23-يوليو-2019

غلاف الرواية

ألترا صوت – فريق التحرير

صدرت عن "دار الزمان للنشر" مؤخرًا رواية "الصوت المخنوق" للروائي السوري عبد المجيد محمد خلف.

تتناول الرواية الاغتراب كظاهرة زمانية ومكانية بنوعيها، الجسدي والروحي، إذ أن الظروف الصعبة التي يعيش فيها أبطالها تدفع بهم إلى اختيار الغربة حلًّا لهم، للنأي بأنفسهم وأرواحهم عن الوطن الذي ما عاد وطنًا، كما ورد ذلك على لسان بطل الرواية، والبحث عن وطن آخر، يكون الملاذ الأخير لهم، يتداوون به من البعد بالبعد، وطن ينتظرون أن يكون لهم لقاء به على أحرّ من الجمر، ليدركوا أن الوصول إليه معجزة، والطريق إليه يكتنفه الموت والألم، في بحر لطالما نال من أرواح السوريين، وقتل الكثيرين منهم بجريرة رغبتهم في الحرية والخلاص، وفي غابات، وليالٍ مظلمة، لا نهاية لعذابها وشقائها، لينتظروا مثلهم مثل غيرهم من المهاجرين على أحرّ من الجمر الحصول على الإقامة والجنسية، فيرتاحوا قليلاً من عناء السفر، من دون أن يدركوا أن الوطن يلاحقهم بجريرة عشقهم له.

هي حالة استشرافية للمستقبل، وقراءة للأحداث التي حصلت في سوريا فيما بعد، فكان المصير الفاجع في انتظار الجميع، لتسطو لغة الموت فوق جميع اللغات، وليبقى الحديث حنينا وغربة، ولنشهد بأعيننا تلك المأساة التي حلّت على رأس أبناء سوريا، ليكون طريق السفر والهروب عن البلد هو الخيار الوحيد الذي اختاره الكثيرون، وتكون رحلة البحث عن المنفى شاقة وطويلة ومؤلمة.

من الرواية

آن لأولئك الغائبين الحاضرين أن يرتاحوا من الأحلام التي تراودهم، تقتلهم كلَّ لحظة، اختنقت أصواتهم، تاهت في المجهول، في الهاوية، نادوا بأعلى صوتهم، لكن هيهات للسفر والشوق أن يرحم، فمذ خرجوا لم يهدؤوا، لم يستكينوا، خرجوا مكرهين على ترك ملاعب طفولتهم، أحلامهم التي كانت تجتمع عند ذلك النهر الصغير بين الأشجار، كانت أصواتهم تصل السماء حين يتسابقون برفعها عند أقدام تلك الجبال فيتردد صداها عاليًا مخيفًا، أما الآن فلا الصوت يعلو، ولا الصدى، ماتت أرواحهم عند خروجهم، تركوها أمانةً عند أهل القرية، تخلوّا عنها لكلِّ شيءٍ جميلٍ فيها، فـمِـن حقهم أن يعودوا بعد رحلة العمر الطويلة ويستردّوا أرواحهم، يجتمعوا بها من جديد، ليتآلف الجسد والروح في لحظة عشقٍ أبدية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

علي المقري في رواية "بلاد القائد".. بارانويا الحاكم العربي

رواية "إنجيل زهرة" لنبيل الملحم.. مقايضة الكلام بالوقت