25-مايو-2023
Getty

الزيارة ركزت على الجوانب الاقتصادية للعلاقة بين الصين وروسيا (Getty)

حلّ رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين ضيفا على بكين على مدار يومين (الثلاثاء والأربعاء) في زيارة هي الأولى لمسؤول روسي رفيع للصين منذ بداية الحرب في أوكرانيا شباط/فبراير 2022، واحتل تعزيز العلاقات في مجال التجارة والطاقة صدارة اهتمامات الزيارة التي تأتي عقب انتقادات واسعة استهدفت موسكو وبكين في إعلان قمة مجموعة السبع في اليابان مطلع الأسبوع الجاري.

حلّ رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين ضيفا على بكين على مدار يومين

وفور وصوله إلى الصين دعا رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين إلى زيادة مستوى التجارة بين البلدين، مشيدًا بما وصفها العلاقة القوية بين موسكو وبكين، وذلك قبل لقائه الأربعاء مع الرئيس الصيني شي جين بينغ.

كانت شنغهاي المحطة الأولى في زيارة رئيس الوزراء الروسي للصين، وفيها شارك في منتدى اقتصادي، قال على هامشه إن روسيا "تعتز بالعلاقات التي تجمعها منذ قرون بالصين". مردفًا القول: "أنا متأكّد من أننا سنحقق هذا العام الهدف الذي حدده الرئيسان فلاديمير بوتين وشي جين بينغ لزيادة تجارتنا إلى 200 مليار دولار وهو رقم أُعلن خلال قمة في موسكو في آذار/مارس الماضي".

زكي وزكية الصناعي

يشار إلى أن الكرملين قد صرّح في بيان حول زيارة ميشوستين للصين أنه "سيشارك في منتدى الأعمال الروسي الصيني وسيزور معهدًا للأبحاث البتروكيماوية في شنغهاي وسيعقد محادثات مع ممثلين عن دوائر المال والأعمال الروسية".

ووفقًا لوكالة بلومبيرغ شارك في المنتدى المذكور "ثلّة من أبرز رجال الأعمال الروس الخاضعين لعقوبات يعمل بعضهم في قطاعات رئيسية مثل الأسمدة والفولاذ والتعدين".

Getty

يشار إلى أن من بين المشاركة في منتدى الأعمال الروسي الصيني نائب رئيس الوزراء الروسي المعني بشؤون الطاقة ألكسندر نوفاك الذي  صرّح بأن "إمدادات الطاقة تنمو بأحجام كبيرة وزادت بشكل كبير في العام 2022"، مضيفًا أنه "في العام 2023، ستكون هناك زيادة أخرى بنحو 40%".

في هذا الصدد يذكر أن الصين باتت "أهم جهة تشتري الطاقة التي تنتجها روسيا علمًا أن صادرات الأخيرة من الغاز تراجعت بعد سلسلة عقوبات غربية فُرضت عليها ردا على غزو أوكرانيا"، حسب رويترز.

وأمس الأربعاء التقى رئيس الوزراء الروسي ميشوستين في بكين الرئيس شي جين بينغ ورئيس الوزراء لي كه تشيانغ، واستبق ميشوستين لقاءه بالرئيس الصيني بتصريح قال فيه: "العام الماضي، خضعت روسيا لعقوبات كبيرة على نطاق غير مسبوق، قاومنا وسنواصل تطورنا التدريجي"، مضيفًا القول: "أنا على يقين من أن تعميق العلاقات بين روسيا والصين وتكثيف تعاونهما سيكون لهما أثر إيجابي على تعزيز اقتصادَي البلدَين".

على الجانب الصيني، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ ردًا على سؤال حول الانتقادات الغربية المحتملة لعلاقات التعاون بين موسكو وبكين "علاقتنا هي تعاون اقتصادي وتجاري طبيعي على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة".

منوّهةً  إلى أن الصين "اعترضت دائمًا على العقوبات أحادية الجانب التي لا يسمح بها مجلس الأمن الدولي وعلى الولاية القضائية خارج الحدود الإقليمية"، مؤكّدة بأن "التعاون بين الصين وروسيا لا يستهدف أي طرف ثالث ولا يسمح بأي تدخل أو إكراه من قبل أي طرف ثالث". حيث تصرّ الصين على القول إنها "تلتزم الحياد حيال الحرب في أوكرانيا ورفضت إدانة روسيا لشنّها الغزو"، حسب رويترز.

Getty

وعلى ذكر الموقف الصيني من الحرب، اقترحت بكين في شباط/ فبراير الماضي "تسوية سياسية للحرب" رأت فيها أطراف غربية أنها "قد تمكن روسيا من إبقاء أجزاء كبيرة من الأراضي التي انتزعتها من أوكرانيا تحت سيطرتها".

وتُعد الصين حاليًا الشريك التجاري الأول لروسيا، وسجلت التجارة بينهما، حسب وكالة رويترز، مستوى قياسيًا "بلغ 190 مليار دولار العام الماضي، بحسب أرقام الجمارك الصينية".

وشهدت السنوات الأخيرة تعزيز مستوى العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية بين البلدين، وتطورت الشراكة الاستراتيجية "بينهما منذ غزو روسيا لأوكرانيا".

كانت شنغهاي المحطة الأولى في زيارة رئيس الوزراء الروسي للصين، وفيها شارك في منتدى اقتصادي

ويرى المتابعون حسب رويترز أن الصين "باتت الطرف الأقوى في العلاقات بين الطرفين نظرًا للعزلة الروسية المتفاقمة على الساحة الدولية".