11-فبراير-2024
توزيع طعام في غزة

تُهدِّد المجاعة حياة نحو نصف مليون شخص شمال غزة (التلفزيون العربي)

لجأ أهالي شمال قطاع غزة، منذ أواخر كانون الثاني/يناير الفائت، إلى طحن علف الحيوانات وتحويله إلى دقيق من أجل صنع الخبز وإطعام أطفالهم، في ظل الحصار المفروض عليهم من قِبل قوات الاحتلال التي تمنع أيضًا وصول المساعدات إليهم، في إطار استخدامها التجويع سلاحًا للانتقام منهم.

ومع أن الأمر بدا حلًا مؤقتًا في ظل الظروف الراهنة، رغم قساوته، إلا أن الأعلاف بدورها بدأت بالنفاد وفق الأخبار القادمة من غزة، ما يضع أهالي الشمال في مواجهة مجاعة وشيكة تُهدِّد حياتهم وحياة أطفالهم.

وأفادت وكالة "الأناضول"، اليوم الأحد، بأن سكان شمال غزة لا يجدون حتى أعلافًا للأكل، بينما تأكل بعض العائلات في غزة نصف وجبة طعام كل يومين.

يعاني جميع سكان قطاع غزة من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي يحذِّر البعض من احتمالية ازديادها في حال الهجوم على رفح

ونقلت الوكالة عن المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، قوله إن: "بعض العائلات تحصل خلال 48 ساعة على نصف وجبة غذائية فقط، والمواطنون في شمال قطاع غزة لا يجدون حتى الأعلاف والحبوب".

وأضاف في حديثه إلى "الأناضول" أن: "الاحتلال يمنع وصول شاحنات المساعدات الإنسانية إلى محافظة شمال القطاع"، مؤكدًا أن: "الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة تجاوز المرحلة الكارثية". وحمّل الاحتلال: "مسؤولية حصار القطاع ومنع وصول المساعدات".

وطالب الثوابتة أيضًا: "بوقف اعتداءات الاحتلال على المدنيين وإنهاء الحرب"، بالإضافة إلى: "الضغط على إسرائيل لكسر الحصار على قطاع غزة".

وتأتي تصريحات المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بعد يوم من إطلاق صحفيين فلسطينيين من شمال غزة نداء استغاثة أخير من أجل: "منع حدوث مجاعة غير مسبوقة على مستوى العالم تطال جميع فئات المجتمع، بما في ذلك الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة"، بحسب الصحفي الفلسطيني إسلام بدر.

وأكّد بدر في مؤتمر صحفي عُقد أثناء الوقفة التي أطلق الصحفيون خلالها نداء الاستغاثة، من مخيم جباليا، السبت، أن: "سكان شمال قطاع غزة يتعرضون لسياسة الإبادة والتجويع". لافتًا إلى أنه: "لا يوجد أساسيات الطعام في الأسواق ولا أي نوع من الدقيق إلا ما ندر، والمساعدات لا يدخلها الاحتلال، ويفرض حصارًا متزايدًا على الفلسطينيين في غزة".

ومنذ عدة أيام، تحذِّر الأمم المتحدة ووكالاتها من خطر المجاعة شمال غزة الذي قالت، قبل أيام، إنها بدأت تطرق أبوابه. كما لفتت إلى أن العائلات العالقة هناك تبذل ما في وسعها من أجل البقاء بما تبقى من مقومات الحياة، مؤكدةً أن المجاعة: "تلوح في الأفق مع نفاد حتى أكثر المواد أساسية، مثل الأغذية الصالحة للأكل، والمياه الآمنة، وأبسط إمدادات الوقود".

ويشهد شمال قطاع غزة شحًا غير مسبوق في المواد الغذائية بسبب منع قوات الاحتلال وصول المساعدات إليه، بينما يعاني جميع سكان القطاع من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي يحذِّر البعض من احتمالية ازديادها في حال الهجوم على مدينة رفح.

وكانت منظمة "أكشن إيد" قد حذّرت، في بيان، من عواقب الهجوم على رفح التي ستكون وخيمة للغاية، لافتةً إلى أن: "كل شخص في غزة يعاني الآن من الجوع، ولا يحصل الناس إلا على 1.5 إلى 2 لتر من المياه غير الآمنة يوميًا لتلبية جميع احتياجاتهم".