07-يونيو-2016

تمام عزام/ سوريا

نحن من بلاد لا تنام 
يبدأ نهارها ظهرًا
يسهر شيوخها وقوادوها معًا
حرائرها وعاهراتها كلٌ في غرفة منعزلة 
ويسهر فيها الحمام..

بلادنا تفضل سماع أغنية قبل الوضوء بماء زمزم 
تفضل الشعر في الجنازات على المصاحف
تفضل قيام الليل على صلاة الوتر 
وتحبذ العتم مكتفية بالضوء من وجوه بناتها البيض 
 
بلادنا لا تنام 
رغم حبوب الهلوسة في جعبة الشبيح 
ورغم الكحول في دماء السكارى 
رغم الحشيش في شرايين المتعبين، والتراب في عيون الشهداء، والشرف في جيوب المارقين يخبئونه حتى نهاية "الأزمة " 

بلادنا لا تنام، ولا تعلم النوم لأولادها 
كي لا تسرقهم مدنٌ تنام باكرًا..

نحن من تلك البلاد التي تغني صباحًا لفيروز، ومساء لأم كلثوم 
ويحضر صباح فخري في خميساتها هاتفًا "دي قومي ورجيني على طولك"
فتقوم معطرةً، ممشوقةً، مياسةَ القدِ، أثيرة 
يتجاهلها غبارها 
تبدأ الرقص!
تسقط منها أنقاض عالقة في فستانها!
تضحك ! تشعل سيجارة!؟
تلقف بطحة عرق ودم 
ثم نصفق لها جميعًا 
نحن من بلاد تعاني شيزوفرينيا حادة…

اقرأ/ي أيضًا:

ولادات متتالية من الرأس

متبرجة كشجرة الميلاد