24-مايو-2016

حوادث عنف متكررة داخل الجامعات المغربية دون حلول(أ.ف.ب)

اهتز الرأي العام المغربي هذه الأيام على خبر قيام شباب من "الطلبة القاعديين" بحلق شعر وحاجبي فتاة تدعى "شيماء" داخل أسوار كلية العلوم بمدينة مكناس، وسط المغرب. استنكر معظم المغاربة الحادثة "الشنيعة"، مستغربين أن يقوم طلبة بهذا العمل والمفروض أن يكونوا على وعي بالنقاش ومبادئ الديمقراطية، كما أن الفتاة لم تتجاوز 16 سنة من عمرها.

اهتز الرأي العام المغربي على خبر قيام شباب من "الطلبة القاعديين" بحلق شعر وحاجبي فتاة تدعى "شيماء" داخل أسوار كلية العلوم بمدينة مكناس

الشابة شيماء تظهر مؤخرًا في وسائل الإعلام المغربية مجبرة على ارتداء غطاء على رأسها، تخشى أن يرى الناس ما تعرضت له من بشاعة، كانت تشتغل نادلة في مقهى الكلية، واتهمها "الطلبة القاعديون"، وهو فصيل يساري راديكالي، بالتجسس لصالح فصيل آخر داخل الجامعة.

اقرأ/ي أيضًا: مقتل عمر خالق.. العنف في الجامعات المغربية من جديد

تفاصيل القصة، كما يحكيها بلاغ كلية العلوم بمكناس، والذي اتصل به "الترا صوت"، أن "بدأت المناوشات بين الضحية وهؤلاء الطلبة أمام الباب الخارجي للمؤسسة"، وأسفرت، حسب البلاغ ذاته، عن "إصابة أحد الطلبة وشقيقة الضحية، التي تم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس"، ليتم بعد ذلك "اقتياد النادلة إلى داخل الكلية حيث تمت دعوة الطلبة إلى "حلقة محاكمة" انتهت بحلق شعرها وحاجبيها وجلدها مائتي صفعة وإخراجها إلى الشارع المقابل لكلية العلوم". وأكد البلاغ أنه سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة طبقًا للقوانين والأنظمة الجاري بها العمل في حق كل من سيثبت تورطه "في مثل هذه السلوكات المخلة بالنظام".

وعبرت الجامعة عن استنكارها الشديد لما أسمته سلوكًا "مشينًا ولا يمت بصلة لأخلاق عموم طلبتها"، مشيرة إلى أن هذه التصرفات "تشكل تهديدًا للسلامة الجسدية لكل مكونات الجامعة من أساتذة وإداريين وطلبة". وحسب بلاغ آخر للشرطة المغربية بمدينة مكناس، "تم إيقاف طالبين جامعيين يدرسان بكلية العلوم بمكناس، وذلك للاشتباه في تورطهما في القضية.. وذلك بعدما أوضحت التحريات الأمنية المنجزة أنهما شاركا بشكل مباشر في الاعتداء الجسدي على الفتاة، وذلك بعد أن تم تكبيل يديها وحجب رؤيتها بواسطة وشاح قطني وحلق شعر رأسها بشكل قسري".

ووفق البلاغ ذاته، "فقد حجزت مصالح الأمن لدى المشتبه فيهما سلاحين أبيضين من الحجم الكبير، كما تم تقديم الإسعافات الأولية لأحدهما بالمستشفى، بعدما أصيب بحالة إجهاد عند محاولته الفرار خلال عملية التدخل الأمني"، وقد تم الاحتفاظ بالمشتبه فيهما وتتواصل التحريات حول باقي المتورطين في هذه الحادثة.

اقرأ/ي أيضًا: المغرب.. عندما تتحول الجامعة إلى ساحة صراع سياسي

وفي سياق متصل، يقول حميد هيمة، عن التنظيم اليساري بالمغرب، وهو عضو شبيبة الاشتراكي الموحد لـ"الترا صوت" إن "الحادث المؤسف هو نتيجة تغييب الدولة لمناهج الفكر النقدي وبسبب عسكرة الجامعة". إذ حسب المتحدث "تعاني الجامعة المغربية من غياب مناخ جامعي ديمقراطي" مؤكدًا أن رغم انتمائه إلى التنظيم اليساري في الجامعة إلا أنه يدين بشدة ما ارتكبه زملاؤه.

حادثة "شيماء" ليست حادثة فريدة في المغرب، فقبل أشهر، شهدت الجامعات المغربية أحداث عنف خطيرة، أسفرت عن وفاة طالب على خلفية أعمال العنف التي شهدها الحي الجامعي بمدينة أكادير، جنوب المغرب، وبعد أيام قليلة استفاق محيط كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، وسط المغرب، على جريمة أخرى، راح ضحيتها الطالب عمر خالق من الحركة الثقافية الأمازيغية. حوادث عنف متكررة داخل الجامعات دون حلول أو تغيير يذكر.

اقرأ/ي أيضًا:

جامعات المغرب.. تاريخ موسوم بالدماء

الأحزاب السودانية.. عنف جامعي أيضًا