27-ديسمبر-2015

خطوبة في الجامعة.. جرأة أم وقاحة؟ (Getty)

انتشر في الفترة الأخيرة في مصر وتحديدًا في الجامعات المصرية الحديث عن تقدم بعض الطلاب للزواج من زميلاتهم، بطريقة جديدة وغير مألوفة، مثل إقامة احتفالات فجائية، يتقدم خلالها الشاب حاملًا خاتم الزواج وجاثيًا على ركبتيه، مُعلنًا حبه ورغبته في الزواج، وأحيانًا يستخدم الشاب لافتة بحجمٍ كبير يعرض فيها الزواج ويعبر عن حبه.

انتشر مؤخرا في الجامعات المصرية تقدم بعض الطلاب بطلب الزواج من زميلاتهم في قلب الحرم الجامعي

تكرر الموقف في أكثر من جامعة مصرية. مؤخرًا، تقدم طالب ملتحي في جامعة الأزهر للزواج من فتاة منتقبة بمثل هذه الطريقة لكن الفتاة أحرجته وتركته دون رد، حمل الشاب الأزهري الورود وجلس على ركبتيه مُتقدمًا لخطبة الفتاة أمام صديقاتها، الأمر الذي لاقى استحسان فئة وانتقاد فئة أخرى وهي التي اتهمته بعدم احترام الجامعة وطابعها الديني. ولم تقتصر هذه التصرفات على الجامعة بل بلغت المدارس والمعاهد الثانوية، فقد قام أحد طلاب الثانوية العامة بتجميع أصدقائه مؤخرًا أمام "مدرسة زيزينيا الثانوية" للفتيات بالإسكندرية وفاجأ حبيبته بلافتة كبيرة كتب فيها: "تتجوزيني؟".


"يتصرف العاشق كالأحمق"، هكذا كانت تقول إحدى الصديقات عن تصرفات المحبين. هل طلب الزواج في الجامعة وعلى مرأى ومسمع الجميع حُمق وعدم احترام للحرم الجامعي أم جرأة؟، عن هذا السؤال تختلف الآراء. يقول عمر أمين، طالب بالسنة الأولى هندسة في الإسكندرية، إن "التقدم لخطبة الفتيات في الحرم الجامعي سخف". ويوضح: "الكلية ليست المكان المُناسب للتقدم لخطبة إحداهن، كما أنني لا أعرف جميع الزملاء والزميلات في الجامعة ولا أحب أن أشارك هذه اللحظة مع أشخاص لا أعرفهم وربما بينهم من لا يحبني ولا أحبه".

يؤيد إسلام صديقه عمر، ويضيف: "ربما أختار فعل ذلك لكن سيكون بعيدًا عن الحرم الجامعي وبحضور الأقارب والأصدقاء فقط". في المقابل، خالفهم الرأي الطالب أحمد مهران، الذي يدرس في اختصاص السياحة والفنادق بجامعة الإسكندرية، واعتبر هذه التصرفات حرية شخصية وهي تصرفات لا تسبب إزعاجًا لأي أحد، حسب تعبيره. يقول أحمد: "قد أتقدم يومًا لخطبة من أحب في الجامعة وأنظم حفلًا في إحدى "الكافيتريات" بالجامعة مثلاً، أرى الأمر غاية في اللطف وقد يدخل الفرح على قلب من أُحب، وطالما كان الأمر خارج مقاعد الدرس فلا أرى فيه عيبًا".

في هذا الجدل، اختلف رأي الطالبات أيضًا. بعضهن عبَّرن عن استنكارهن هذه التصرفات واعتبرن أن الجامعة ليست الفضاء المناسب وأن الموقف محرج جدًا، أما البعض الآخر، فرأى أن الفعل سيدخل على قلوبهن قسطًا من السرور ويشعرهن بأنهن مميزات وأنهن سيشجعن القائم بالمبادرة ما كان الحب متبادلًا بغض النظر عن مكان الخطوبة والحيثيات المحيطة بالحادثة.


اقرأ/ي أيضًا:

تعددية الأحوال الشخصية.. درب السلامة يا مصر

لأجل من تقام حفلات الزواج؟

الجزائر.. "من وين أجيب المهر؟"