قالت الشرطة في إندونيسيا إن ما لا يقل عن 129 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 180 آخرون في أعمال عنف وتدافع عقب مباراة كرة قدم في الدوري الإندونيسي الممتاز.
تعدّ هذه الحادثة من بين الحوادث الأكثر دموية في تاريخ شغب الملاعب في أندونيسيا والعالم
حصل ذلك حين اشتبك أنصار الناديين المتنافسين، وهما نادي "آريما" ونادي "بيرسيبايا سورابايا" بعد هزيمة أريما بنتيجة 3-2 في المباراة التي أقيمت في استاد كانجوروهان في جاوة الشرقية. وبحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية عن نيكو أفينت، رئيس شرطة جاوا الشرقية، فإن مشجعين من طرف آريما اقتحموا أرضية الملعب، ما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع، مما أدى إلى تدافع جماهيري نحو إحدى البوابات، فسقط العشرات ومات ما لا يقل عن 34 شخصًا داخل الاستاد، وفقد بقية الضحايا حياتهم في المستشفى أو عند الوصول إليها.
كما كان من بين القتلى ضابطا شرطة، وطفلة تبلغ من العمر خمس سنوات.
المباراة بين الغريمين التقليديين في أندونيسيا جذبت أعدادًا غير مسبوقة من المشجعين، إذ قال وزير الأمن الإندونيسي، محفوظ إم دي، إن عدد المتفرجين تجاوز سعة الاستاد حيث أقيمت المباراة، كما أوضح في منشور على إنستغرام إنه قد بيعت أكثر من 42 ألف تذكرة في حين أن سعة المدرجات لا تتجاوز 38 ألف متفرج.
بدأت الاشتباكات بعد أن اندفع آلاف من مشجعي نادي "آريما" من المدرجات إلى أرضية الملعب، والتي فرّ منها سريعًا لاعبو الفريق الخصم (الفائز)، لكن العديد من لاعبي "آريما" كانوا ما يزالون في الملعب، وتعرض بعضهم للهجوم والاعتداء. وبحسب تقارير فإن 3000 مشجع على الأقل نزلوا إلى الملعب، وأحدثوا حالة واسعة من الشغب والتخريب، كما تم إشعال النيران في عدد من سيارات الشرطة داخل الاستاد وخارجه.
لمواجهة ذلك، أطلقت قوات الشرطة كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع، ما ضاعف حالة الفوضى والفزع بين الجماهير من كلا الطرفين، وحدثت حالة تدافع خانقة أدت إلى سقوط عشرات الضحايا.
اعتذار وتحقيق
من جهتها اعتذرت الحكومة الإندونيسية عن الكارثة ووعدت بالتحقيق في ملابساتها.
وقال وزير الرياضة والشباب الإندونيسي، زين الدين أمالي، في تصريح لقناة محلية: "نأسف لوقوع مثل هذه الحادثة.. التي تعدّ ثلمًا عميقًا في تاريخ هذه اللعبة". ووعد الوزير بمراجعة الإجراءات الخاصة بتنظيم المباريات وحضور المشجعين وإدارة شؤونهم، وألمح إلى احتمال منع الجماهير من حضور المباريات في الفترة المقبلة.
تم الإعلان رسميًا عن تعليق الدوري الإندونيسي لمدة أسبوع نتيجة أعمال الشغب العنيفة
وقد تم الإعلان رسميًا عن تعليق الدوري الإندونيسي لمدة أسبوع نتيجة أعمال الشغب العنيفة، كما أوضح الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم إنه سيتم بدء تحقيق شامل للوقوف على ما حدث.
يشار إلى أن هذه الحادثة التي راح ضحيتها 129 شخصًا بحسب آخر حصيلة للوفيات، واحدة من أشد كوارث الملاعب الرياضية دموية في العالم، علمًا بأن السلطات لم تعلن بعد عن الحصيلة الأخيرة للوفيات والإصابات.
