12-نوفمبر-2023
(Getty) من مظاهرة لندن

(Getty) من مظاهرة لندن

تزايدت المطالبات بإقالة وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، بسبب إثارة التوترات عقب اشتباكات وقعت بعد محاولات اعتراض مشاغبين من اليمين المتطرف مسيرة مجلس السلم والأمن المؤيدة لفلسطين في شوارع لندن أمس السبت.

واشتبكت جماعات اليمين المتطرف مع الشرطة البريطانية، بعد أن خرجت في مظاهرة مضادة للمسيرة المؤيد لفلسطين، والتي تزامنت مع يوم الهدنة الذي تحيي فيه بريطانيا ذكرى قتلى الحرب، ويوافق نهاية الحرب العالمية الأولى.

وضمت هذه المجموعات عدد كبير من مثيري الشغب في ملاعب كرة القدم من جميع أنحاء بريطانيا، وأمضوا معظم اليوم في مهاجمة أو تهديد أفراد الشرطة، الذين كانوا يسعون إلى منعهم من مواجهة المسيرة المؤيدة لفلسطين.

وكان الزعيم السابق لرابطة الدفاع الإنجليزية تومي روبنسون من بين عدد من الشخصيات اليمينية المتطرفة الحاضرة.

وفي وقت متأخر من مساء السبت، أصدرت الشرطة بيانًا، قالت فيه: إنها "ألقت القبض على 126 شخصًا حتى الآن، غالبيتهم من المتظاهرين اليمينيين الذين شكلوا جزءًا من مجموعة قوية تضم المئات من المشاغبين".

وصفت وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان، المسيرات بأنها "مسيرات الكراهية التي يقودها "الغوغاء"، وهاجمت شرطة العاصمة ووصفتها بأنها "منحازة"، بسبب طريقة تعاملها مع المتظاهرين ذوي الميول اليسارية

ونقلت وكالة "رويترز" عن مساعد المفوض مات تويست قوله إن "العنف الشديد الذي مارسه المتظاهرون اليمينيون تجاه الشرطة اليوم كان استثنائيًا ومثيرًا للقلق العميق"، مضيفًا أنه "تم العثور على سكاكين ومفاصل ومواد مخدرة أثناء عمليات التفتيش".

في حين اعترف المسؤول البريطاني أن المظاهرة المؤيدة للفلسطينيين لم تشهد أي عنف جسدي.

هذا وأدان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أعمال العنف التي اندلعت أمام النصب التذكاري، وفي نفس الوقت هاجم مسيرة مجلس السلم والأمن التي وصفها بمسيرة "المتعاطفين مع حماس"، حيث قال: "إن مجموعة انظمت إلى المسيرة الأكبر وأطلقوا هتافات معادية للسامية، ولوحوا بلافتات وملابس مؤيدة لحماس".

وتصاعدت التوترات قبل مسيرة السبت، التي تعتبر الأكبر في سلسلة المسيرات الداعمة للفلسطينيين، والداعية إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث قدرت جهات رسمية عدد المشاركين فيها بـ 300 ألف متظاهرة، في حين كشف منظمو المسيرة أن عدد المشاركين تجاوز 800 ألف متظاهر.

من جهتها، وصفت وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان، المسيرات بأنها "مسيرات الكراهية التي يقودها "الغوغاء".

وكانت الوزيرة البريطانية، قد هاجمت شرطة العاصمة ووصفتها بأنها "منحازة"، بسبب طريقة تعاملها مع المتظاهرين ذوي الميول اليسارية.

وأثارت تصريحات برافرمان ردود فعل غاضبة، فقد اعتبر عمدة لندن، صادق خان، إن الاشتباكات الشرطة ومثيري الشغب من اليمين المتطرف هي "نتيجة مباشرة لكلمات برافرمان".

أما رئيس وزراء اسكتلندا، حمزة يوسف، فقال إن منصب برافرمان كوزيرة للداخلية "لا يمكن الدفاع عنه" بعد اندلاع الاشتباكات. وأضاف "لقد شجعت وزيرة الداخلية اليمين المتطرف. لقد أمضت أسبوعها في تأجيج نيران الانقسام. إنهم الآن يهاجمون الشرطة في يوم الهدنة."، داعيًا برافرمان إلى الاستقالة.

بدورها، أدانت النائبة ووزير الداخلية في حكومة الظل إيفيت كوبر، تصرفات أفراد اليمين المتطرف، ووجهت انتقادات حادة إلى برافرمان، قائلةً: إنه يجب على الجميع التفكير في تأثير كلماتهم وأفعالهم".

في خطاب أمام مجلس النواب، قالت كوبر: "مهمة وزير الداخلية هي الحفاظ على سلامة البلاد، وليس إدارة حملة قيادة حزب المحافظين بدوام كامل"، وأضافت: "لكن ريشي سوناك أضعف من أن يمنعها. لقد تخلى عن الحكومة الجادة، فالبلاد تستحق أفضل من هذا".

هذا وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن عدد من المشاركين في الاشتباكات التي رافقت الاحتفال بذكرى يوم الهدنة في لندن، اعترفوا صراحة أنهم جاءوا بسبب تعليقات وزيرة الداخلية سويلا برافرمان بشأن توصيفها للمسيرات المؤيدة للفلسطينيين بأنها "مسيرات الكراهية"، ولفتت الصحيفة البريطانية أنه كان يمكن رؤية العشرات من الحاضرين بعضهم يحمل الأعلام الإسرائيلية، وهم يحاولون الوصول إلى المسيرة المؤيدة لفلسطين، حيث اعترضهم عناصر من شرطة العاصمة البريطانية.