09-مارس-2024
أظهر تحليل لشبكة "سي إن إن"، لصور الأقمار الصناعية، قيام جيش الاحتلال بالعمل على إنشاء طريق جديد، يقسم غزة إلى قسمين.

(Getty) بدأ الجيش الإسرائيلي في تجريف طريق لمركباته المدرعة بعد وقت قصير من إعلان الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر

أظهر تحليل لشبكة "سي إن إن"، لصور الأقمار الصناعية، قيام جيش الاحتلال بالعمل على إنشاء طريق جديد، يقسم غزة إلى قسمين. 

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن ذلك جزء من خطة أمنية للسيطرة على المنطقة لأشهر، وربما لسنوات قادمة، بحسب ما ورد في الشبكة الأمريكية.

وتكشف صورة الأقمار الصناعية التي التقطت في 6 آذار/مارس، أن الطريق الشرقي الغربي، الذي كان قيد الإنشاء منذ أسابيع، يمتد الآن من منطقة الحدود بين غزة وإسرائيل عبر القطاع الذي يبلغ عرضه حوالي 6.5 كيلومتر. 

الطريق يسميه جيش الاحتلال "ممر نتسريم"، ويبدأ في كيبوتس بئيري وينتهي في شارع الرشيد على البحر المتوسط

وقال الجيش الإسرائيلي لشبكة "سي إن إن"، إنه يستخدم الطريق "لإنشاء موطئ قدم عملياتي في المنطقة" والسماح "بمرور القوات وكذلك المعدات اللوجستية". 

وعندما سُئل عن اكتمال الطريق، قال الجيش الإسرائيلي إن الطريق كان موجودًا قبل الحرب ويتم "تجديده" بسبب "إتلافه" بواسطة المركبات المدرعة.

وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة، حصلت عليها شبكة "سي إن إن"، أمام حكومة الحرب، في 23 شباط/فبراير لمستقبل "ما بعد حماس في غزة"، بما في ذلك "التجريد الكامل من السلاح" للقطاع، وإصلاح الأمن والإدارة المدنية والتعليم.

وتم تسمية الطريق باسم "ممر نتساريم"، على اسم مستوطنة نتساريم الإسرائيلية السابقة في غزة، وهو يتقاطع مع أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب في غزة، وهو شارع صلاح الدين، لإنشاء تقاطع مركزي استراتيجي. 

ووفق "سي إن إن": "يبدو أيضًا أنه يتصل بطريق الرشيد الذي يمتد على طول الساحل، كما تظهر صور الأقمار الصناعية".

وقال وزير شؤون الشتات الإسرائيلي، عميحاي شيكلي، لشبكة "سي إن إن"، إن الطريق الجديد "سيسهل على الجيش الإسرائيلي شن غارات شمال مدينة غزة وجنوبها على المنطقة الوسطى من قطاع غزة".

وبحسب التقديرات، فإن الطريق سيستخدم لمدة عام على الأقل، وسيكون به ثلاثة مسارات: واحد للدبابات الثقيلة والمدرعات، وآخر للمركبات الخفيفة، وثالث للحركة السريعة. وقال إنه سيكون من الممكن القيادة على ممر نتساريم من بئيري، وهو كيبوتس إسرائيلي بالقرب من حدود غزة، إلى البحر الأبيض المتوسط ​​في سبع دقائق.

ولا يشارك شيكلي في السياسة العسكرية الإسرائيلية. ولكن في شهر كانون الثاني/يناير، اقترح شيكلي، إلى جانب أعضاء آخرين في الكنيست، خطة لـ"هزيمة حماس" تتضمن خطوات تهدف إلى فرض السيطرة على أجزاء استراتيجية من القطاع. 

وقالوا فيه، إن ممر نتساريم سيتم استخدامه "لتمكين معالجة البنية التحتية تحت الأرض لحماس وجيوب المقاومة التابعة لها في شمال قطاع غزة".

وقالوا في الاقتراح: "لا ينبغي السماح لسكان قطاع غزة بالعودة إلى الشمال على الأقل حتى يتم هدم جميع البنية التحتية تحت الأرض في كامل المنطقة". كما تضمنت أيضًا ممرًا ثانيًا إلى الجنوب أطلق عليه اسم "ممر صوفا". ولم يتم تبني الخطة من قبل الجيش الإسرائيلي، لكنها تتضمن عناصر ستظهر إلى الوجود، بما في ذلك ممر نتساريم.

وبحسب "سي إن إن": "تُظهر سلسلة من صور الأقمار الصناعية قبل وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، كيف تقوم إسرائيل بتوسيع طريق قائم لبناء الممر. ففي صورة من 29 شباط/فبراير، قدمتها شركة ماكسار تكنولوجيز، تظهر أجزاءً من الطريق تم تجريفها حديثًا إلى الشرق والغرب من الطريق الحالي. وتظهر صورة القمر الصناعي التي التقطت في 6 آذار/مارس، والتي قدمتها شركة Planet Labs، أن التوسيع الجديد يصل إلى الساحل".

وبدأ الجيش الإسرائيلي في تجريف طريق لمركباته المدرعة بعد وقت قصير من إعلان الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وقام الجيش الإسرائيلي بمرافقة القناة التلفزيونية الإسرائيلية اليمينية 14 بجولة في "ممر نتساريم" في شباط/فبراير، وكشف عن ما أسماه "المنطقة العازلة" التي يجري العمل عليها حول الطريق. وأظهر التقرير أن قوات من سلاح الهندسة الإسرائيلي تقوم بتشغيل الجرارات والشاحنات والأدوات الهندسية.

وقال المقدم شمعون أوركابي، قائد الكتيبة "601" في سلاح الهندسة القتالية، للقناة 14 إن "الجنود كانوا مشغولين بتدمير أي بنية تحتية متبقية في المنطقة العازلة". وأضاف: "لقد فتح لنا هذه المساحة بأكملها من الأرض أمامنا، مما سمح لنا بالسيطرة على كل ما يحدث في هذا الممر".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي استخدم "كمية كبيرة من الألغام والمتفجرات" لهدم المباني في المنطقة العازلة، وأن المباني المتبقية في المنطقة "ستختفي قريبًا على الأرجح".

ويظهر تقرير القناة 14 مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، على بعد حوالي 380 مترًا من الطريق، وقد كان جزئيًا في حالة خراب وجنود جيش الاحتلال يعملون في المنطقة.

وفي مقطع فيديو تمت مشاركته على TikTok، وتم تحديد موقعه الجغرافي والتحقق منه بواسطة "سي إن إن"، يمكن رؤية جنود إسرائيليين وهم يدمرون ما يبدو أنه مدخل مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية. 

ويُظهر مقطع الفيديو الذي نشره جندي إسرائيلي على منصة التواصل الاجتماعي في 22 شباط/فبراير وتم حذفه منذ ذلك الحين، قوات في مركبة مدرعة تدخل المجمع الطبي.