02-يونيو-2017

مشهد في الإعلان التلفزيوني (يوتيوب)

في سابقة هي الأولى من نوعها في مصر، أصدر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب قرارًا بوقف بث الإعلان الذي تذيعه المحطات الفضائية المصرية في رمضان عن تلوث ونقص مياه الشرب في الصعيد، جاء القرار بناء على طلب تقدم به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، معتبرًا أن "الإعلان يسيء إلى مصر وإلى أبناء الصعيد من الفقراء". 

شيخ الأزهر يقرر وقف إعلان بدعوى أنه  يسيء إلى مصر وإلى أبناء الصعيد من الفقراء، وسط سخرية وغضب النشطاء

الإعلان التلفزيوني كان عن مؤسسة بيت الزكاة والصدقات المصري وهي مؤسسة تخضع لإشراف شيخ الأزهر وقد تأسست عام 2014، تعتمد بشكل أساسي على أموال الزكاة والتبرعات والهبات والصدقات والوصايا التي يتلقاها البيت ويقبلها مجلس أمناء المؤسسة.

الإعلان يصور الممثلة دلال عبد العزيز وهي تزور إحدى الريفيات في قرية كفر ناصر الفقيرة التي تعاني من انعدام في إيصال المياه النظيفة إلى القرية وبالتالي إلى بيتها وتظهر السيدة الريفية وهي تقوم بملء المياه غير النظيفة في إحدى القناني القذرة وتستخدمها في كل مستلزمات الحياة من أكل وشرب وطبخ واستحمام.

اقرأ/ي أيضًا: الطيب والرئيس.. ما الذي يريده السيسي حقًا من حربه على شيخ الأزهر؟

مياه الشرب في صعيد مصر: تاريخ طويل من الأزمات!

من المعروف أن أزمة مياه الشرب النظيفة وخاصة في صعيد مصر هي أحد أشكال الإهمال التي يتعرض لها صعيد مصر، الذي يكاد قطاع الخدمات يغيب فيه تمامًا عن خارطة التنمية التي تتبناها الدولة في مصر، فهناك 1500 قرية في صعيد مصر تصب مياه الصرف الصحي فيها مباشرة في مياه النيل إلى جانب الأسمدة والمبيدات التي تتسرب إليها، فضلاً عن وجود 38 مليون مواطن في مصر يعتمدون في مياه شربهم على مياه الصرف الصحي، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض بينهم وخاصة مرض التهاب الكبد الوبائي الواسع الانتشار في مصر، كما أن 76% من مياه القرى تأتي مخلوطة بمياه الصرف الصحي، وذلك وفقًا لتقرير هام حول أوضاع مياه الشرب في مصر نشرته مؤسسة (ماعت) الحقوقية عام 2011.

وقد تخلت الدولة عن دورها في إكمال مشروعات "توصيلات المياه" إلى المنازل، كحق أصيل وأساسي للمواطنين، واعتمدت على المبادرات الأهلية لتغطية هذا العجز متحججة بنقص مواردها.

ردود الأفعال على وقف الإعلان: من يسيء إلى من؟

تباينت ردود الأفعال حول منع الإعلان بين السخرية والغضب، فبعضهم تساءل عن صفة شيخ الأزهر ليقوم بمنع الإعلان، وعن معنى أنه مسيء إلى الدولة، فالإعلان عن امرأة بحاجة إلى مساعدة والدولة هي التي تخلت عنها، وهل يسيء الفقر وحاجة الناس إلى دولة ما وهي التي تخلت عن دورها في الحقيقة في دعم هؤلاء.

 

 

 

 

آخرون سخروا من قرار وقف الإعلان واعتبروه قرارًا بوقف الممثلة دلال عبد العزيز عن العمل، والتي أشيع أنها حصلت على مقابل مرتفع مقابل تصويره. يذكر أن هذه الأخيرة خرجت في الإعلان، بعد رؤيتها لمدى قذارة المياه لتقول للسيدة الفقيرة: "معلش"، ليستغل رواد موقع فيسبوك الموقف ساخرين  من "المعلش". 

 

 

 

 

 

 

هكذا يبدو أن الإعلان سيعود بالنفع فقط على دلال عبد العزيز ثم على بطلته، التي أمر شيخ الأزهر بإيصال المياه إلى بيتها وبصرف إعانة شهرية لها لإعانتها. لكن قريتها وغيرها من القرى الريفية المصرية لا تزال تعيش ذات المأساة، التي صار الحديث عنها "يسيء للدولة" بينما تواصلها واستفحالها أمرًا عاديًا ومقبولًا.

اقرأ/ي أيضًا:

4 إعلانات مصرية أثارت السخرية في رمضان

"انتي عانس" وغيرها.. إعلانات تهين المرأة المصرية؟