24-مايو-2019

فشلت تجارب وزير التربية والتعليم على طلاب الثانوية (أرشيفية/ العربي الجديد)

فشل نظام التابلت في مصر، وكأنه كان يمكن له أن ينجح في ظل منهج دراسي قديم، قائم على الحشو والتلقين، ومرافق مدرسية مهترئة، ومعلمين غير مؤهلين! 

فشل نظام التابلت، وكأنه كان يمكن له أن ينجح في ظل منهج دراسي قديم، قائم على الحشو والتلقين ومرافق مهترئة ومعلمين غير مؤهلين

اتضح أن الرهان على تطوير منظومة التعليم، بدءًا من وسيلة الامتحان، غير مجدٍ، وإن كان فعالًا في جعل وزير التربية والتعليم، طارق شوقي، أكثر الوزراء ظهورًا في وسائل الإعلام.

اقرأ/ي أيضًا: آخرها نظام الفصل المقلوب.. طموحات وزير التعليم المصري خيالية جدًا

الطلبة حقل تجارب

على الرغم من أن ملفًا مثل ملف التعليم في مصر، كان دومًا حقل تجارب مع تعاقب الوزرات، يحاسب دومًا على فاتورتها الطلاب وأولياء أمورهم، إلا أن عهد طارق شوقي تحديدًا تميز بقلاقل متعددة.

بدأت قلاقل شوقي بتطبيق نظام "البوكليت"، الذي احتج عليه طلاب الثانوية العامة في مصر بسبب تطبيقه في منتصف العام الدراسي، ثم نظام "التابلت" الذي أربك تمامًا الطلاب أثناء تأدية امتحاناتهم، نظرًا لوقوع "السيستم" أثناء إجراء الامتحان، ما ترتب عليه تأخير الامتحان لمدة ساعة، ثم اضطرار بعض المدارس إلى توزيع الامتحان في نسخته الورقية، ثم سحب النسخة الورقية مرة أخرى وإعادة الامتحان من خلال التابلت، وهو ما شكل ضغطًا عصبيًا كبيرًا على الطلاب.

القمع ردًا على تململ الطلاب

ردًا على هذا الارتباك الذي وضع فيه الطلبة، انتشرت احتجاجات لطلاب سنة أولى ثانوي في العديد من المحافظات، فما كان إلا أن استُدعيت قوات الأمن، التي تعاملت بعنف مع الطلاب، وثقته كاميرات المواطنين، وانتشر على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

وبينما حاولت صحيفة اليوم السابع المقربة من النظام، نفي قيام ضباط الشرطة إلقاء القبض على الطلبة المحتجين، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات وصورًا لضباط وأمناء شرطة، يلقون القبض على طلاب لم تتجاوز أعمارهم 15 عامًا.

 وأظهرت صور ومقاطع فيديو، العنف الذي استخدمته قوات الأمن بحق الطلاب، من الضرب والاعتداء، في مواجهة هبة غضب عفوية من الطلبة بسبب الضغوط التي تعرضوا لها.

 

 

من جهة أخرى، رأى البعض في فشل التجربة والضغوط التي تعرض لها الطلاب، "إيجابية" تمثلت في إعطاء الطلاب دروسًا في مواجهة النظام.

وعلى إثر الواقعة، دشن عدد من الطلبة والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسم "#تعليم_على_ماتفرج"، لترويج مقاطع الفيديو والصور التي توثق الاعتداء الأمني على طلبة الثانوية، والتنديد به، وبما وصفوه "فشلًا جذريًا في المنظومة التعليمية".

 

 

أخيرًا، وليس آخرًا في هذه القضية التي لا يبدو أنها ستغلق قريبًا؛ تقدم عدد من المحامين والمستشارين وشخصيات عامة، ببلاغات للنائب العام على خلفية الاعتداء على الطلبة، بعد فشل الوزارة في ضبط تجربة الامتحانات على "التابلت".

وتقدم عدد من أساتذة الجامعات وعمداء الكليات، ببلاغ للنائب العام ضد وزير التربية والتعليم، ووزير الداخلية، ومن ظهرت صورهم من رجال الشرطة؛ لتحميلهم مسؤولية الاعتداء على الطلبة، والضغط عليهم وإرباكهم بتجارب فاشلة.

على ما يبدو فإن هذا التصعيد قد يكون له صدى، ولو على المدى البعيد أو المتوسط، على وزير التربية والتعليم نفسه

وعلى ما يبدو فإن هذا التصعيد قد يكون له صدى، ولو على المدى البعيد أو المتوسط، على طارق شوقي نفسه، خاصة بعد وصول الاحتجاجات عليه إلى الشارع وحدوث مواجهات بين الأمن والطلاب.

 

اقرأ/ي أيضًا:

التعليم المصري.. أزمات مستمرة ووزير يثير الجدل

مصر.. انتصار على تمييز وزارة التعليم