09-مارس-2022

مقطع من لوحة لـ هيلدا حياري/ الأردن

من نهرٍ يمتدُّ على ظهركِ/ نحو الخَصرِ

فرَاشةٌ تعبرُ فوقَ الرِئةِ الباردةِ،

طولُكِ يحني النحلةَ، فوقَ الكتفِ، تنهلُ ماءً زهريّا،

ضفائرُ محلولةْ

تتجعّدُ فوقَ الساقِ الناميّةِ من السهلِ،

فكيفَ تُحنَّطُ، بغبارٍ، في الرئةِ عفاريتُ الضوءِ

وتمزِقُ أزرارَ الظلمة!

هذا الموتُ يتنشّقُ

                    عظمَ الترقوةِ!

أبيضُ؛ من سُمِّ النَّارنجِ، قميصي

                  وملائِكُ تلهثُ في طوقٍ من أطرافِ ردائي..

آتٍ وجهُكِ؛ يأخذني، يَضْفِرُ أوردتي.

فكشَفنا عنكَ الألواحَ ليَنبْعَ بالفِضّةِ بَصَرُك،

           أوذا بُغْياكَ وليَّ الحزنِ!

شعرُكِ يتجعّدُ،

يتموّجُ حولَ الشمسِ،

شعرُكِ يتركُ آثارَ قناديلَ خضرٍ في جسدي.

وأطوّقُ خصرَكِ بالخَزَفِ؛ ليعبُرَ برقًا برقًا في الشريانِ الريشُ، من ظهركِ وفتورِ الرملِ الناهلِ من أعشابٍ تحتَ النهدين.

 

زيتٌ أخضرُ في القمرِ،

سنابلُ خضرٌ تحترقُ على عُنُقِ الطاووسِ،

ملائِكُ تلهثُ في طوقٍ من أطرافِ ردائي؛

تتعفّرُ بمناخِ الرئةِ أشواكٌ حولَ الرقبةِ في الطوقِ

فأسمّيكِ وأحرّرُ ملكوتَ الريحِ بمخالبَ عنْقاءِ الطينِ؛ كي أشهقَ اسميَ،

            فمن ذا يتوسّدُ في الغارِ

                          ويسجدُ فوقَ ثيابي؟

 

أمطِرْ يَرقاتٍ فوقَ الرأسِ؛ لنسبّحَكَ

                                      ونُفتَنَ، سهوًا، بالحكمةِ

فحُشِرنا يومَ الزّينةِ؛

عناكبُ وأفاعٍ تسجدُ فوقَ قميصي،

سناجبُ تُصلَبُ، برأسٍ مقلوبٍ للأسفلِ فوقَ الأشجار،

خوفٌ يشهقُ عظمَ الرقبةِ،

يهشّمُ صدريَ ويمزقُ فوقَ ردائيَ لحمَ الطاووس.

 

فأيّانَ كبرتُ حتى ضاقت بضفائريَ،

بمَساماتٍ بين النهدينِ الأمواجُ!

بالسمِّ المنزوعِ من الأعضاءِ، من الأسماكِ،

سيشِعُّ الزيتُ الأخضرُ فوقَ جبيني،

وتلفُّ روحيَ شرنقةٌ تحترقُ على رقابِ الملائكة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تموهات: خدين الليلة

طقوسٌ للقُبلةِ المُحْتدمة

دلالات: