26-مايو-2024
وقال عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق: إن "إسرائيل غير جادة بالتوصل لاتفاق، وتستخدم المفاوضات غطاءً لاجتياح رفح واحتلال المعبر".

(EPA) تجاهلت إسرائيل أمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على رفح

نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد، مقالًا للصحفي الإسرائيلي الشهير جدعون ليفي يؤكد فيه أن امتثال "إسرائيل" لأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، هو الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسها من التحول إلى دولة منبوذة.

وقال ليفي إن أمام "إسرائيل" الآن مخرج واحد فقط لتجنب "السقوط في الهاوية التي نلتف حول حوافها الآن" يتمثّل في الامتثال لأمر المحكمة الذي أصدرته قبل يوم أمس الجمعة، وردت عليه دولة الاحتلال بتكثيف قصفها على رفح وعموم قطاع غزة.  

وأضاف أنه "هكذا يجب أن تتصرف الدولة التي تحكمها القوانين"، مؤكدًا على أنه يجب على "إسرائيل" الامتثال لأمر المحكمة إن كانت "تطمح إلى أن تصبح عضوًا شرعيًا في أسرة الأمم"، وأن أبواب الجحيم التي ستُفتح على "إسرائيل" بسبب هجوم رفح ستبقى مغلقة لفترة وجيزة فقط.

إذا قررت "إسرائيل" تجاهل الأمر، وهو أمر شبه مؤكد، فإنها بذلك "تعلن نفسها دولة منبوذة"

ولفت إلى أن موافقة دولة الاحتلال على وقف العملية في رفح لن "ينقذها" من إراقة المزيد من الدماء دون معنى فقط، بل سيوقف التداعيات الدولية السلبية للعملية، وأضاف أن "إنهاء القتال في رفح والحرب برمتها هو الفرصة الأخيرة الممكنة لإسرائيل لاستعادة مكانتها الدولية قبل الحرب".

وأكد أنه إذا قررت "إسرائيل" تجاهل الأمر، وهو أمر شبه مؤكد، فإنها بذلك "تعلن نفسها دولة منبوذة". وتابع "إن التعافي من هذا الوضع سيستغرق سنوات وسيؤدي إلى ثمن لا يطاق، وبعضه شخصي، من كل إسرائيلي".

وستبحث "إسرائيل"، كما قال ليفي، عن طريقة لتجاهل قرار المحكمة، بما في ذلك تجنيد واشنطن لتقويض القانون الدولي. وأعرب عن أمله بأن: "تضع الولايات المتحدة هذه المرة حدًا لاستعدادها لتحدي العالم أجمع، والقانون الدولي، من أجل الدولة الضالة الخاضعة لحمايتها".

ولتجنّب الهاوية، قال إن هناك إجراءان عاجلان يتعين على "إسرائيل" اتخادهما: إنهاء الحرب واستبدال حكومتها، لافتًا إلى أن أكبر محكمتين في العالم قد أمرتا فعلًا بالقيام بذلك، حيث طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية
الدولية إصدار أوامر اعتقال دولية بحق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وأمرت محكمة العدل الدولية بوقف القتال برفح.

وإذ أشار إلى أن إنهاء القتال في رفح سيضع نهاية للحرب برمتها، ويطلق سراح الرهائن، فإنه أكد أن "إسرائيل" لن تمتثل لأي من الحكمين: "منذ الانسحاب المتسرع من سيناء عام 1956، لم تذعن إسرائيل قط لإرادة المجتمع الدولي، وكأن العالم وقراراته لا علاقة لها بها".

واستمر ليفي في القول: "ولأنها منيعة ومحمية من قبل أمريكا والكتاب المقدس ومركز أبحاث نووي معين في ديمونة، فقد تصرفت دائما كما لو كان لديها ترخيص للسخرية من العالم كله. وانتهى ذلك في اليوم الذي غزت فيه غزة بهذه الطريقة الوحشية التي لا رادع لها".

وأكد أنه لم يكد القاضي نواف سلام، رئيس محكمة العدل الدولية، ينته من قراءة الحكم حتى كثّفت "إسرائيل" هجماتها على رفح التي كانت تؤوي أكثر من مليون شخص فرّ معظمهم إلى الشواطئ هربًا من القصف.