02-ديسمبر-2019

رفضت الحركة الطلابية في الجامعة الأمريكية في القاهرة زيارة السفير الإسرائيلي (فيسبوك)

"أمريكية أمريكية نحن ضد الصهيونية"، بهذا الهتاف استقبل طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة سفير الولايات المتحدة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي السابق، اليوم الإثنين، قبل أن ينسحبوا من المؤتمر الذي عقدته الجامعة بحضور عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين.

كان لطلاب الجامعة الأمريكية في القاهرة أدوار كبيرة في دعم القضايا العربية، منها انطلاق الانتفاضة المصرية عام 2003 ضد الغزو الأمريكي للعراق

وكانت الجامعة الأمريكية بالقاهرة قد عقدت ندوة بمقرها في التجمع الخامس، شرق العاصمة القاهرة، عن العلاقات المصرية الأمريكية، حضرها سفيران سابقان للولايات المتحدة الأمريكية هما دانييل تشارلز كورتزر، وفرانك ويزنر، بالإضافة إلى رئيس الجامعة فرانسيس ريتشياردوني وهو سفير سابق للولايات المتحدة أيضًا، وبعد مرور دقائق من الندوة مع بداية كورتزر حديثه قام عدد من الطلبة حاملين لافتات لدعم فلسطين والقضية الفلسطينية ومرددين هتافات ضد الصهيونية ودولة الاحتلال الإسرائيلي.

ونشرت صفحة اتحاد طلبة الجامعة الأمريكية بيانًا قالت فيه: "استضافت الجامعة الأمريكية بالقاهرة اليوم السفير الأمريكي لكيان الاحتلال الإسرائيلي وقت الانتفاضة الثانية، والذي وصف المقاومة الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي بالحركة الإرهابية في 2010. وعليه فإننا كحركة تطالب بحقوق الطلاب، وبالتعاون مع مختلف الهيئات الطلابية، نرفض تمامًا مثل هذه الزيارات، وسنظل نرفض استقبال أمثال هؤلاء ما استطعنا إلى ذلك كما فعلنا اليوم"، خاتمين كلامهم بعبارة الوجود للمقاومة.

الحركة الطلابية في مصر.. نضال أبعد من الحدود القُطرية قبل القمع المميت

وشغل كرتزر منصب سفير واشنطن لدى القاهرة خلال فترة رئاسة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، ثم انتقل خلال رئاسة جورج بوش الابن ليكون سفيرًا لدولته لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي عام 2001 عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وحتى عام 2005، وحاليًا يعمل كمدرس لسياسات الشرق الأوسط بجامعة برنستون الأمريكية.

أما ويزنر فهو دبلوماسي أمريكي سابق، معروف بعلاقاته الوطيدة بالنظام والجيش المصري، وقد كان المبعوث من قبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما للمسؤولين المصريين للتفاوض وطرح البدائل خلال ثورة يناير 2011، ويعمل حاليًا في منصب رئيس معهد دول الخليج العربي.

بينما يشغل ريتشياردوني منصب رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 2015، وكان قد عمل سفيرًا للولايات المتحدة الأمريكية في كل من تركيا وأفغانستان ومصر والفلبين، وكان عدد كبير من الطلبة وأساتذة الجامعة قد طالبوا بعزله خلال شهر شباط/فبراير الماضي عقب زيارة لوزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، حيث وضع ريتشاردوني حرم الجامعة تحت تصرف السفارة الأمريكية وفُرضت تدابير أمنية شديدة على الطلبة والأساتذة بقرار فردي منه دون التشاور مع ممثلي الفئات المختلفة داخل الجامعة، وهي الإجراءات الإدارية المعتادة عند استقبال الشخصيات العامة، حيث انتهى تصويت الجمعية العامة لأساتذة الجامعة ومجلس الشورى إلى سحب الثقة منه بنسبة أصوات تعدت 80 بالمائة، إلا أن مجلس أوصياء الجامعة لم يأخذ بهذا التصويت وقرر التمديد لرئاسته.

وكان اتحاد طلاب الجامعة قد خصص أسبوعًا لجمع التبرعات لصالح المركز الوطني لإعادة التأهيل المجتمعي المُخصص للإغاثة البدنية والعقلية الفورية للفلسطينيين في غزة، وذلك على إثر الهجمات الأخيرة على القطاع الذي أدى إلى استشهاد 34 شخصًا وتشريد 50 ألف شخص وفق بيان الاتحاد.

كما عقدت الروابط الطلابية بالجامعة عدة مظاهرات ومسيرات ووقفات احتجاجية تضامنية مع الشعب الفلسطيني خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي تزامنًا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما كان لطلاب الجامعة أدوار كبيرة في دعم القضايا العربية، منها انطلاق الانتفاضة المصرية عام 2003 ضد الغزو الأمريكي للعراق، والتي خرج فيها طلاب الجامعة تنديدًا بالعدوان ليتجمع الآلاف حولهم ويقوموا باحتلال ميدان التحرير، وقبل ذلك كان لطلاب الجامعة دور كبير في المظاهرات الحاشدة والداعمة لفلسطين إبان الانتفاضة الثانية التي اندلعت في أيلول/سبتمبر عام 2000.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 الحراك الطلابي في مصر.. هل انتهى؟