17-فبراير-2019

جير لانجيويغ/ هولاندا

من حيث جئت

ينمو الوقت مع النخيل

نخيلنا الذي يكبر ليقف

بينما ينكسر الوقت كلما مشى أكثر،

كعباد شمس فضولي

كنت أقّلب المكان

أتقرى الشقوق والأخاديد

تتسلق عيناي الأثْل

وتنزف قدماي من العاقول طفولة غائمة

هنا كان الفيء يقسم نفسه على كواهل المتعبين

وهنا كان النبع يلتقط وجوه الذين عبروا

هنا حيث ولد الشاعر

كبركة تدوسها جاموسة تنشِد حَوليّها

ونمى كما ينمو الخرنوب

ملعونًا بدعوة سليمان

بجذور يابسة وأوراق كسمكة البوري الرمادية

هنا قال الشاعر ماءً فكان العطش

هنا قال الشاعر دفئا فأنكوى بالزمهرير

هنا قرأ الشاعر قصيدته الاولى

ليس لحبيبته

وإنما لكلبة الجيران المحتضرة

التي رحلت ولم تكمل قصيدته حتى،

هنا حيث يبتكر الشاعر المكان

تنمو الاطلال إلى بيوت

ويزهر النرجس فوق خدود التلال

الجرح يكبر ليأكل اخاه

والشياه تركض نحو الحقول بنحور مفتضحة

بينما يفرش التمر نفسه على وجه الأرض كسمكة راي متعبة

هنا حيث عطركِ يبعثر الضوء

ويخلق صوتكِ زغبا في المسامع

حيث طيور السمان خرز يطرز وجه الارض

لا يكتب الشاعر عن المكان

بل يبتكره.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ماناش باتاشارجي: امرأة

ديريك والكوت: الغريب الذي أحبّكَ