04-سبتمبر-2015

لم ينتقل أفضل لاعب مجهول من ناديه بعد (Getty)

إذا ما أردنا الحديث عن أفضل لاعب عربي حاليًّا، سنتّجه دون شك إلى اختيار أحد اللاعبين المحترفين، أمثال النجم المصري محمد صلاح، لاعب روما الحالي، أو المغربي مهدي بن عطيّة، قلب دفاع نادي بايرن ميونخ، والجزائري سفيان فغولي لاعب فالنسيا، وغيرهم ممن يخطفون الأضواء في مختلف ملاعب القارة العجوز. سنختار أحدهم من دون الاكتراث لأيٍّ من اللاعبين العرب المحلّيّين، القابعين في دوريات بلادهم ينتظرون ولو فرصة واحدة للانتقال إلى عالم الأضواء والشهرة، في أوروبا طبعًا.

الشروط الإنجليزية لاحتراف اللاعبين نخبوية ولم تساعد اللاعب إطلاقًا

عمر عبد الرحمن، المعروف بـ"عموري"، الإماراتي صاحب الثلاثة وعشرين ربيعًا، لم يفارق ناديه، العين، منذ بداية مسيرته الاحترافية عام 2008. صانع الألعاب الأفضل في الدوري الإماراتي يتميّز بخفّة حركته ودقّة تمريراته وامتلاكه لمسة مميّزة للكرة، جعلت الكثيرون يشبّهونه بأفضل لاعبي الكرة في العالم ليونيل ميسي. رغم ذلك، لم يستطع عموري الوصول إلى نصف ما وصل إليه اللاعب محمد صلاح، ذلك لبقائه في الدوري الإماراتي من دون خوض أي مغامرة أوروبية، رغم التقارير العديدة التي ربطته بالانتقال إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وتحديدًا إلى نادي مانشيستر سيتي. فهل صحيح أن عموري قد رفض الانضمام إلى الفريق الأزرق من مدينة مانشستر؟ أم أن بعض الظروف لم تسمح له بذلك؟

بلا شك بأن اللعب في أوروبا هو حلم أي لاعب عربي اليوم، وهذا ما ينطبق على عموري طبعًا، الأمر هو وبكل بساطة، أن شروط الاحتراف في الدوري الإنجليزي قد منعته من فعل ذلك. فالشرط الأساسي الذي يفرضه الاتحاد الإنجليزي على اللاعبين القادمين من خارج أوروبا للانضمام إلى دوري الأضواء، يتمثل بأن يكون منتخب بلاد اللاعب يحتل أحد المراكز السبعين الأولى في تصنيف الفيفا، إضافة إلى مشاركة اللاعب كأساسي في 75% من المباريات التي يخوضها مع منتخبه الوطني ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا، أو القارة التي ينتمي إليها. وهذه شروط "نخبوية" ومجحفة.

حسب "ماركا"  الإسبانية عموري هو أفضل لاعب غير معروف في العالم

ولسوء حظ اللاعب عموري، لم يتوافر لديه أيّ من هذين الشرطين. إلّا أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد سمح ببعض الاستثناءات، كإمكانية انتقال اللاعب الإماراتي إلى مانشيستر سيتي شرط إعارته قبل ذلك لأي نادٍ أوروبي آخر لموسميْن على الأقل، هذا ما رفضه النادي الإنجليزي واللاعب نفسه. وسرعان ما ارتبط اسم اللاعب بالعديد من الأندية الأوروبية، كان أبرزها أندية برشلونة الأسباني، بنفيكا البرتغالي وغالطا سراي التركي، فما كان على نادي العين الإماراتي سوى التوقيع مع صاحب الرقم 10 على عقد جديد يمتد إلى عام 2020 وتتراوح قيمته ما بيْن 2.5 و4 مليون دولار أمريكي سنويًّا.

كثيرون هم من وصفوا عموري بعد تجديد عقده مع ناديه العين باللاعب المادي وعديم الطموح، الذي فضّل المال على الشهرة وخوض التجارب الأوروبية، إلا أن الواقع مغاير تمامًا. فالعروض التي أتته من الأندية غير الإنجليزية لم تكن بالجدّية، فرغم تألقه الملفت للأنظار مع المنتخب الإماراتي في نهائيات كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت في أستراليا، لم يتجاوز أيُّ من هذه العروض المليون يورو سنويّاً.

في النهاية، ما علينا سوى الترقب. ترقب ما إذا كان "ميسي الخليج" كما يطلقون عليه في الإمارات، سيكمل مسيرته مع العين الإماراتي، أم أن هناك أبوابًا أخرى للاحتراف ستُفتح أمامه، فلا شك بأن اللاعب الذي اعتبرته صحيفة "ماركا" الأسبانية "أفضل لاعب غير معروف في العالم"، واصفةً إيّاه بالعبقري الذي يرغب في أن يبقى مجهولًا، يملك كافّة الإمكانيات التي تؤهله للانخراط في عالم الشهرة الأوروبية والعالمية، والحفاظ على مكانه في قلوب الإماراتيين والعرب.
 


النجم الآسيوي

سمحت بطولة كأس آسيا الأخيرة التي أقيمت في أستراليا، لللاعب عمر عبد الرحمن عموري بالعودة إلى الواجهة من جديد وخطف الأضواء حيث صنع أربعة أهداف لمنتخبه، الأكثر في البطولة، وقاد الإمارات للمباراة النصف نهائية، قبل خروجهم على يد البلد المضيف أستراليا بنتيجة 2-0. لتكون البطولة الثانية التي يتألق فيها عموري مع منتخب بلاده، بعد أولمبياد لندن 2012 الذي قدم فيها مستوى مميزًا جعله محطًّا للأنظار، رغم خروج الإمارات من دوري المجموعات يومها.

التجربة الإنجليزية

التحق عموري بنادي مانشسيتر سيتي في آب/أغسطس 2012، بعد موافقة مبدئية من نادي العين لبيع اللاعب، وقد تدرب مع النادي الأزرق لمدة أسبوعين، ليعود بعدها إلى الإمارات بعد تعثر الصفقة لفشل عموري بالحصول على تصريح عمل في إنجلترا، نظرًا لشروط الاتحاد الإنجليزي التي منعت اللاعب بالانضمام للسيتي.