22-يناير-2024
مجاعة في شمال غزة

(Getty) لا يجد أهالي شمال قطاع غزة الدقيق من أجل تصنيع الخبز ويتحدثون عن مجاعة حقيقية في المنطقة

تتزايد الشهادات التي تصل من شمالي قطاع غزة المحاصر، التي تتحدث عن مجاعة كبيرة تُعاش في المنطقة، نتيجة حصارها المتواصل والقصف الإسرائيلي، الذي دمر كافة مقومات الحياة.

وبحسب شهادات عدة، فإن الأهالي يخاطرون بحياتهم من أجل الحصول على القليل من الطعام، من المناطق الزراعية التي انسحب منها جيش الاحتلال، في المناطق الشمالية، مما أدى إلى استشهاد العشرات منهم.

اعتبارًا من 17 كانون الثاني/يناير، كان هناك 15 مخبزًا فقط يعمل في جميع أنحاء قطاع غزة؛ ستة في رفح، وتسعة في دير البلح، ولا توجد مخابز تعمل شمال وادي غزة

كما وثقت شهادات استخدام طعام الحيوانات، من خلال طحنه وخبزه، من أجل الحصول على الخبز، في ظل انقطاع الدقيق عن المنطقة.

جاء ذلك بعد يوم من إعلان البيت الأبيض عن "الترحيب بقرار الحكومة الإسرائيلية، السماح بشحن الدقيق لأهالي قطاع غزة، عبر ميناء إسدود".

ووفق شهادات وثقها التلفزيون العربي، فإن الأهالي الذين يمتلكون الأموال، لا يجدون ما يمكن شراؤه، نتيجة انعدام الغذاء في الشمال.

وأكد أهالي شمال غزة ندرة المواد الغذائية، وارتفاع أسعار ما هو متوفر منها بشكلٍ كبير. يترافق مع كل ذلك، تواصل القصف الإسرائيلي على شمال القطاع.

وفي 20 كانون الثاني/يناير، صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، محذرًا من نقص الغذاء في غزة، بالقول: "إن الناس يموتون ليس فقط بسبب القنابل والرصاص، ولكن أيضًا بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة، وانعدام الكهرباء والدواء في المستشفيات، والرحلات الشاقة إلى قطع صغيرة من الأرض هربًا من الحرب".

وبحسب مجموعات إغاثية، فإنه واعتبارًا من 17 كانون الثاني/يناير، كان هناك 15 مخبزًا فقط يعمل في جميع أنحاء قطاع غزة؛ ستة في رفح، وتسعة في دير البلح، ولا توجد مخابز تعمل شمال وادي غزة.

ويحاصر الاحتلال شمال غزة، بشكلٍ مطبق، ووفق أرقام "أوتشا"، في الأسبوعين الأولين من شهر كانون الثاني/يناير، خططت الوكالات الإنسانية للقيام بـ 29 مهمة لتوصيل الإمدادات المنقذة للحياة إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة. ولم يتم إنجاز سوى 7 مهمات من أصل 29 مهمةً، أي ما نسبته 24%. ومنع الاحتلال الإسرائيلي بقية مهمات إرسال المساعدات من الوصول.

وأوضحت "أوتشا": "يمنع هذا الرفض توسيع نطاق المساعدات الإنسانية ويضيف تكلفة كبيرة إلى الاستجابة الشاملة. ولا تزال قدرة الوكالات الإنسانية على العمل بأمان وفعالية معرضة للخطر الشديد بسبب القيود الطويلة الأجل التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على استيراد المعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة".

وفي 18 كانون الثاني/يناير، قال نائب المدير التنفيذي لليونيسف تيد شيبان: "بمجرد دخول المساعدات إلى قطاع غزة، تصبح قدرتنا على توزيعها مسألة حياة أو موت. ومن الضروري رفع القيود المفروضة على الوصول، وضمان الاتصالات الأرضية الموثوقة، وتسهيل حركة الإمدادات الإنسانية لضمان حصول أولئك الذين ظلوا دون مساعدة لعدة أيام على المساعدة التي هم في أمس الحاجة إليها. علينا أن نجعل حركة المرور التجارية تتدفق في غزة، حتى يمكن إعادة فتح الأسواق، وتكون الأسر أقل اعتمادًا على الإغاثة".

وفي منتصف الشهر الجاري،  قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: "محافظتا غزة والشمال بحاجة إلى 1,300 شاحنة غذاء يوميًا للخروج من حالة الجوع".

وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي: "الاحتلال يُسرّع في إيقاع مجاعة حقيقية ويقتل 14 شهيدًا حاولوا الحصول على الغذاء".

المجاعة سلاح إسرائيل

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن إسرائيل دمرت النظام الغذائي في غزة واستخدمت الغذاء كسلاح، خلال أكثر من 100 يوم من العدوان على قطاع غزة.

وبين الخبراء في تقرير لهم أن سكان غزة باتوا يشكلون الآن 80 % من الأشخاص الذين يواجهون المجاعة أو الجوع الكارثي حول العالم، ما يمثل أزمة إنسانية لا مثيل لها وسط استمرار القصف والحصار الإسرائيلي.

وقال الخبراء: "في الوقت الحالي، يعاني كل شخص في غزة من الجوع، ويعاني ربع السكان من الجوع الشديد ويكافحون من أجل العثور على الغذاء والمياه الصالحة للشرب، والمجاعة وشيكة. ولا تتلقى النساء الحوامل التغذية والرعاية الصحية الكافية، مما يعرض حياتهن للخطر. وبالإضافة إلى ذلك، فإن جميع الأطفال دون سن الخامسة -335,000 طفل- معرضون بشدة لخطر سوء التغذية الحاد مع استمرار خطر المجاعة في التزايد، وأصبح جيل كامل الآن معرضًا لخطر الإصابة بالتقزم، والذي يحدث عندما يعوق نمو الأطفال الصغار بسبب نقص التغذية الكافية ويسبب إعاقات جسدية وإدراكية لا يمكن إصلاحها، وهذا من شأنه أن يقوض القدرة على التعلم لجيل كامل".