19-أكتوبر-2016

من المتوقع أن يفتتح طارق إسماعيل قنوات دي إم سي قريبًا وهي تضم عددًا كبيرًا من الوجوه الإعلامية المقرَّبة من النظام المصري(كلوديا وينز/أ.ف.ب)

لا يريد الرجل أن يترك الأرض لرجال الرئيس السابق، أو الأسبق، مبارك ومرسي. يصنع "السيسي" رجاله، ويمنحهم كلَّ شيء، وآخرهم: طارق إسماعيل.

اسم غير متداول إلا فى حدود ضيقة في الأوساط الصحفية، نادرًا ما وجد أحد له صورة فى تجمعات أو مناسبة، فهو يفضل دائمًا أن يكون في الظل، يدير كل شيء بإشارة من إصبعه، رغم أنه يملك بعض المنصات الإعلامية مثل راديو "90 90" وهو رئيس مجلس إدارة موقع "مبتدأ" الإخباري، الذي يقع خلف الكلية الحربية بضاحية مدينة نصر، وقنوات "دي إم سي"، التي ستنطلق في نيسان/أبريل المقبل، وتضم عددًا كبيرا من الوجوه الإعلامية الشابة، المقرَّبة من النظام المصري.

يروّج أن طارق إسماعيل هو ضابط في المخابرات، وهي من المعلومات التي يتداولها عدد كبير من العاملين بالوسط الإعلامي

إقرأ/أيضًا: موسم ترويع الإعلام في مصر

من هو طارق إسماعيل؟

يروّج، عبر وسطاء، أنه ضابط في المخابرات، وهي المعلومات التي يتداولها عدد كبير من العاملين بالوسط الإعلامي، إلا أن أيًا من المصادر لم تؤكد بشكل قاطع طبيعة علاقة إسماعيل بالمخابرات الحربية، فهل هو ضابط بالفعل أم أنه حليف مسؤول عن عمليات "البيزنس"، التي تدر أموالًا كثيرة على ضباط الإدارة، ويتم استخدامها في مشروعات تخدم النظام، ومنها القناة الجديدة التي ستنطلق قريبًا.

وتشير المصادر، إلى أن قنوات "دي إم سي" سيكون لها الأولوية في الحصول على المعلومات، حيث تخطط الدولة أن تمتلك قنوات فضائية تحت اسم القنوات الخاصة التي يمتلكها رجال أعمال، بعد أن تأكدت من عدم جدوى تلفزيون الدولة "ماسبيرو"، إلا أنه وبالرغم من ذلك قام طارق إسماعيل بالتوقيع على بروتوكول تعاون مشترك في مجالات مختلفة بينه وبين ماسبيرو، من خلال شركته "دي ميديا الإعلامية".

ينفي طارق إسماعيل كونه رجل الأعمال الذي يستثمر في الأراضي والمقاولات والسيارات، بل إنه شخص آخر، كما أنه غالبًا ما يحيط نفسه بدائرة من الغموض، وهو الأمر الذي نجح فيه إلى حد كبير، حيث من المستحيل أن تجد له أيّ صورة التقطت له في أي مناسبة من المناسبات، على الرغم من أنه الآن صاحب شركة تعتبر إحدى أكبر شركات الدعاية والإعلان العاملة في مصر.

لكن من أين أتت فكرة كونه "ضابط مخابرات"؟ الإجابة أن الأمر يعود إلى بداياته، حين انطلق بائعًا للملابس في مدينة الإسكندرية ثم دخل عالم المقاولات والأراضي عبر علاقته مع اللواء علاء أبو زيد، المدير السابق للمخابرات الحربية بالمنطقة الغربية قبل تعيينه محافظًا لمرسى مطروح في شباط/فبراير 2015، فكانت فاتحة خير لـ"إسماعيل"، الذي نسج خيطًا جديدًا في علاقته بالدولة، عبر المخابرات الحربية.

اقرأ/أيضًا: الصحافة في عهد "عبده هيصة"

ظلَّ "إسماعيل" قريبًا حتى حلَّ الوقت المناسب، فكان مدير حملة عبد الفتاح السيسي الحقيقي في انتخابات الرئاسة، ومن الداخل، وخلف الأسوار، وفي الغرف المغلقة، أدار اللجان الإلكترونية، والمكتب الإعلامي. ولكن، من أين له بكل هذا؟

كان طارق إسماعيل مدير حملة عبد الفتاح السيسي الحقيقي في انتخابات الرئاسة، ومن الداخل أدار اللجان الإلكترونية والمكتب الإعلامي

بدأ استثماراته في مجال المقاولات، حيث امتلك أراضٍ عن طريق مزايدات من شركات القطاع العام ومن أراضي الدولة، يقال إن الصفقات كان بطلها حسن عبد الرحمن، رئيس مباحث أمن الدولة في عهد حسني مبارك، وتعدَّت قيمة الأراضي الآن ما يزيد على المليارات، وقربه من دوائر المخابرات المصرية حماه من المحاكمة أو المساءلة تحت وطأة القانون.

وقبل دخوله عالم المقاولات، أسَّس شركة "الطارق" للسيارات، وحصل، كما تشير مصادر، على وكالة مجموعة من الشركات العالمية، وأشهرها "كرايسلر-مصر"، وهي تسوّق جميع سيارات الشركة (كرايسلر، ودودج، وجيب)، وأصبح الموزّع الأول لـ"أودي، وفولكس، وفيات، ورينو، وفورد، وكيا، وهيونداي، وسوزوكي، وميتسوبيشي".

كل ذلك، ساعده للوصول له اللواء علاء أبو زيد، ولا تزال العلاقات غامضة حتى الآن، ولا يزال الرجل غامضًا في كل ما يخصه، لكنه صاحب شبكة إعلامية ضخمة تجهز نفسها لاحتكار الإعلام في مصر، وضربة البداية بانطلاق "دي ام سي".

إقرأ/أيضًا:

الإعلام المصري على الفلسطينيين لا معهم

"لا أرى لا أسمع لا أتكلم".. خطة الإعلام المصري