04-يوليو-2016

ملصق فيلم اللمبي

من بين 7 أفلام في هذا العيد، نجد السبكي ينتج فيلمين لهما الأجواء المعتادة لأفلام العيد التي اعتادت شركة السبكي أن تقدمها في مثل هذا التوقيت من كل عام، لتقلّد نسقه وخلطته المعتادة بقية الأفلام على الساحة المصرية.

أعادت أفلام السبكي رسم صورة الحارة الشعبية في مصر في التسعينيات والألفية الجديدة

والأفلام التي ينتجها السبكي هذا العيد هي فيلم "30 يوم في العز". الفيلم نجد فيه خلطة السبكي المعتادة التي يقدمها للجمهور؛ قالب كوميدي اجتماعي، قصة حب عادية، مشاهد راقصة، صخب وغناء شعبي، وهناك مهمة مقدسة يقوم بها أحد الأبطال، تؤدي إلى بعض مشاهد الأكشن الخفيفة، التي يجب أن تبدو وكأنها مبررة سياق العمل. 
 

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "خوليتا".. رحلة الصمت والقدرية

مؤسسة السبكي السينمائية

بدأ السبكي طريق الإنتاج السينمائي في مصر من خلال نادي فيديو صغير، افتتحه في منتصف الثمانينيات أعلى محلات جزارة السبكي الشهيرة، الموجودة في شارع التحرير في حي الدقي، في محافظة الجيزة. كان يعمل بشكل أساسي على تسويق الأفلام الأجنبية، في شركة تتكون من الأخوين أحمد ومحمد. أنتج السبكي فيما بعد بعض الأفلام التي تابعها المصريون رغم تدني مستواها، وكونت العامل الثقافي في الحي الشعبي، حيث أعاد تكوين اللغة وأعاد رسم الصورة الذهنية عن الحارة الشعبية في مصر في التسعينيات والألفية الجديدة.

دخل السبكي السينما بمنطق "الفلوس فلوسنا" ونحن نعرف ما يريد أن يتفرج عليه الناس، وبناء على هذا الفهم أنتج أفلامًا أصبحت فيما بعد الأساس لمادة السخرية في الشارع المصري مثل "اللمبي"، و"خالتي فرنسا"، وفيلم "الناظر" لعلاء ولي الدين.

المفاجأة الحقيقية في السينما التي لعبها آل السبكي كانت في فيلم "اللمبي" الذي كلفهم مليونين ونصف المليون، وقد قررا أنهما سيتركان العمل في السينما إذا لم ينجح الفيلم. والحقيقة أن الفيلم حقق 25 مليون جنيه، وهو رقم ضخم في تاريخ السينما المصرية لم يحققه أي فيلم من قبل. 

اعتقد آل السبكي أنهم فهموا لعبة السينما في مصر، وأن الخلطة التي يقدمونها هي التي يبحث عنها الجمهور

هكذا اعتقد آل السبكي أنهم فهموا لعبة السينما في مصر، وأن الخلطة التي يقدمونها هي التي يبحث عنها الجمهور، فأنتجوا أفلامًا من نوعية "بوشكاش" و"بلطية العايمة" و"عبده موته" وغيرها. وكانت معظمها أوراق رابحة مع الأسف.

اقرأ/ي أيضًا: عن واقعية الدراما السورية بعد موسم مخيّب

الغريب في الأمر أن هناك أفلامًا ذات طابع جاد خرجت من عباءة السبكية مثل "كباريه" و"الفرح"، وهي أفلام إذا اخترنا وصفًا لها فيمكننا أن نقول إنها قرأت بعمق الواقع المصري دون رتوش، وبأقل قدر من الابتذال المعتاد في أفلامهم.

لا بد للأفلام السبكية أن تحتوي العنصر النسائي الراقص، والحارة الشعبية، والأفراح التي تنتشر فيها المخدرات، والأحوال البائسة للحارة الشعبية المصرية، كما يحلو لأفلام السبكي تسميتها، إلا أن المختلف الذي جاء فيها هو قراءتها للتدين المتناقض في هذه الأوساط، حيث تمشي الدعارة جنبًا إلى جنب مع قواد متدين، وقد يكون ساقي الويسكي في الكباريه رجلًا يصلي الجمعة كما يحدث في أول مشهد في الفيلم.

ظاهرة أفلام السبكي تمثل ببساطة تزاوج المال والسينما، بلا هدف أو فلسفة محددة أو رؤية، والمنافسة بينه وبين غيره من شركات الإنتاج تخسر لتركيزه اجتذاب العنصر الشاب أو المراهق من المتفرجين، وهم في مصر السواد الأعظم من الجمهور.

يستمر السبكي هذا العيد بغزو الساحة بأفلامه، منها فيلم "أبو شنب" بطولة ياسمين عبد العزيز وظافر العابدين. المنافسة بين السبكي وغيره من شركات الإنتاج ممكنة إلا أن شعبيته للأسف تظل طاغية ومؤثرة، في مناسبات مثل الأعياد حيث تزدحم صالات السينما ويحصد شيئًا من النجاح أمام الصالات الأخرى.
 

اقرأ/ي أيضًا:

سهر الليالي: فيلم يخاطب النخبة ويقنع العامة

مسلسل الندم.. زمن الخراب دائري