04-نوفمبر-2021

سلمى حايك (Getty)

ألتراصوت- فريق الترجمة 

سلمى حايك (55 عامًا)، تقول لمحاورتها حين سألتها عمّا يدفعها إلى الاستمرار في العمل، بأن السبب الأساسي هو "الحبّ". وعن تفسير ذلك قالت سلمى، الأمريكية، ذات الأصول المكسيكية اللبنانية، وابنة رجل الأعمال المكسيكي لبناني الأصل سامي الحايك: "أنا أحب عملي، وهذا هو ما يحفزني للاستمرار فيه، وأنا أتولّى جميع نفقاتي، وهي تكاليف ضخمة جدًا، ولكني أحبّ أن أتولّاها بنفسي، دون تدخّل زوجي [الملياردير]، وهذا ما يجعلني أتأكّد أني غير مصطنعة"، وهكذا نفهم أن وجود سلمى الحقيقية، غير المصطنعة، مرهون بحسابها البنكي كإحدى أبرز نجمات هوليوود على الإطلاق.

دخلت سلمى عالم الشهرة محليًا وهي في سن الثالثة والعشرين، حين أدت دورًا في مسلسل قصير، وسرعان ما وجدت طريقها ممهدًا إلى هوليوود

فهي تشارك حاليًا في فيلمين، الأول هو إنتاج ضخم من مارفل، والثاني فيلم روائي عن عائلة "غوتشي" الشهيرة. فيلم مارفل، "Eternals" (الأزليون)، هو أول فيلم "سوبر هيرو" من بطولة سلمى الحايك، وهي أفلام ترى الحايك أن شهرتها نابعة من سهولة تسويقها والاهتمام الواسع بها، خاصة في الصين.

وأثناء الحديث عن مغامراتها المستمرة، سألتها هادلي فريمان عن فيلم "فريدا"، وهو الفيلم الشهير الذي تناول حياة الفنانة المكسيكية فريدا كالو، وأدت سلمى الحايك دور البطولة فيه. ارتعبت سلمى من السؤال عن الفيلم، وبدت غاضبة قليلًا كما توضّح فريمان، لأنه مرتبط بالحديث عن سيئ الذكر، هارفي واينستين، وهو الذي أنتج الفيلم عام 2002. كشفت سلمى الحايك في مقال لاذع لها نشر عام 2017 عن واينستين، كيف أن الرجل تحرش بها على نحو جنسي على مدى سنوات، وكيف أنها كانت تواجهه بالرفض دومًا. ففي ذلك المقال، اعترفت سلمى الحايك بأنه طلب منها الاستحمام معه، أو السماح له بمشاهدتها وهي تستحم، أو أن يمنحها جلسة تدليك، أو يمارس معها الجنس الفموي، كما طلب منها التعرّي مع امرأة أخرى، إلا أن ذلك كلّه قوبل من طرفها بالرفض القاطع كما أوضحت في ذلك المقال الذي أثار الكثير من الجدل حتى اليوم، وكيف أن رفضها لطلباته قد أشعل في الرجل غضبًا وصفته في مقالها بأنه غضب "ميكافيلي" لا حدود له".

لم تبدُ سلمى متحمسة للحديث من جديد عن تلك البقعة المعتمة من سيرتها المهنية والشخصية، ووصفت الموضوع بأنه قد بات "قديمًا ومملًا". ولكني حين أخبرتها هادلي بأنها هي الأخرى عانت من تنمّر واينستين وتحرّشه وأذاه بعد رفضها عروضه، تحمّست سلمى للحديث أكثر عن تاريخها معاناتها مع الرجل.

تقول سلمى، لم أكن قلقة من تعليقات واينستين الجنسية، ولكني خشيت من التنمّر أكثر، وأعتقد أن الكثير من النساء قد نلن وابلًا مريرًا من ذلك، لأن واينستين كان يمتلك تلك الثقة بأنه قادر على تدمير أية امرأة"، تقول سلمى.

سألتها هادلي عمّا إذا كانت قد طوّرت وسيلة للتكيّف مع ذلك التنمّر، فأجابت سلمى بالإيجاب المتحفّظ. لقد سبّب لها ذلك رعبًا واكتئابًا حين تختلي بنفسها وتبدأ باستيعاب ما حصل معها. تذكر سلمى أنه واينستين اتصل بها مرّة غاضبًا وقال لها بعد جلسة تصوير لفيلم "فريدا": "لمَ هذه الحواجب الثخينة والشوارب؟ أنا لم أستقدمك لتبدين قبيحة!". وكأنّه لم ير صورة لفريدا كالو الحقيقية.

تقول الصحفية البريطانية هادلي فريمان في مقالها في الغارديان، إن جزءًا من الثقة التي حازتها سلمى الحايك في مواجهة واينستين قد ترتبط بكونها صديقة مقربة من شخصيات مؤثرة في هوليوود، مثل روبرت رودريغز، وكوينتين تارانتينو، وجورج كلوني، وهو ما قالت له بصراحة لسلمى، والتي ردّت مجددًا بموافقة متحفّظة وقالت: "ولكني أيضًا كنت جبّارة".

سلمى الحايك ولدت ونشأت في عائلة ثريّة في المكسيك. فهي ابنة رجل أعمال في قطاع النفط، وأمها تغني في الأوبرا. وقد دخلت سلمى عالم الشهرة محليًا وهي في سن الثالثة والعشرين، حين أدت دورًا في مسلسل قصير، وسرعان ما وجدت طريقها ممهدًا إلى هوليوود، وذلك حين اختارها رودريغز للتمثل في فيلم "Desperado".

سلمى حايك: نجوت من التحرّش الجنسي بقوّتي وعلاقاتي في هوليوود

ثم أنشأت سلمى الحايك شركة إنتاج خاصة بها، وصنعت أفلامًا عديدة، من أشهرها "Ugly Betty"، و"Frida"، وهو الفيلم الذي أثبت مكانتها كنجمة قديرة في عالم هوليوود والسينما العالمية. انخرطت سلمى الحايك في أنشطة حقوقية للدفاع عن المرأة وحقوقها، كما أطلقت عدة مشاريع لحماية الحيوان، واشترت مأوى ضخمًا للحيوانات المعنفة في الولايات المتحدة، وقررت لوهلة أن تعيش حياتها عزباء مع حيواناتها، إلى أن التقت رجل الأعمال الملياردير فرانسوا بينو، عبر صديقة مشتركة، فتزوجا وأنجبا ابنة تبلغ من العمر الآن 14 عامًا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

أنطونيو بانديراس: الجماعة أقوى من الفرد في مواجهة التحرش الجنسي

جميلة جميل: لن أصمت ليرضى المجتمع الذكوري