28-يوليو-2023
مقطع من لوحة لـ دونالد سولتان/ أمريكا

مقطع من لوحة لـ دونالد سولتان/ أمريكا

في يدي كرة من الخيطان أتسلى بها

أمسك خيطًا فينسل خيوطًا،

لا أفعل شيئًا آخر.

 

أفضّل الجلوس هنا، على هذا الكرسي

ومراقبة الآمال حين تصحو:

هذا عامل ذاهب إلى عمله وبيده كأس شاي.

هذا ولد ذاهب إلى المدرسة وفي نيته خداع العالم.

وهذا رجل عجوز بيديه المعقودتين خلف ظهره يسير خلف العربة.

 

من العجوز؟

لم أعد أتذكر، لكن الصورة تقفز أمامي كلَّ مرةٍ

كأنها معي منذ آلاف السنين؛

رجل عجوز يجر عربة،

وللصدق،

أحاول أن أتذكر اسم صاحب العربة

وأحاول ترميم وجهه في خيالي،

لكن تشوشها أكثر من صور أخرى

لمجموعات من رجال يجرون عرباتٍ محملةً بالخضار

منذ قيام إسرائيل

وللصدق أيضًا، أمس الأول رأيت صاحب الصورة،

وهو فلاح من نواحي اللد،

ولأن لسانه مثل حظيرة خنازير

ظلت هذه القصيدة مثل عقدة في كرة الخيطان، أحذفها وأكتبها

ولأن لي صديقًا يكره استخدام مفردة القصيدة داخل القصيدة

لدوافع برجوازية تريد إذلالي،

سكنتُ فيها إلى أن صرخَ عليه أحد الرجال الذين يجرون عربة مثله،

فاحمَّر وجهه،

حينها فقط بدت الصورة واضحة،

كأن شيئًا من الندى بلل كرة الخيطان

أو كأني تركتُ صرخات الرجال هنا حية وإلى الأبد!