14-أكتوبر-2022
عنان الناطفية

عنان الناطفية في رسم متخيل مع ديوانها

عنان الناطفية شاعرة مستهترة. كانت جارية لرجل يدعى الناطفي من أهل بغداد. وهي من مولدات اليمامة، وقيل المدينة، اشتهرت ببغداد. وكان العباس بن الأحنف يهواها. لها أخبار معه ومع أبي نواس وغيرهما. ماتت بخراسان. قال أبو علي القالي: "عنان الشاعرة اليمامية، كانت بارعة الأدب، سريعة البديهة، وكان فحول الشعراء يساجلونها فتنتصف منهم. وأخبارها مدونة، وفي المستطرف من أخبار النساء: أنها خرجت إلى مصر حين أعتقت وماتت هناك".

كتبت هذه القصيدة في مدح يحيى بن خالد البرمكي. وقد كان كاتب هارون الرشيد قبل أن يلي الخلافة، ثم أصبح وزيره بعد أن تولاها، وأصبح هو وأولاده الفضل وجعفر من علية القوم في الخلافة الرشيدية. كان أشهر رجال عصره علمًا وأدبًا وفضلًا وجودًا ونبلًا. من رجال الدهر حزما ورأيا وسياسة وعقلًا، وكان الرشيد يعتبره أباه بعد المهدي لشدة تعلقه به.


نفى النومُ من عَينَيَّ حوكُ القصائِدِ

وآمالُ نفسٍ همُّها غيرُ نافِدِ

 

إذا ما نفى عنّي الكرى طولُ ليلَةٍ

تعَوَّدتُ منها باسم يحيى بنِ خالدِ

 

وزيرِ أميرِ المؤمنينَ ومن لهُ

فعالانِ من حمدٍ طريفٍ وتالدِ

 

من البرمكيّين الذين وجوهُهُم

مصابح يُطفي نورُها كلّ واقِدِ

 

على وَجهِ يحيى غُرَّةٌ يُهتدى بها

كما يَهتَدي ساري الدُجى بالفراقِدِ

 

تعَوَّدَ إحسانًا فأصلحَ فاسِدًا

وما زالَ يحيى مصلِحًا كلّ فاسِد

 

وكانت رقابٌ من رجالٍ تعَطَّلت

فقَلَّدَها يحيى كرامَ القلائِد

 

على كُلِّ حيٍّ من أياديهِ نعمَةٌ

وآثارهُ محمودَةٌ في المشاهِد

 

حياضُكَ في المعروفِ للناسِ جمَّةٌ

فمِن صادرٍ عنها وآخرَ واردِ

 

وفِعلُكَ محمودٌ وكَفُّك رحمَةٌ

ووجَهُكَ نورٌ ضوؤهُ غيرُ خامِدِ

 

بَلَغتَ الذي لا يَبلُغُ الناسُ مِثلَهُ

فأنتَ مكانَ الكَفِّ من كلِّ ساعدِ

 

فيا ربِّ زدهُ نِعمَةً وكرامةً

على غيظِ أعداءِ وإرغامِ جاحِدِ

 

مَنَنتَ على أُختيَّ منكَ بنِعمَةٍ

صفَت لهما عذابُ المواردِ

 

فمن لي بما أَنعَمتَ منك عليهما

وقاكَ إلهُ الناسِ كيدَ المكايدِ