14-ديسمبر-2021

لوحة لـ لويس لي بروكي/ إيرلندي

1

الجميعُ يذكِّرني بالميت الذي كنته

أرى حياتي بعيون الآخرين

تلك التي فقدتها

إلى الأبد.

 

2

عندما سأموت

لن أختفي كالعادة في معطفي من الخجل

أو أمشي بطريق موارب كي لا أثير حفيظة أحد

أو أكتب شعرًا قد يسيء لحسن الضيافة

أو لمجد العائلة

غالبًا

سيتم إزالة كل شيء باحتراف مذهل

تعقيم وإتلاف كل المتعلقات بمنتهى الدقة

ولن يكون هنالك ملف

الرقم الرباعي الذي دونته في كتابي سيتندر به صبية ما

في زمن ما

بعيون زرق وشورتات قصيرة

سأحبهم

وأبكي لأني أسمع صراخهم وعبثهم من نافذتي

الآن

 

3

العالم يحتضر

ما فائدة أن تكتب قصيدة

لعالم مصيره فقط أن يزول.

 

4

لقد كان فادحًا كل ذاك الوقت

من أجل لا شيء

جسدي أكلته حشرات الوحدة

ولم أستطع رميي في أتون المستحيل

لطالما حلمت بالجحيم

لكن أمي أرضعتني حليب الحذر

وأبي حرص على كبسولات الجبن.

 

ولدت أقصر من حلمي

وأقل مما أتوق

ساقاي أقل

ويداي مبادتان.

 

5

لقد حدث كل ذلك

لأنه تلقى صفعة

تناوب عليه الأساتذة

والآباء

جردوه من كرامته

أجهز أصدقاء الطفولة "البريئين" على براءته

لاحقته الاتهامات لأنه

أقصر

وأقل

أعملت أمه على التوبيخ

لم يكن من صديق

أو شقيق

أو ملاذ.

 

فقط طفل المخيلة الذي اخترع الشعر

طفل المخيلة الذي اخترع

كل هذا الجحيم.

 

6

مات أصدقائي

لم أدفنهم

ولم أستلم جثث

فقط اختفوا

دون سبب واضح

دون اشارة

أو إخطار مسبق

اختفوا في الزحام

أو سقطوا في الطريق

لا أعرف لماذا؟

لم أفهم كيف؟

 

لعلهم اكتشفوا أنني معاق

لعلهم ظنوا أني غير ملائم

 

مات أصدقائي الذين أحببتهم

كل يوم عندما أتذكر

تمتلئ عيناي بالدموع

وقلبي أظنه يغرق

كل يوم عندما أصادف صورهم

أندهش

كلما أعيد قراءة رسائلهم

أصاب بالذهول

كم كانوا حقيقيين وقريبين

كم كانوا على مقربة.

 

وأنا أقف وحيدًا في منتصف الطريق

لم أفهم كيف يمكن أن يدير أحدهم ظهره ويتنصل

كيف يمكن لأحد.. أن يكون آخر

 

لعلهم رأوني في المرآة عاريًا

لعلهم انتبهوا أني أحتضر

 

ربما سأصادفهم يومًا ما

وسيكون اللقاء مؤلمًا

إن حدث

.. أن تلتقي شخصًا انسحب منك

دون سبب

غادرك إلى الأبد

دون حتى رسالة اعتذار

 

على الأرجح أننا لن نلتقي

على الأرجح أننا لم نكن أحد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

لم ينتهِ الحديث بعد

حقل يزهر ألغامًا

دلالات: