حرمت منها في الأديان الأخرى، كما تشير الداعيات للنسوية الإسلامية لرفض المركزية الذكورية.

وبدأت الحركة النسوية الإسلامية "الإسلاميك فيمنست"، وفقًا للمراجع التاريخية، في القرن التاسع عشر، على يد الإيرانية طاهرية، واهتمت بتحليل القرآن وتفسيره والبحث عن حقوق المرأة ومهاجمة تعدد الزوجات والحجاب، ويذكر لها قولها: "يمكنك قتلي بأسرع ما تريد، ولكن لا يمكنك وقف تحرير المرأة". ومن المتوقع على ما يبدو أن تعود "طاهرية" في القاهرة مرة أخرى.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"انتي عانس" وغيرها.. إعلانات تهين المرأة المصرية؟

كيف يُحتفل بـ"عام المرأة" في مصر؟