30-سبتمبر-2022
الأخيلية في رسم متخيل وديوانها

الأخيلية في رسم متخيل وديوانها

ليلى الأخيلية (توفيت عام 704م) شاعرة من صدر الإسلام وبداية العصر الأموي. هي ليلى بنت عبد الله بن الرحال وسميت الرحالة. آخر أجدادها كان يعرف بالأخيل وهم ينتسبون إلى قبيلة بني عامر.

عاصرت ليلى الأخيلية أهم أحداث عصرها السياسية، ولكن شعرها خلا من تلك الأحداث باستثناء رثائها لعثمان الذي استشهد سنة 35هـ.

والمشهور عنها أنها عشقت توبة بن الحمير وعشقها. وكان يوصف بالشجاعة ومكارم الأخلاق والفصاحة.

زوّجها أبوها من أبي الأذلع. ولكن زواج ليلى لم يمنع توبة من زيارتها وكثرت زياراته لها. فتظلم بنو الأذلع إلى السلطان الذي أهدر دم توبة، إذا عاود زيارة ليلى، فأخذوا يترصدون له في المكان المعتاد. وذات يوم علمت ليلى بمجيء توبة وخرجت للقائه سافرة وجلست في طريقه فاستغرب خروجها سافرة. ولكنه فطن أنها أرادت أن تعلمه عن كمين نصب له فأخذ فرسه وركض، وكانت ليلى هي السبب في نجاته. وفي هذا الحدث يقول توبة:

وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت     

فقد رابني منها الغداة سفورها

قال لها عبد الملك بن مروان: "ما رأى منك توبة حتى عشقك؟"، فقالت: "ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة!".

تزوجت ليلى مرتين، وكان زواجها الأول من الأذلعي. ومن أهم صفات زوجها الأول أنه كان غيورًا جدًا. وبعض القصص تقول إنه طلقها لغيرته الشديدة من توبة، وقصص أخرى أنه مات عنها. أما زوجها الثاني فهو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا. وكان شاعرًا مخضرمًا من الصحابة. ويقال إن ليلى أنجبت منه العديد من الأولاد.

كانت ليلى في ذلك الزمان مشهورة بين الأمراء والخلفاء. فحظيت بمكانة لائقة واحترام كبير. أسمعت الخلفاء شعرها ونالت منهم الأعطيات والرغبات. وكذلك كان الشعراء يحتكمون إليها وكانت تفاضل بينهم.

القصيدة الآتية مما كتبته في رثاء توبة.


لعمرك ما بالموت عارٌ على الفتى

إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ

 

وما أحدٌ حيٌّ وإن كان سالمًا

بأخلد ممن غيّبته المقابرُ

 

ومن كان مِمّا يُحدثُ الدّهر جازعًا

فلا بد يومًا أن يُرى وهو صابرُ

 

وليس لذي عيشٍ من الموت مَقْصَرٌ

وليس على الأيام والدهر غابِرُ

 

ولا الحيُ ممّا يُحدث الدهر معتبٌ

ولا الميت إن لم يصبر الحيُّ ناشرُ

 

وكل شبابٍ أو جديد إلى بِلى

وكل امرئ يومًا إلى الله صائرُ

 

وكُلُّ قَرينَيْ إِلفَةٍ لِتَفَرُّقٍ

شَتاتًا وإنْ ضَنَّا وطالَ التَّعاشُرُ

 

فلا يُبْعِدَنْكَ اللهُ حيًّا ومَيِّتًا

أَخا الحَربِ إِنْ دارَتْ عَلَيْكَ الدَّوائِرُ

 

فآليْتُ لا أَنْفَكُّ أَبْكِيكَ ما دَعَتْ

على فَنَنٍ وَرْقاءُ أَوْ طار طائِرُ

 

قَتِيلُ بَنِي عَوْفٍ فيا لَهْفَتا لَهُ

وما كُنْتُ إِيَّاهُمْ عَلَيْهِ أُحاذِرُ

 

ولكِنَّما أَخْشى عَلَيْهِ قَبِيلَةً

لَها بدُرُوبِ الرُّومِ بَادٍ وحاضِرُ