03-ديسمبر-2018

من مشروع "التفاحة المحرمة" لفاطمة الزهراء سرّي/ المغرب

جدليّة

"لذّتي نهداي"
أمّنا الأرض
حليب ضرعها
حليب الذّكورة.

 

على عروس كرمة
الصّيف مهتاجٌ
باقتراب الموت
حمّى، شبقٌ خريفي
تلك الرّعشة الشّتويّة
توقظ في الجسد علّته
دورةً لا نهائيّة.

 

من التّاريخ
جدليّة:
لذّتي نهداي
هذا كلّ ما في القضيّة.

 

تقرير في الواقعية

في الوحدة
والرّوح تنحصر داخل الصّدر
سجينةً
الغثيان إحساسٌ عرضيٌّ
القيء ليس إلّا انفعالًا
لتيهٍ، هو الأكثر قوّةً
وصلابة.

 

في الزّحمة الخانقة
العرق الحمضيّ
ذكرى ميلاد الشّهيد
الحرّية على المحكّ
والنّظريات تفقد بعدها
فليسقط! فليسقط إذًا
ذلك الأنا الوحيد
وسط الجماعة الغاشمة
والإحساس الجديد
بالكلّية الأكثر عنفًا
وصلابة.

 

في الغراميات
على كلّ أنثى أن تقتني شاعرًا
كما تقتني زينة اللّيالي السّاخنة
على كل شاعرٍ أن يرافق أنثاه
إلى موعدها
مع حبيبٍ آخرٍ.
داخل الجزدان الصّغير
رفقة أحمر الشفاه
والفوط الصّحيّة
يقبع منتظرًا
ولينتظر وحيًا سماويًا
على طاولة المقهى
أكثر إغراء وصلابة.

في عينيها
وهي ترشف السّيجارة
يبحث عن مرآته
وعن صورةٍ للقصيدة
يقتنص الطّريدة في خياله
يكتب: "عيناها
إعدامٌ ميداني"
تفتح شفتيها للدّخان
يفتح صدره للمصادفة
العنيدة
عيناها ترى شيئًا
لا يعني لها شيئًا
عيناه ترى مأساة
لها عينان
هي الأكثر سخرية
وصلابة.

بعد الكأس الأولى
الثّانية، وربما الثّالثة
المثانة ليست بمتانة النّسيان
ها هو الآن واقفٌ، عارٍ
وسكران
المخدع  يدور
والمبولة تبتعد
الحريّة تبتعد
تغرق في الجدران
ها هو الآن واقفٌ
بإخلاص للجسد، بإيمانه
بالسّكر وبالإنسان
هو الأكثر واقعيّة، وصلابة.

على الوسادة
وحده، يفرش الأحلام
وعلى مضضٍ
"يتابع دورة الجسدين
في جسدٍ"
لوحة أصل الكون 
رعشةٌ تحتدم
كباقي أمراض الشّيخوخة
يقفز القلب كريشة
لاهثًا وراء الخيال والجلد
تنفجر أضواء تحت جفنيه
وفي رأسه
تهدأ الأنفاس داخل صدره
وحيدًا
يعانق نفسه والتّفاهة
هي الأكثر عمقًا
وصلابة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

دعابة الموت

فصول المعطف

دلالات: