14-يوليو-2018

من عملية إنقاذ أطفال كهف تايلاند (أ.ف.ب)

عمت فرحة عارمة الرأي العالمي المتابع لواقعة "أطفال الكهف" شمال تايلاند بعد أن تمكن غواصون من إنقاذ الـ12 طفلًا ومعلمهم من الكهف الذي كانوا محاصرين فيه لأكثر من أسبوعين بسبب الأمطار الفيضانية، لتنتهي ورطتهم على خير بفضل التضامن العالمي وحرص السلطات التايلاندية على إغاثة مواطنيها.

في 2010 انهار منجم في تشيلي على 33 عاملًا ظلوا محاصرين فيه لنحو شهرين قبل إنقاذهم جميعًا

ولم يكن حادث الكهف التايلاندي الوحيد الذي يجسد صورة من صور البطولات الإنسانية، ثمة قصص أخرى، جمعنا لكم خمسة من أبرزها لأناسٍ نجوا بأعجوبة من الموت كان محتمًا لولا تدخل مجهودات المنقذين الجبارة بعد أن كادت الكارثة تلقي بهم إلى مصيرهم.

1. انهيار منجم في تشيلي

في سنة 2010، انهار منجم للتنقيب عن الذهب والنحاس شمال تشيلي، جراء انهيار مفاجئ للتربة، واحتجز داخله نحو 33 عامل على عمق 700 متر تحت الأرض. قضى العمال مدة 17 يومًا في قعر المنجم بدون أي اتصال بالعالم الخارجي، في درجة حرارة ورطوبة عالية، وليس معهم سوى قليل من الأكل والشراب.

اقرأ/ي أيضًا: الإنسان في مواجهة الطبيعة "دائمًا".. كل شيء عن حادث الكهف التايلاندي

لكن في اليوم 18، تفاجأ منقذون من وجود أشخاص أحياء داخل المنجم المنهار، ليتم استدعاء أجهزة الطوارئ التشيلية وفرق إنقاذ خبيرة من أوروبا والولايات المتحدة، عكفوا جميعًا على وضع خطة لإنقاذ العمال المحاصرين  تحت إشراف الحكومة وحضور الرئيس التشيلي سبيستيان بينيرا وزوجته وعائلات العمال المحصورون، وفي ترقب للرأي العالمي.

في البداية قام المنقذون بتمرير الغذاء والماء والأكسيجين والمواد الطبية الأساسية إلى العاملين داخل المنجم، من خلال ثقب فتحة قطرها عشرة سنتيمترات تبدأ من المدخل إلى التجويف الذي يستقر فيه العمال. وعلى مدار شهر ونصف انغمس المنقذون في الحفر بحذر شديد في تربة منجم، ليتمكنوا أخيرًا من شق طريق نحو حجرة العاملين المحبوسين، وانتشالهم عبر كبسولة متطورة مصممة خصيصًا للمهمة، ويتم إنقاذ جميع العمال بنجاح.

2. سقوط طائرة إيرباص

في 15 كانون الثاني/يناير 2009، بدأت رحلة الخطوط الجوية الأمريكية 1549 بشكل روتيني كأي رحلة. بعد وقت قصير من إقلاع الطائرة من مطار لاغوارديا في نيويورك، فقدت طائرة الإيرباص A320، التي كانت تحمل 155 راكبًا، السيطرة، وتوقف كلا محركيها، بعد أن اصطدم بهما سرب من الطيور.

وبدلًا من الذعر في لحظة الموت، قرر الطيار، شيسلي سولانبرغ، الهبوط بالطائرة في نهر هادسون، محاولًا تجنب السقوط بالطائرة في المنطقة المكتظة بالسكان، فيما بدأ الركاب يتلون صلواتهم الأخيرة.

وبشكل مثير للدهشة، تمكن الطيار الهادئ من الهبوط بمهارة وبدون محركات على سطح النهر، ولم يُقتل أحد، لتُسارع قوارب الشرطة ومراكب الإنقاذ والطوارئ لإجلاء الناس من داخل الطائرة الرابضة على النهر، قبل أن يغمرها الماء وتغرق بما حملت. كانت واحدة من أغرب كوارث الطيران، غير أنها انتهت بسلام.

3. إنقاذ قرية من الديناميت

أثناء عمله في بلدة ناكوزاري المكسيكية، لاحظ خيسوس غارسيا، وهو مهندس سكك حديدية، أن سيارة محملة بالديناميت قد توقفت وسط القرية واشتعلت فيها النيران، ليركب السيارة ويقودها بعيدًا عن المدينة. 

غير أن السيارة انفجرت خلال المسير، ما أسفر عن مقتل غارسيا و12 من عمال السكك الحديدية الآخرين. لكن في المقابل، أنقذ غارسيا مئات من سكان القرية كانوا ضحايا محتملين لانفجار السيارة المحملة بالدينامين.

والآن، تواصل البلدة التي باتت معروفة باسم ناكوزاري غارسيا، تكريم بطلها بنصب تذكاري في ساحة البلدة. كما أطلق على العديد من الشوارع في المكسيك اسم غارسيا. وتحتفل المكسيك باليوم الذي أنقذ فيه غارسيا سكان القرية كعيد وطني.

4. سقوط مصنع على عاملاته

أمضت ريشما 17 يومًا مدفونة تحت الأرض في ظلام دامس، بعد أن انهار مصنع للخياطة كانت تعمل فيه بالكامل، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص. كانت الفتاة الشابة واحدة من الناجيات القلائل من الكارثة التي وقعت في بنغلاديش سنة 2013، بفضل جهود منقذين أجانب.

"كنت أزحف وألتصق بالأرض حتى يأخذني النوم. ثم أستيقظ وأزحف مرة أخرى، حتى بت أناجي الله أن يأخذني إن كانت هذه إرادته، على ألا يتركني هنا على هذه الحال"، تقول ريشما وهي تحكي قصة نجاتها من الموت لوسائل الإعلام.

وتمكنت الفتاة من البقاء على قيد الحياة وهي مدفونة تحت أنقاض المصنع لمدة أسبوعين، حيث كانت تقتات على الطعام وقنينات الماء التي رمتها فرق الإنقاذ في التجويفات مباشرة بعد الانهيار، قبل أن يعثر عليها ويتم انتشالها من الركام.

5. حريق يلتهم مدينة كندية

في سنة 2016، اندلعت حرائق هائلة بالغابات الكندية، أتت على أكثر من 355 ألف هكتار (3350 كم مربع)، وعطلت الإنتاج النفطي في البلد طوال أسبوعين. لكن المشكلة الأكبر هي أن النيران التي عجز رجال الإطفاء عن السيطرة عليها كانت تقترب بسرعة من مدينة فورت ماكموراي الكندية غرب البلاد، وبها حوالي 88 ألف نسمة.

في 2016 تمكنت قوات الإنقاذ من إجلاء 88 ألف نسمة هم سكان مدينة كندية أكلتها النيران عن بكرة أبيها بكل ما تحتويه

في هذا الوضع قررت السلطات الكندية، حشد جميع مواردها اللوجستية من فرق إنقاذ وطائرات موارد، لأجل إخراج 88 ألف مواطن من المنطقة المحدقة بها الحرائق إلى أماكن آمنة، وإنقاذهم من محرقة جماعية. وبالفعل تمت عملية الإجلاء بنجاح دون سقوط أي ضحية، بينما أكلت النيران المدينة الكندية المهجورة بما تحتويه من مرافق ومتاجر ومساكن.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إعصار إيرما المُروّع.. لماذا تتفاوت آثار كوارث الطبيعة حسب البلد المنكوب؟

بتهمة إنقاذ اللاجئين في البحر.. أوروبا تحاكم إنسانية 3 منقذين إسبان!